يستضيف «الوسط الرياضي» في هذه الحلقة مجموعة من أبرز متسابقي رياضة السيارات في المملكة التي أصبحت تلقى اهتماماً جماهيرياً كبيراً وتحظى بمتابعة شعبية من جميع الرياضيين... والهدف من هذه المقابلات تسليط الضوء على نجوم هذه الرياضة والتعرف على أبرز ما يميزهم...
وقد أصبحت هذه الرياضة (اليوم) من أبرز الرياضات في العالم، مع العلم اننا سنواصل الحديث مع مجموعة كبيرة من المتسابقين في الحلقات المقبلة، إذ هناك الكثير من المتسابقين البحرينيين ولاسيما القدامى منهم الذين كانوا ومازالوا يهتمون بهذه اللعبة (سباق السرعة)...
هذه اللعبة التي مضى عليها أكثر من 50 عاماً، ومانراها اليوم بهذا المستوى الا امتداداً لتاريخ طويل...
يذكر أن «الوسط الرياضي» حاول الاتصال بأكثر من شخصية مسئولة للرد على بعض الاستفسارات إلا انه لم يوفق، أملاً في الحلقات المقبلة ان يلتقي بهم بهدف المصلحة العامة.
«تايغر» تذكرني بالماضي
لقب سيارته «تايغر» ولونها اسود، لتشابه سرعتها إلى حد كبير سرعة النمر لمطاردته فريسته، تلك السيارة كانت قوية وسريعة، أما اليوم فإن الجمهور مازال يردد سؤالاً طالما تكرر كثيراً: أين تايغر وسائقها طارق هادي؟
كانت الجماهير آنداك تزحف خلف الخيام وتنظر من بعيد السيارات المشاركة القادمة من الشارع الرئيسي للصخير المؤدي إلى نهاية شارع أم جدر حيث المنحنى الذي يرسلك إلى (الفنس) وهناك يبدأ السباق المنتظر.
هناك وسط كوكبة سيارات ترى (التايغر بلاك) انه المتسابق المعروف الغائب الحاضر طارق هادي... تحدثنا معه، كان الحديث معه مشوقاً وهو أكثر المتسابقين حرصاً في انتقاء الكلمات... إنه يخبئ الكثير... ولكن كان لسانه طليقاً... لنر ما دار في حديثنا معه؟
كيف كانت بدايتك في سباق السرعة؟
- منذ البداية، شعرت اني أحب هذه النوعية من الرياضات لما فيها من إثارة ومتعة معاً ووجدت بعض الزملاء والاصدقاء الذين كان يراودهم الشعور نفسه، منهم حسين حبيب وعبدالحسين حبيب وحسين المهندس وآخرون، فكونا فريقاً مثالياً للدخول في السباقات.
متى تعرفت على مدرج الصخير؟
في العام 1998 قرر نادي البحرين لسباق السيارات تنظيم سباقات «الدراغ» على (الران واي) الموجود في الصخير، فكان أمراً مفرحاً ان يجمعنا مكان محدد فشاركنا فيه.
وكيف تطورت الامور فيما بعد؟
- كان السباق من العام 1998 حتى 2000 اذ توقف بعدها لاسباب عدم وجود المكان، وعقب ذلك توقفت مثلما توقف الآخرون، ثم عاودنا الرجوع مرة ثانية بعد انقطاع دام 4 سنوات حتى العام 2004 عندما نظم اول سباق على حلبة البحرين تحت رعاية شركة كانو للسيارات.
وهل كانت القوانين والانظمة نفسها التي كانت عليها سابقاً؟
- اعتقد ان الحياة تتقدم وتتطور، فمن الطبيعي ان تتغير بعض الانظمة والقوانين، وهذا ما حدث فعلاً في اول بطول لسباقات السرعة التي اقيمت على حلبة البحرين في موسم 2004.
هل كان حضورك كما كان سابقاً؟
- طبعاً لا، لأن هناك اموراً كثيرة قد تغيرت، بالإضافة إلى دخول مجموعة من المتسابقين أكثر تطوراً واكثر جاهزية وهذا ما حدث فعلاً، والنتائج الاخيرة خير دليل... اعطيك مثالاً:
هل يستطيع ان يشارك علي اريان بسيارته القديمة ويسجل هذه الارقام القوية؟ طبعاً لا.
