العدد 3565 - الأحد 10 يونيو 2012م الموافق 20 رجب 1433هـ

البحث عن بديل لـ «مبدأ كارتر» للحفاظ على أمن الخليج

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ينظم مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) مؤتمراً في فندق «السوفتيل» على مدى يومين (12 - 13 يونيو/ حزيران 2012) لتناول موضوع «أمن الخليج العربي: الحقائق الإقليمية والاهتمامات الدولية عبر الأقاليم»، وذلك بالتعاون مع المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية والأمنية، بهدف «إيجاد آفاق رحبة للحوار حول مستجدات أمن الخليج العربي»، بحيث يتناول دور مجلس التعاون وبريطانيا وأميركا في الترتيبات الأمنية الراهنة.

وفي الحقيقة؛ فان موضوع أمن الخليج كان ولايزال هو الشغل الشاغل للقوى الدولية والإقليمية على مدى قرون وذلك لأسباب عديدة. ولو رجعنا قليلاً؛ فان بريطانيا تولت الحفاظ على أمن الخليج ما بين 1820 حتى 1971، وحين بدأت بريطانيا تهتم بالخليج في تلك الفترة؛ كانت تسعى الى تأمين الطريق البحري التجاري الذي يربط بريطانيا بالهند. وكان الخليج في تلك الفترة يمثل قلقاً لبريطانيا، بسبب انتشار أعمال القرصنة من جانب، واحتمال دخول قوى منافسة لبريطانيا في هذه المنطقة عبر تحالف مع الدول والسلطات المحيطة بالخليج، ومن ثم الانتقال إلى الهند التي كانت تعتبر «جوهرة التاج البريطاني». وعلى هذا الأساس؛ فقد سخَّرت بريطانيا قوتها العسكرية لتأمين السواحل والممر البحري، وتولت إدارة الشئون الخارجية والدفاع في الخليج العربي.

وفي مطلع القرن الماضي بدأ عصر النفط يبرز على السطح، ولاحقاً اكتشف النفط في دول الخليج العربية، وبدأ الاهتمام يتغير، لكن في هذه الفترة كان ميزان القوة الدولية يتحول من بريطانيا إلى أميركا. وعليه، كان هناك انخفاض تدريجي للدور البريطاني انتهى بسحب القوات العسكرية وإعلان استقلال الدول الخليجية مع حلول العام 1971. وحينها تسلمت أميركا بصورة تلقائية الدور الأمني الإستراتيجي في المنطقة، وفي البحرين انتقلت القاعدة البحرية في الجفير من بريطانيا إلى أميركا في إشارة إلى هذا التحول. آنذاك، كانت العلاقات بين أميركا وأهم دولتين في الخليج (السعودية وإيران) تعتبر ركيزة أساسية للأمن الخليجي ما بين 1971 و1979، وهذا الأمر تغير مع انتصار الثورة الإسلامية في إيران وقيام نظامٍ يعتبر أميركا «الشيطان الأكبر».

وعليه، وفي يناير/ كانون الثاني 1980 أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الاستراتيجية الأميركية الجديدة لأمن الخليج، أطلق عليها «مبدأ كارتر»، وهو المبدأ المعتمد لحد الآن للحفاظ على أمن الخليج. وينص هذا المبدأ على أن أميركا «سوف تعتبر أي محاولة من قبل أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأميركية، وسيتم صد مثل هذا الاعتداء بأي وسيلة ضرورية، بما في ذلك القوة العسكرية». وعلى أساس هذا المبدأ نشأت قوات للتدخل السريع، وتطورت لاحقاً مع ازدياد النشاط العسكري الأميركي في 1990 بعد الغزو العراقي للكويت، إذ أرسلت أميركا قواتها لتحرير الكويت. وبعد ذلك تمركزت القيادة الوسطى الأميرمية في قطر، وقيادة الأسطول الخامس في البحرين، إضافة الى القوات المتمركزة في الكويت وفي وسط الخليج والمياه القريبة، وهذه جميعها تنتشر لتنفيذ «مبدأ كارتر» الذي لايزال هو الأساس، ولم يطرح أي بديل عملي له إلى الآن... ولعل المؤتمر يسعى إلى طرح رؤى وأفكار جديدة في هذا المجال.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3565 - الأحد 10 يونيو 2012م الموافق 20 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 7:28 ص

