العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ

«المنبر التقدمي» وإشكالية التنظير

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إن موضوع عودة المنبر الديمقراطي التقدمي إلى مظلة التحالف السداسي أو البقاء على مسافة قريبة منه – على رغم أن ذلك يعتبر لدى البعض أهم خطوة يجب على المنبر اتخاذها بعد انتخاب اللجنة المركزية والأمين العام – ليس هو ما يحدّد هوية المنبر النضالية أو إن كان تنظيماً معارضاً أم محسوباً على السلطة، فلطالما اتخذ المنبر مواقف مخالفة، ومع ذلك ظل فصيلاً أصيلاً من مكونات القوى المعارضة البحرينية.

بالطبع تم تخوين المنبر على مدى تاريخه لأكثر من مرة، ولكن في أكثر المواقف يثبت المنبر وبعد مرور الزمن أن قراءته للمعطيات السياسية كانت هي الأقرب للصحة، وأن مواقفه كانت تتعامل مع الظروف بواقعية سياسية.

قبل تشكيل المنبر التقدمي دخلت جبهة التحرير الوطني البحرانية في أول مجلس وطني بعد الاستقلال والذي تم تشكيله في العام 1973 في حين قاطعت هذا المجلس القوى الوطنية الأخرى في ذلك الوقت.

كما حدث ذلك بعد عودة الحياة النيابية في البحرين العام 2002 بعد أكثر من 28 عاماً من قانون أمن الدولة، إذ قرر المنبر التقدمي الدخول في المعترك الانتخابي بخلاف القوى المعارضة ليفوز بثلاثة مقاعد نيابية كان لها الحضور الأكبر في عمل مجلس النواب في دورته الأولى، ومرة أخرى يتم تخوين المنبر، على رغم أن جميع الجمعيات السياسية المعارضة اتخذت موقفاً مغايراً وقررت المشاركة في انتخابات العام 2006 على رغم أن الأوضاع السياسية ظلت كما هي ولم تتم الاستجابة لأي من مطالب المعارضة بالتغييرات الدستورية التي دعت إليها.

ومع ذلك وعلى رغم ما وصم به المنبر التقدمي من انتهازية سياسية من قبل البعض، ظلّ محافظاً على موقفه الثابت من الانحياز للشعب وأثبت في نهاية المطاف أن قراءته السياسية للواقع البحريني هي الأقرب للصواب.

ما حدث من تطورات خلال العام الماضي وما أفرزته هذه التطورات من تشظي المجتمع البحريني إلى عدة شظايا، من الخطأ من وجهة نظري حصرها في فرقتين أو ثلاث فرق على أبعد تقدير، هي المعارضة، والسلطة، الموالاة، فحتى وإن كانت الشظايا الأخرى من الصغر بحيث لا يمكن ملاحظتها في الوقت الراهن، ولكن من المؤكد أنها ستعلن عن نفسها بشكل أكبر في القريب العاجل، فلا المعارضة مشكّلةٌ من جسد واحد، ولا الموالاة متفقةٌ تماماً فيما بينها، ولا تقتصر الحكومة على الصقور فقط، وإن بدت كذلك في هذه المرحلة.

إن ما نعجز عن رؤيته الآن بسبب الضغوط الواقعة على الجميع، كوننا في مركز الحدث والمؤثرين فيه، سيبدو لنا واضحاً حينما نبتعد عن المشهد اليومي، فلا حل إلا الحوار، وعندها يجب على الجميع أن يقدم تنازلات موجعة، الهدف منها الحفاظ على الوطن وأبنائه.

أعتقد أن هذه الصورة بدأت تظهر في المنبر التقدمي قبل غيره من التنظيمات السياسية كونه الأكثر تنوعاً من حيث أعضائه والأبعد عن الحدث اليومي، وما يراه من أن الاقتتال الطائفي بين مكونات الشعب البحريني يظل الأكثر خطورةً على مستقبل الوطن.

لقد لمس المنبر قبل الجميع ما ارتكبه من أخطاء خلال فترة الأزمة، واعترف بها بشجاعةٍ، ولكن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال تحميل المنبر لوحده تبعية هذه الأخطاء، كما أن ذلك لا يبرّر تطرف بعض أعضاء المنبر في اتجاه معاكس تماماً لمبادئه، وذلك غير مقبول على الإطلاق من أغلبية أعضاء المنبر، بحيث يحيّد نفسه عن الشارع ويلغي جميع تاريخه النضالي وينسى ما قدّمه البحرينيون من تضحيات في سبيل جملة واحدة في دستور مملكة البحرين وهي أن «الشعب مصدر السلطات جميعاً» مهما كانت هوية هذا الشعب، علمانياً، أم متديناً.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 7:52 ص