أيعني ذلك ان سيارتك انتهت من الوجود ولم تعد قادرة على العودة؟
- لا استطيع الجواب في الوقت الراهن، اذ إن رجوعها او عدم رجوعها يعتمد على امور كثيرة، إذ تغيرت القوانين والانظمة القديمة لتحل محلها الجديدة والتي لحد الآن لا نعرف كيفية المشاركة، بل متعطلون، وما نأمله من الاخوان في النادي ان يسارعوا في وجود القانون بصورة واضحة، اننا نؤمن بالتغير ولكن بطرق اكثر سهولة وليس كما نراه اليوم... هناك الكثيرون من المتسابقين تركوا اللعبة او هجروها بسبب تداخل بعض النقاط للمشاركة في السباق، وهذا يتطلب تدخلاً سريعاً ومدروساً بعيداً عن (القيل والقال) التي لا تجني ثمارها.
لقد رأينا سيارتك «تايغر» في المرآب لا حول لها ولاقوة فكيف تهيئ سيارتك في ظل هذه الفترة الضيقة علماً بأن افتتاح الموسم على الابواب؟
- من الممكن ان ترجع السيارة كما كانت ولكن حقيقة لا اعلم كيفية اعدادها في ظل وجود تعدد الفئات المشاركة ولطالما هذا الامر اوقف عملي في السيارة مدة طويلة... وما أؤكده اني مازلت آمل المنافسة من جديد ولن يصيبني اليأس.
دعيج حسن: فقدنا الكثير من المتسابقين... فمتى يرجعون!
هو أحد المتسابقين القلائل في صراحتهم، ولكن هذه التصريحات جاءت معظمها بنبرات حزينة، تشعر وكأن هناك امراً ما أثر على ممارسة هوايته المفضلة وهي عشقه في الجلوس خلف المقود... انه ابن المحرق دعيج حسن، أحد أبناء تلك المدينة المشهورة بكرة القدم، ولا عجب ان تنجب المحرق سواقاً أيضاً...
دعيج حسن كان صريحاً، وأعطى فكرة عامة عن ثقافة السائق البحريني ومدى تحضره، بل راهن على ان المتسابقين يملكون موهبة كبيرة، والأرقام المسجلة تثبت ذلك... التقاه «الوسط الرياضي» في مكالمة سريعة، ولكن بها الكثير من المعلومات الشيقة...
في البداية، تحدث دعيج حسن عن بدايته فقال: «بدأت اللعبة موسم 1988م عن طريق ممارستها في شوارع المحرق الطويلة مع مجموعة من الزملاء والأصدقاء، وكنت أملك سيارة رياضية، وشعرت انني استطيع الرهان على سيارتي في التحدي والفوز مع اخواني واصدقائي».
وهل واصلت السياقة على الشارع؟ إذ ليس مخصصاً لمثل ذلك؟
- أجاب: «هذا صحيح، ولكن أي متسابق لابد ان تكون بدايته بهذه الطريقة، فلا مكان يوجد، ولكن كنا نحاسب حتى عرفنا ان هناك سباقاً سيقام في الصخير على مدرج «الران واي»... وكانت لحظة ممتازة، لأننا وجدنا ضالتنا.
وماذا وجدتم هناك في سباق الران واي الصخير؟
- قال: «لقد وجدنا هناك الكثير، إذ النظام ومعرفة القوانين وكيفية المشاركة غير المعقدة، وتلاحم المتسابقين وتقبلهم لأي قرار أو نظام من قبل المنظمين... كانت الأمور تسير بشكل طبيعي جداً».
لقد ذكرت ان النظام السابق كان طبيعياً وعادياً بخلاف المشاركة اليوم... ألا تعتقد ان الأمور طبيعية أيضاً لما تجدونه اليوم من أنظمة وقوانين، لأن الحياة تتقدم ولا بد ان تتغير بعض الأنظمة والقوانين؟
- أجاب دعيج «أننا لا نختلف على طبيعة الأنظمة والقوانين التي يضعها المنظمون، وهو أمر طبيعي كما ذكرت، ولكن نختلف على الطريقة وبعض الأمور الفنية ان صدق التعبير فقد دخلت بعض المجاملات ولن احدد شخوصاً بعينها... هذا الأمر يحز في النفس ويجعلك مبتعداً عن المشاركة أو التفكير في عدم المشاركة نهائياً؟
وأوضح دعيج أيضاً، أن كل لعبة تحتاج إلى اناس متخصصين في المجال نفسه، اناس يعرفون بواطن وأسرار هذه اللعبة.