      هناك استراتيجيات جديدة للنهب و إشعال الحروب ... ام محمود

      على جميع الدول ان تنتبه لان مبدأ كارتر لم يعد صالحا لزماننا خاصة بعد اندلاع الثورات و بعد انكشاف الوجوه والنوايا و لم تعد التصريحات البراقة تنفع في زمن شبكات التواصل الاجتماعي الناس أصبحت تفهم و تدرك جميع السكنات و التلميحات .. أمن الخليج مهم جداً و لكن يجب ان يحمى بيد أبناءه و ليس الغرباء
      ضحكتني د. عندما كتبت كلمة الشيطان الاكبر بين قوسين في الحقيقة الاحداث و الواقع أثبت انها اكثر من الشيطان .. كيف؟ لانها تدعو الى شيء و تصرح بشيء و تعمل عكسه و تراها تقود حروب بالسر ومن تحت الطاولة

    • زائر 29 | 7:16 ص

      لنتكلم بصراحة يا دكتور منصور ... ام محمود

      السرد التاريخي الذي ذكرته جميل جداً و حلق بنا الى الآفاق و هو في نفس الوقت مؤلم عندما نتذكر حرب الخليج

    • زائر 27 | 7:15 ص

      للملحق الرياضي

      اعتقد بان الملحق الرياضي هذه الايام في ايام بطولة يورو هو أفضل الملاحق الرياضية في الصفحات العالمية
      هناك ترتيب جميل يبدأ بمباارة اليوم ثم تقديم بكرة وأخيرا بتفاصيل مباريات أمس الأول والجدول جميل ايضا ومشكورين ايضا على المسابقات

      انا محب للوسط وخصوصا للرياضة

    • زائر 25 | 6:48 ص

      ايران

      الصراع اليوم له عنوان واحوهو التصدى للاطماع الايرانية وكل شئ مؤجل

    • زائر 24 | 6:38 ص

      حقيقة يجب ان نعيها -أمريكا لم تستطع حسم معركة واحدة

      في فيتنام خرجت مهزومة في أفغانستان لا زالت لم تحسم الامر ولا تستطيع الخروج منها وتحشد معها حلف الاطلسي ليعينها على البقاء.
      في العراق خرجت مرغمة ولم تستطع سوى ابقاء قوة تحرس سفارتها.
      ماذا يعني ذلك؟ يعني ان القوة مهما بلغت فلا تستطيع قهر الشعوب فالشعوب تبقى ويذهب المحتل مهما كان قويا

    • زائر 22 | 6:01 ص

      عزيزنا رقم 6 ما أكثر الدروس ( العبر ) وأقل المعتبرين

      من يستقوي بالخارج على قومه لا يفلح ولذا درس العراق هو أكبر درس لمن عرف حقيقته استقوى الرئس السابق بالقوى العظمى وحين حان الجد تخلوا عنه وتركوه لوحده بل أهلكوه وأسلموه عند الوثبة ، وأمامك مناظر اخرى في مصر وتونس ولبيا الدول الكبرى لا يهمها سوى مصالحها ، فلا تغتر ونغتر بهم وبمساعدتهم اذا لم تكن جبهتك الداخلية قوية لا تعول على الدنيا كلها ،، كلما ترابط الداخل لو اتى الشرق والغرب لن يستطيع فلا يغرنك السلاح أمام قوة الله والثقة به .

    • زائر 21 | 5:49 ص

      دول الخليج دول الانقياد بينما ايران ترفض الانقياد

      سر الصراع ان امريكا تريد انظمة خاضعة لسيطرتها ومن يخرج عن سيطرتها فإنها لن تسمح له بذلك وتستخدم في ذلك كل ما اوتيت ولو ادى ذلك الى حرب
      يهلك فيها الكثير من العالم

    • زائر 20 | 5:43 ص

      البديل هو الإستقلال التام

      البديل عن هذه التبعيه الإستقلال التام عن الدول التي تقدّم مصالحها على مصلحة غيرها وهذا ما نحتاجه.. وهذا من سابع أم المستحيلات

    • زائر 18 | 4:39 ص

      العدو الحقيق و العدو التقليدي

      مازالت الولايات المتحدة الامريكية تحمي مصالحها في الخليج و هي تدرك تماماً أن إيران هل الدولة الوحيدة في المنطقة لا تنسجم مع أطماعها لذا أستطاعة أن تقنع الأنظمة الخليجية بأن إيران هو الخطر الأمني الحقيقي و إن إسرائيل عدو تقليدي

    • زائر 17 | 4:26 ص

      عيدوا حساباتكم

      دور الاستعمار لايتغير هو دور المصالح على حساب شعوبها وهذا ما حصل اثناء الدور البريطاني وهو دور كان واضحا وجليا وكان عزاء الاجداد فيه بان هذه الدول دول متقدمة علينا ثقافيا مئات السنين لانتكلم عن الحضارة بمفهومها اليوم ولكن اليوم تغير الحال حين جاء الدور الامريكي هذا فما عاد الناس لاتفقه الامور فالكل اليوم منفتح على هذه السياسات هذا من جهة ومن جهة اخرى اصبح بالخليج هناك دول كبرى كالسعودية وايران وحتى العراق قريبا فما عاد مبدا كارتر يصلح اليوم فماكان بداية السبعينات لايصلح اليوم فعيدوا حساباتكم