      التعليق 16

      الاستبداد في فرض الرأي والمثال على ذلك أسلوبكم في التعامل مع الرأي المخالف ..أما يقبل برأيكم أو أسلوب تفكيركم وإلا يتم محاربته ومحاولة تحطيمه وتدميره بكل الوسائل والطرق ..أن التشكيك والدس والتخوين واستخدام الدين سياسياً وطائفياً إحدى وسائل وأدوات الاستبداد ..الطائفية والترويج لها إحدى إحدى وسائل الاستبداد..فمن تجرفه الطائفية لقلة وعيه وثقافته لا يعتر تقدمياً أو علمانياً ..س.د..مع التحية ..يرجى النشر

    • زائر 20 | 4:16 م

      كان

      15تعليقا ، كلها ضد موقف المنبر بإستثناء التعليق 15 علماني مستقل، و الأستبداد. أين هو الإستبداد يا صاحب التعليق 15 لم اجد اي طائفية ولا استبداد في التعليقات الناس تعبر عن رأيها. فعلا الخلاف في المنبر دخلت فيه الطائفية الى درجة كبيرة. فعلا هناك مواقف مخزية ولم نتصور ان مناضلين كبار يمكن ان يتخذونها.ولكن يبدو أن الرفاق في المنبر نسوا الوطن وتذكرنا اسم التنظيم فقط هناك استعلاء وتكبر على الحراك الشعبي افيقوا من كنا وكان

    • زائر 19 | 2:00 م

      الاستبداد

      النفس والنهج الاستبدادي واضح في بعض التعليقات المتوترة والتى لا ترى سوى منطقها الغوغائي الانفعالي الذي قاد الوطن إلى ما نحن ما صلنا إليه من تمزق وتخلف وتشتت وضياع..وها هم الآن من خلال هذا الهوس المنفلت الأهوج يحاولون الادعاء بأنهم انتصروا وحققوا شيئاً مهماً وانجازاً عظيماً ..بماذا..؟ باتهام الرأي الوطني المخالف بالخيانة وعدم الوجود ..هل هذه هي الوطنية التي تدعون بانجازها . الدور الوطني الثابت للمنبر لا يمكن رؤيته أبداً من خلال المنظار الطائفي المتحجر و المتخلف .. المنامي..مع التحية

    • زائر 17 | 9:50 ص

      علماني مستقل

      ان تجاري منطق طائفي تخويني فتلك مصيبة فمن خلال بعض التعليقات تتلمس مدى الضعف الذي اصاب العقل في المقدرة على تحمَل الآخر المختلف ، المسألة لا تتحدد بالهوى والعاطفة ، والموقف دائما ينبني على اسس نظرية علمية ، والتقدمي يمتلك تلك النظرية وهي التي تحدد اتجاهاته ومواقفه فهو لا يمكن ان يدخل في تحالف فقط من اجل الدخول ليكون زينة وديكور تجمل صاحب القرار الفعلي في ذلك التحالف ، نعم من اجل تحالف وطني يرسم خريطة لكتلة وطنية يقف منتسبيها على مسافة واحدة من المشاركة لا وجود فيها لمنطق الغالبية

    • زائر 16 | 6:34 ص

      التفكير والتدبير ولا يصح الا الصحيح

      ليس بسر أنه لايجاد نظرة واضحة قد يلجأ الانسان الى الاستعانة بصديق أو يلجأ الى البحث بنفسه واعادة النظر أوالمناظرة , فجميع هذه الافعال تسمى بعملية التنظير. فهل وسيلة مثل "ايجاد النظرة أو توضيحها" لا تبرر الغاية التي من أجلها لجأ الانسان للتفكير أولا قبل التصرف؟
      وأيهما أولى من الآخر التديبر ثم التدبر؟

    • زائر 15 | 6:31 ص

      اعذرني اخي

      نعم ولماذا اتى مدن من بعيد لرشح نفسه في دايره كانت محسومه لجمعية الوفاق الدائرة الثامنه الم يجد غيرها من الدوائر الغير محسومه لتقوية المعارضه داخل قبة البرلمان لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 14 | 6:20 ص

      بسكم الحديث عن تاريخكم

      تاريخنا تاريخنا وما هو حاضركم الآن

      كفاية يا استاذ جميل تنظير

      اين انتم الآن وما هو دوركم

      فعلا اثبت كتابكم دوركم

      منامية

    • زائر 13 | 3:54 ص

      شماعة التخوين

      عندما تلجأ أى قوى أو مجموعة سياسية إلى شماعة التخوين في محاولة لإقصاء فصيل وطني تقدمي أفنى جل كوداره حياتهم في مسيرة الدفاع والتضحية عن الوطن ومكتسباته ، فأن ذلك يعكس العقلية المتدنية والسلوك الانتهازي والخواء الفكري والنظري ...خاصة إذا كانت هذه القوى أو الفئة السياسية تقتات فكرياً وسياسياً على مخلفات القرون الوسطى ..فحرية الرأي والخيار الوطني المستقل لا يمكن احتكاره أو وقفه حكراً ضمن الدوائر والمعايير أو المقاييس الطائفية والعرقية ..س.د.مع التحية

    • زائر 12 | 3:28 ص

      تنظير !!!