عبدالله سيف: كنت
منظماً ومتسابقاً في وقت واحد
متسابق آخر، يعتبر أحد الذين ساهموا بشكل كبير في دفع عجلة تقدم سباق السيارات إلى الامام... برز في العام 1994/93، ايام السباق على مدرج الصخير - الران واي - عندها كان منظماً ومتسابقاً في آن واحد، حباً في اللعبة، وحباً في العمل التطوعي لسباق السيارات وهو تطلع كان ومازال حتى الاعوام الاخيرة وما شابهها من تغير كبير في الظروف... إنه عبدالله سيف... تعالوا لنفتح ملفاً قديماً، إذ كان المتسابق عبدالله صريحاً - إلى ابعد الحدود - وكأن هذه الصراحة ديدن المتسابقين (القدامى) المعروفين بين وسطنا المحلي، وهو شعار سلكوه من دون عراقيل أو مطبات.
متى بدأت هذه اللعبة؟
- في موسم 1994/93، عندها كانت السباقات تنطلق من (الران واي) في الصخير .
وما الفئة التي تتسابق فيها؟
- على أيام السباقات في الصخير كنت اشارك في الفئة ما قبل الاخيرة.
وما طبيعة السباقات في تلك الايام؟
- كانت الاجواء ممتازة، لا يشوبها أي شيء، إذ المنظم والمتسابق متفاهمان في كل شيء من حيث الانظمة والقوانين الموضوعة، بل إننا جميعاً على قلب واحد، نهنئ الخاسر قبل الفائز، على عكس هذه الايام.
وماذا تقصد بكلامك الاخير، هل من توضيح أكثر؟
بصراحة متناهية، كانت الروح التنافسية موجودة لجميع المتسابقين، اتذكر انني كنت منظماً وسائقاً في آن واحد، حتى اني اذا اردت ان اتسابق لا يكون هناك اي اعتراض... لان لغة التفاهم كانت حاضرة ولذلك كنا نتسابق رياح القلب مع بعضنا قبل سباق عجلات السيارات.
والآن ما رأيك في السباقات التي تنظم على حلبة البحرين الدولية؟
- اننا لا ننكر الدور الكبير الذي تلعبه الحلبة، إذ وجودها أمر يدعو إلى الفخر والسباق على مضمارها جميل ومثير، ولكن نحن المتسابقون القدامى اصابنا بعض الضرر واقصد بهذا الضرر ان الاجواء تبدلت وتغيرت ولم تعد كما كانت، لاسباب كثيرة منها: دخول بعض من لا يعرف الا القليل في هذه المسابقة وهذا امر اصبح يعاني منه الكثير ولست انا وحدي، ولطالما اوصلنا رسالتنا إلى المعنيين الاساسيين في الامر ولكن...!
عبدالله سيف... هل تشارك حالياً؟
- طبعاً لا... هناك امور كثيرة فرضت علينا، إذ القوانين الحالية لا تجيز لي دخول السباق بسيارتي فورد 300 ولربما اشارك حتى أجل مسمى... هذا الامر شكل لي معاناة حقيقية، إذ خسرت على سيارتي أكثر من 30 ألف دينار... والآن لا استطيع ان اشارك بها... ما السبب؟ لا أعلم!
هل يعني ذلك انك لا تستطيع المشاركة في افتتاح الموسم؟
- حتى يأتي الموسم، لا اعتقد المشاركة في البداية، ولكن لكل حادث حديث.
ما أفضل رقم سجلته في جميع مشاركاتك؟
- لا استطيع ان اذكره... ربما تعرفه الساعة القديمة والتسجيل القديم... وعلى اي حال كان الرقم ممتازاً.
يذكر ان عبدالله سيف، أحد أفضل المتسابقين البحرينيين، له خبرة طويلة في سباقات السرعة واحد المولعين بها ومازال كذلك... حالياً لا يستطيع المشاركة لاسباب ذكرنا بعضها في نطاق اللقاء... واعتبر عبدالله سيف ان ياسر عبدالله احد الرجال المخلصين الذين لا يتوانون في خدمة جميع المتسابقين بل اعتبره الاب الروحي للعبة
العدد 1424 - الأحد 30 يوليو 2006م الموافق 04 رجب 1427هـ