    • زائر 16 | 4:14 ص

      سؤال

      هل تحتاج قوات دول الخليج باجمعها لحماية اقاليمها لدول خارجية اتمنى فعلا حل بديل

    • زائر 15 | 3:18 ص

      رقم 6

      ستتعلم درس جديد و هو الدرس البحريني.. ونحن بالمرصاد لدعاة الكتاتورية و الكراهية.

    • زائر 13 | 3:08 ص

      انسحبت قوات و تسلمت قوات؟؟؟

      "انخفاض تدريجي للدور البريطاني انتهى بسحب القوات العسكرية وإعلان استقلال الدول الخليجية مع حلول العام 1971. وحينها تسلمت أميركا بصورة تلقائية الدور الأمني الإستراتيجي في المنطقة"
      يعني ما فيه وقت كان هناك ما فيه قوات اجنبية؟؟؟

    • زائر 12 | 2:58 ص

      هم يحافظون على مصالحهم دون اي اعتبار لأي امر آخر

      ما هذا المنطق السقيم! نحن لا نعارض محافظتهم على مصالحهم ولكن لا يعني ذلك جعل بني البشر كالحشرات في ظل هذه المحافظة بحيث ان لا يكون لإنسان هذا الخليج الحق في الحصول على حياة حرة كريمة لا تمس فيها انسانيته وحريته وكرامته.
      لا بد ان تكون هناط صيغة وسط تحفظ لهم مصالحهم
      وتحفظ لنا حريتنا وحقوقنا وكرامتنا.
      الغاء وجودنا او اعتبارنا على الهامش فإن ذلك سوف يخلق لهم عقبات مستقبلية والافضل هو الاحترام المتبادل
      فكارتر وبوش واوبام إنسان مثله مثلي لا يزيد علي في شيء عند الله

    • زائر 11 | 2:35 ص

      كل النقاش

      حول التهديد الايراني البغيض

    • زائر 10 | 2:29 ص

      القوي خير واحب

      قانون الحياة ان من كان ضعيفا اكلته الاقوياء .

    • زائر 8 | 1:54 ص

      رقم 1

      نحن بالمرصاد لمن يحاول زعزعة أمننا ومثل ما يوجد مبدأ كارتر ..فنحن الدرس العراقي استوعب بالكامل ولن نسمح لتكراره في البحرين

    • زائر 7 | 1:32 ص

      امريكا وبريطانية إيجوز يتدخلون

      لايجوز التدخل الخارجي عن طريق الاعلام .

    • زائر 6 | 1:19 ص

      يضع سره في اضعف خلقه

      ما شاء الله هل وصلنا الى مرحلة البحث عن بدائل الى سياسات الدول العضمى في المنطقة ! نحن ما نزال نطالب بحقوق من المفترض انها تمنح حتى للعبيد ولا حياة لمن تنادي . الله يوفقهم للوصول للحل البديل ، سبحان الله. يضع سره في اضعف خلقه

    • زائر 4 | 12:12 ص

      أمن الخليج يجب أن يكون بأيدي أهل الخليج وليس الأجنبي..

      «مبدأ كارتر» هو للحفاظ على «المصالح الأمريكية» في الخليج وليس إلى أمن الخليج.. على الرغم من أن تكلفة هذا باهضة على أهل الخليج أنفسهم..

      ولكن هل حقق لأهل الخليج الأمن؟ التأريخ والأحداث أثبتت بأن هذا لم يتحقق.. لذا أمن الخليج يجب أن يكون بأيدي أهل الخليج وليس الأجنبي..

    • زائر 3 | 11:43 م

      اشكركم

      دائما متألق يا بن الجمري

    • زائر 2 | 11:34 م

      يادكتور

      يادكتور كلم الموالين للسلطة الا كل يوم والثاني طلعو لينه مايبون تدخلات خارجية ويوصفون مكون بالخيانة والعمالة للخارج مايدرون ان دول العالم الثالث اكثرها ترتمي في احضان الدول الكبرى وخصوصا الانظمة التي لاتحظى بقبول شعبي وحتى الازمة الي نعيشها لو امريكا بس تاشر انجان من زمان انحلت الازمة بس امريكا في العلن تطلع بوجه وفي السر تطلع بوجه ثاني ومثل مايقول المثل الشعبي(اذا حجى الشرع الكل ياكل تبن)

اقرأ ايضاً