      استاذ جميل ، فلنضع النقاط على الحروف و من غير رتوش ، هذا التنظيم اثبت انه تنظيم انتهازي يسير مع من يعتقد ان كفته هي الغالبة ، كما ان التاريخ النضالي لا يعني حصانة من الخطأ و الانحراف ، بل ان الكثير من المنتمين لهذا التيار هم من قاد و اجج الحملة الطائفية للنظام و كان بعضهم أكثر طائفية من المتأسلمين !! زبدة الكلام ، الفعل هو ما يحدد الموقف لا التنظير يا عزيزي !!

    • زائر 11 | 3:14 ص

      ما باقي الا تشيل الجمعيات الست وتقول المنبر هو الفاعل على الساحة

      شوي شوي على عقولنا ليس لنا عداء مع احد ولكن ان تنسب الحق الى غير اهله هذا فيه تجني كبير يا استاذ ابعدت الكل من الجمعيات الفاعلة وعلى رأسهم الوفاق وقدمت من تنحى عن المشهد والآن يريد ان يعود .

    • زائر 10 | 2:55 ص

      بالضبط !

      بوصلتهم السياسية لا تخطىء أبداً ، هَمهم تحقيق مكاسب للجماهير ؛ لا الصعود على أكتافهم!!


      تحياتي...

    • زائر 9 | 2:24 ص

      لقد خاب ظنى

      لم أن أتصور أن ما نعرفهم حق المعرفة ومن يتكلمون كما تشعر أنت وبالوجدان والشعور نفسه حتى حسبت الجميع يحملون نفس الهم والرؤية وإن إ ختلف إتجاهها لكن ما رأيناه وسمعناه من هولاء الذين ملئوا الدنيا ضجيجا بافكارهم وتقدميتهم أن يقتربوا من خطوط السلطة وان يدخلوا أنفسهم فى وهم تصورات تسعى على تسويقها """ حقيقة لقد خاب ظنى وان هذا التاريخ التى يترنم به هولأء ما هو إلإ اسطوانة مشروخه

    • زائر 8 | 1:48 ص

      عمى الحزبية

      الحزب يتغير وما اكثر من تغيروا في هذا الحزب فلا تحاول ان تتعامى عن ... الذي تمكن من نخر الحزب والا فلن تمكنوا من ازالة السرطان فان يكن .....هو احد رافعي راياتكم الجديدة فلا شك سيكون ....هو الفرحان بدينكم الجديد

    • زائر 7 | 1:04 ص

      الأنشقاق الطائفي

      كيف الى فصيل دائما ما يتشدق بأنه فوق الطائفية.. أن ينشق طائفيا كما حدث للمنبر؟

    • زائر 6 | 12:56 ص

      وحدة المعارضة

      السيد الفاضل وأن كان قرار المنبر صحيح في الدخول في انتخابات 2002 الا أن المنبر بقرار الدخول قد شق وحدة المعارضة وأضعف المقاطعة. ولماذا المنبر دائما ما يتحدث عن التاريخ لا أحد ينكر تاريخ جتوب ولكن ماهو الحاضر وماهي مواقفه ولماذا لم يوقع على وثيقة المنامة بالأضافة الى مواقف غالبية اعضاءه المخزية.

    • زائر 5 | 12:44 ص

      نتطلع الى تجمع وطني ديمقراطي منفصل عن التجمعات الطائفية ... شيوعي

      من الملاحظ ان الجميع اصبح يفتي في وطننا ويفسر الواقع السياسي والصراع الاجتماعي وفقا لأمنياته المتوافقة مع عواطفه ، صراع وان بدأ بأساس اقتصادي معيشي لكنه للأسف أخد شكل اصطفاف طائفي ولوخظ ان الشارع هو الذي يقود القيادة الظاهرة في الامام ، هنا يبرز دور وحنكة التقدمي التي عهدناها في صياغة الخطاب الوطني العقلاني والشعار المتزن البعيد عن هوى الشارع ، نعم اثبت التاريخ النضالي صحة النهج الذي يسير عليه التقدمي والذي اشار اليه الكاتب مشكورا وكل الأمل ان يلعب المقال دوره الايجابي التوعوي المؤثر في العقل

    • زائر 4 | 12:31 ص

      مشاخيل

      شكرا على المقال وعلى المنبر أن يحدد موقفه وطريقه بكل وضوح

اقرأ ايضاً