العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ

«أوبك» ليست قلقة من النفط الصخري وقد تحتاج لإعادة حساباتها

لا يشعر منتجو النفط في «أوبك» بالقلق من ثورة النفط الصخري لكن ربما يكون عليهم مراجعة حساباتهم. فقد استوردت الولايات المتحدة 4.5 ملايين برميل يومياً من نفط «أوبك» العام الماضي؛ أي 20 في المئة من صادرات المنظمة ونحو نصف واردات البلاد.

لكن بفضل تقنيات جديدة مثل التكسير الهيدروليكي الذي يستخدم الآن في استخراج النفط في أميركا الشمالية حققت القارة بالفعل الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتتطلع إلى ما هو أبعد من ذلك وهو أن تستغني تماماً عن إمدادات «أوبك».

وأظهرت الإحصاءات السنوية لشركة «بي.بي» الصادرة الأربعاء 013 يونيو/ حزيران 2012)، أن الولايات المتحدة كانت الدولة الأسرع نمواً في إنتاج النفط من خارج «أوبك» في 2011 للعام الثالث على التوالي. وزاد الإنتاج الأميركي من النفط بما يصل إلى مليون برميل يومياً منذ 2006 إلى 7.84 ملايين برميل يومياً وتراجع الاستهلاك 1.89 مليون إلى 18.84 مليون برميل يومياً.

وقال رايان لانس من «كونوكو فيليبس» لجمهور من وزراء «أوبك» الأربعاء: «في 1990 كانت احتياطيات أميركا الشمالية وإنتاجها في تراجع؛ لكن بفضل المكامن غير التقليدية ارتفعت الاحتياطيات المؤكدة 68 في المئة منذ ذلك الحين».

وأضاف في مؤتمر عقد قبيل اجتماع «أوبك» لتحديد سياساتها الإنتاجية في فيينا «أميركا الشمالية يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي من النفط كذلك بحلول 2025».

وكانت شركة «أرامكو» النفطية السعودية قد أقرت بازدهار صناعة النفط الصخري ورمال القطران وغيرها مما يطلق عليه الإنتاج غير التقليدي لكن توقعاتها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كانت أقل تهديدا عند مستوى 6.6 ملايين برميل يومياً؛ أي أقل بكثير من الاحتياجات الأميركية ولم تتوقع أن يفي الإنتاج الجديد بهذه الاحتياجات قبل 2035.

ولم يبد وزراء «أوبك» المجتمعين لتحديد السياسة الإنتاجية قلقاً يذكر من التهديد الذي يشكله النفط الصخري. وقال وزير النفط الكويتي هاني حسين: «نفط الشرق الأوسط سيجد له سوقاً دائمة ... ننتظر لنرى المزيد من الأبحاث لنحصل على فكرة أوضح عن أثر تطوير النفط الصخري».

وقال وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز: «لا. لا أشعر بأي قلق على الإطلاق. إنها مجرد توقعات». وسخر من فكرة أن «النفط الصخري سينقذ المستهلكين ويحررهم من نير أوبك». لكن إدارة معلومات الطاقة الأميركية غيرت توقعاتها مراراً لتستوعب دخول النفط الصخري ورمال القطران. فهل يتعين على «أوبك» أن تشعر بمزيد من القلق؟

يقول الباحث في المعهد الملكي للشئون الدولية «تشاتام هاوس» في لندن بول ستيفينز: «يتعين عليهم ذلك نوعاً ما. ليس لأن أميركا الشمالية قد تكتفي ذاتياً لكن من أجل أسباب ذلك».

وأضاف «نظراً إلى التغيرات في التكنولوجيا المطروحة نجد أنه إذا تم تطبيق ذلك في أماكن أخرى فإن الافتراض بأن كل الزيادة المستقبلية في الطلب العالمي على النفط ستلبيها (أوبك) يصبح موضع شك» ويشير ستيفينز إلى نقطة مهمة وهي أن توزيع احتياطيات النفط غير التقليدي تختلف بدرجة كبيرة عن توزيع احتياطيات النفط التقليدي. فحتى الصين المتعطشة للوقود لديها بعض منه وكذلك روسيا وهي ليست من أعضاء «أوبك». وتابع «لو كنت وزيراً في (أوبك) لشعرت بالقلق».

العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً