العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ

سلمان: نتطلع لإيجاد طريق سهل يحقق مطالب ومصالح الشعب دون استثناء... والمحمود: علينا أن نجعل من المناسبات الإسلامية أياماً لغرس القدوة الصالحة في النفوس

الشيخ علي سلمان يلقي حديث الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس
الشيخ علي سلمان يلقي حديث الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس

تطلع الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، إلى إيجاد طريق سهل يحقق مطالب الشعب ومصالح الجميع دون استثناء، واختصار الكلفة في تحقيق ذلك. ورأى في خطبته يوم امس الجمعة (15 يونيو/ حزيران 2012) أن «مطالب هذا الشعب العادلة والمحقّة ستتحقّق بإذن الله تعالى في أفقٍ منظور، على رغم من يقف في وجهها في محاولة لإبقاء الأخطاء والفساد والانحراف وضياع الأمّة وضياع كلّ مصالح أبناء هذا الوطن...، مصالح تتحقّق لا على أساس ظلم طرفٍ لطرف ولا فئةٍ لفئة ولا مجموعة لمجموعة وإنّما مجموعة من المواطنين ينظّمون أمورهم في إفراز سلطتهم التنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة بما يخدم شئونهم ويطوّر أوضاعهم وهذا ما نجحت فيه الإنسانيّة وسبقتنا فيه بقرونٍ وبعضها بعقودٍ وبعضها بسنوات».

وتحدث سلمان في خطبته عن المطالب الرئيسية للشعب، وهي «ان يتمتّع شعب البحرين بالحريّة في التعبير والتجمّع، وهو حقٌ يرتبط بطبيعة الإنسان حتّى أصبح أحد الأساسيّات التي لا يمكن أن يُذكر ميثاق دوليّ من دون أن يُوضع هذا المعنى في مقدّمته، وأن يكون الشعب قولاً وعملاً مصدراً للسلطات جميعاً، فتصدر عن إرادته السلطة التنفيذيّة وتصدر عن إرادته السلطة التشريعيّة وتصدر عن إرادته السلطة القضائية وما يرتبط بها من سلطات إعلاميّة أو أمنيّة أو غيرها».

وذكر أن «تطبيقاً للمبدأ الدستوريّ المُقرّ في جميع دساتير العالم ومن ضمنها دستور البحرين وفي كلّ المواثيق الدوليّة «الشعب مصدر السلطات»، أن يقوم هذا الشعب بتفعيل هذه المصدريّة عبر تنظيم ذلك في إطارٍ دستوريّ وفي إطارٍ انتخابيّ يمكّن الشعب حقيقةً فعلاً وقولاً، علماً بأن ينتخب حكومته ويراقبها من خلال المجلس الذي سينتخبه للمراقبة والتشريع ويحاسبها شعبيّا عبر الإعلام ويحاسبها شعبيّا عبر حريّة التظاهر والتجمّع».

وأضاف «هذا كلّه حقّ الشعب في كيفيّة ان ينتخب الحكومة ويمارس عليها عمليّة الرقابة، وبعد ذلك يسقطها في طبيعة مُنَظّمة كلّ 4 سنوات... يغيّرها، يسقطها، يجدّد الثقة فيها».

وذكر أن المطلب الآخر، ان ينتخب الشعب مجلساً تشريعيّاً ورقابيّاً يمثّل إرادته، لا يُصادَر بمجلسٍ آخر يُعَيّن لممارسة التشريع والرقابة; لأنّه مناقض إلى ان الشعب مصدر السلطات».

وأشار إلى أن «هذا الشعب يطالب بإيقاف التمييز بين المواطنين وإقرار وتنفيذ فكرة المساواة في الحقوق والواجبات على أساس المواطنة، يطالب شعب البحرين بوقف سرقة المال العام من أراض وسواحل وفساد يأكل في الموازنة العامّة وغيرها، يطالب شعب البحرين بقضاءٍ مستقلّ لا يتأثّر بهذا الحزب السياسيّ أو ذاك».

وواصل «يطالب شعب البحرين بأن تكون الأجهزة الأمنيّة مكوّنة من جميع أبناء البحرين، لا يحجز عن طائفة أو دينٍ أو عرقٍ أو لونٍ الانتماء لهذه المؤسسة، وتقوم هذه المؤسّسة بحماية أمن البحرين الداخليّ والخارجيّ من خلال هذه السياسة التي تُقَرّر بين أبناء البحرين جميعاً».

وقال سلمان إن «هذه المطالب أسياسيّة رئيسيّة لشعب البحرين تقف خلف الأزمة التي نُعايشها الآن، وهي مطالب أجمع الداخل والخارج على عدالتها ومشروعيّتها، فهي مطالب عادلة مشروعة وهي ضروريّة»، مؤكداً أن «هذه المطالب ضروريّة في أيّ بلدٍ حديث، وإذا فقد البلد هذه الأمور فهو بلد لا ينتمي إلى الحداثة، وهذه المطالب ضروريّة إلى أيّ بلدٍ حديثٍ عصريٍّ متحضّر، وهي ضرورة لتحقيق العدالة الاجتماعيّة بدرجةٍ أكبر».

وقال الأمين العام لجمعية الوفاق إن: «مستقبلنا يقوم على إشاعة أفكارٍ والعمل بها من قبيل الالتزام بالمواطنة المتساوية، ومن قبيل العمل على العدالة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، ومن قبيل الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيزه، ومن قبيل الشعور بالمصير المشترك لأبناء وطنٍ واحد يعيشون على بقعة جغرافيّة واحدة وسيستمرّون يعيشون عليها ويعيش عليها أبناؤهم، ومن قبيل إشاعة روح التسامح والتعايش الذي يضمّ الطوائف والآراء والأديان والتوجّهات السياسيّة المختلفة».

وأوضح «مستقبلنا، مستقبل أجيالنا مرهون بوجود دولة الإنسان عبر تبنّيها للديمقراطية في نظامها السياسيّ، هذا هو المستقبل الذي نسعى له».


المحمود يدعو لاستغلال المناسبات الإسلامية لغرس القدوة الصالحة في النفوس

من جانبه، دعا إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ عبداللطيف المحمود، إلى أن «نجعل من ذكريات المناسبات الإسلامية أياما يحتفل بها المسلمون في كل مكان، لتكون أيام تربية تغرس في النفوس القدوة الصالحة والأحكام المفيدة لنستطيع إنقاذ الأجيال القادمة من الجهل بالدين وبأحكامه وليتمسكوا بدينهم ويكونوا قوة للإسلام والمسلمين»، مشيراً في ذلك إلى ذكرى الإسراء والمعراج.

وذكر المحمود، في خطبته أمس الجمعة أن «المسلمين كانوا ولايزال الكثيرون منهم في أنحاء العالم يحتفلون بذكرى الإسراء والمعراج، بل إنهم يتخذونها يوما إسلاميا تربويا يجتمعون فيه، ويقرأون فيه قصة الإسراء والمعراج في البيوت والمساجد ويستمعون لما فيها من العظات والعبر، ويرتبطون بهذه الذكرى ارتباطا وجدانيا وسلوكيا يصل إلى قلوب الصغار والكبار والرجال والنساء، فلا تغيب عنهم كثير من أحكام الإسلام ولا تغيب عنهم مسئولية المسلمين عن فلسطين والأرض المقدسة».

ونوّه المحمود الى انه «في بعض بلادنا العربية تمسكنا بفتوى بعض العلماء الذين نقدرهم حق قدرهم ونقدر الظروف التي صدرت فيها هذه الفتوى منهم ودواعيها ودليلها بعدم جواز الاحتفال بهذه الذكرى الإسلامية الدينية. لكن هذه الفتوى ليست مبنية على نص ديني محكم من كتاب أو سنة أي غير قابل للمناقشة والرد، وإنما كانت اجتهادا معتبرا لفقهاء من مدرسة من مدارس الفقه الإسلامي».

وأضاف «لكننا نرى الآن بعد الأخذ بهذه الفتوى كيف ضاعت على أجيالنا هذه الفرصة الثمينة لتقوية الالتزام بواجبات دينية والبعد عن محرمات سلوكية من جانب ولتقوية الارتباط بالأرض المقدسة من جانب آخر، ففات على الكثيرين من أبنائنا ما كان في إحياء تلك المناسبة من تربية دينية سلوكية تُتَداول في المساجد والبيوت».

وقال: «ينبغي على المسلمين أن يتخذوا من ذكرى الإسراء والمعراج يوما سنويا عالميا لبيت المقدس ولأرض فلسطين المقدسة دون غيره من الأيام، لترتبط به الأجيال المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها ويجعلوا منه يوما يتعلمون فيه الكثير من العبر والدروس والسلوكيات لصغارهم وكبارهم ويتربوا عليه في المساجد والجوامع والبيوت».

وأفاد إمام وخطيب جامع عائشة أم المؤمنين، بأن من الدروس التربوية المستفادة مما حدث للرسول (ص) ورآه في رحلة الإسراء والمعراج «استشعار المسلم قيمة الصلوات الخمس عندما يعلم بأنها فرضت في السماوات عند سدرة المنتهى في تلك الرحلة، استشعاره لمكانة النبي محمد (ص)».


عيد: لا قيمة للحوار دون رموز المعارضة المسجونين

من جهته ، رأى إمام وخطيب جامع كرزكان الشيخ عيسى، أن لا قيمة للحوار دون وجود رموز المعارضة الموجودين في السجن، ودون وقف الغازات المسيلة للدموع، التي تطال معظم القرى يومياً.

وقال عيد، في خطبته يوم أمس الجمعة : «إذا لم نستفد من الأخطاء السابقة، في تصحيح الخطوات التالية، فإن كل الخطوات الإصلاحية محكوم عليها بالفشل مسبقا».

ونوّه إلى أن يكون الحوار محققا لمطالب الشعب، وليس للاستهلاك السياسي، منتقداً في سياق خطبته محاكمة وسجن الكوادر الطبية. وقال: «نحن نستنكر أحكام السجن الصادرة بحق الكادر الطبي، ونطالب بإعادة النظر فيها».

وتحدث عيد عن تعويض المتضررين من الأحداث التي وقعت في شهري فبراير/ شباط ومارس/ اذار من العام الماضي (2011)، معتبراً أن «هذا التعويض لا يعتبر حلا للمشكلة القائمة، ولا يصب في طريق الحل أصلا، فقضية البحرين لا تحل عن طريق المعاوضة».

وأشار إلى أن «هذا التعويض يحمل اعترافا رسميا صريحا بحصول حالات قتل بين صفوف المواطنين من قبل رجال الأمن (المسئولين عن سلامة المواطنين)».

وذكر أن «إقرار التعويضات المالية يكشف عن وجود انتهاكات لحقوق الإنسان قد ارتكبت ضد المواطنين، وهذا يفند بالتأكيد الادعاءات بعدم وجود انتهاكات للحقوق في البحرين لأحد، وان ادعاء وجود انتهاكات لحقوق الإنسان من مزايدات المعارضة، وأكاذيبها، فما يقول هؤلاء عن رصد هذه التعويضات، ومعلوم أن التعويض لا يكون إلا عن خسارة حصلت».


القطان: «الإسراء والمعراج» يضع أمانة القُدس في أعناق المسلمين

على صعيد آخر، قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان: «إن حادثَ الإسراء والمعراج ليضَع في أعناق المسلمين في كلِّ الأرض أمانةَ القدس الشريف، والتفريطُ فيه تفريطٌ في دين الله، وسَيسائل الله تعالى المسلمين عن هذه الأمانة إن فرَّطوا في حقِّها أو تَقاعَسوا عن نصرَتها وإعادَتها»، مؤكداً أن «على كلِّ مسلمٍ أن يعرفَ للأقصى المبارك قدرَه، وأن يرتبطَ به ارتباطَ حبٍّ وإيمان، مدافِعًا عن طهره، منافِحًا عن كرامَتِه، باذلاً الغاليَ والرخيص في سبيل نصره وعزِّه».

وبيّن أن «الاقتران الزماني والمكاني بين إسرائه (ص) إلى بيت المقدس والعروج به إلى السماوات السبع، لدلالة باهرة على ما لهذا البيت من مكانة وقدسية عند الله تعالى، وفيه دلالة واضحة أيضا على العلاقة الوثيقة بين ما بعث به كل من عيسى بن مريم (ع) ومحمد بن عبدالله (ص)، وعلى ما بين الأنبياء من رابطة الدين الواحد الذي بعثوا به، وفيه دلالة على واجب المسلمين في الحفاظ على هذه الأرض وحمايتها من مطامع أعداء الإسلام».

وأوضح القطان في خطبته أمس الجمعة (15 يونيو/ حزيران 2012) أن «هذه الحادثة تبين مدى شجاعة النبي (ص)، فقد واجه المشركين بأمر تنكره عقولهم ولا تدركه في أول الأمر تصوراتهم، ولم يمنعه من الجهر به الخوف من مواجهتهم، وتلقي نكيرهم واستهزائهم، فضرب بذلك لأمته أروع الأمثلة في الجهر بالحق أمام الباطل، وإن تحزبوا ضد الحق وجندوا لحربه كل ما في وسعهم».

وأشار إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى أن «معجزة الإسراء والمعراج جاءت بعد المحن التي ابتلي بها الرسول (ص) لتجديد عزيمته، ولتدلل على أن هذا الذي يلاقيه من قومه ليس سببه تخلي الله عنه وإنما هي سنة الله مع أحبائه في كل عصر ومصر، وبينت للرسول (ص) أن المستقبل لدينه وذلك بإقرار إمامته للأنبياء السابقين، وما تمثل له من رموز لهذا المعنى، وبينت له أن الأرض إذا ضاقت في وقت فإن السماء تفتح أبوابها لتستقبله، ولئن آذاه بعض أهل الأرض في وقت فإن أهل السماء يقفون له مستقبلين ومرحبين».

وأفاد بأن «رحلة الإسراء كانت اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم، وفرصة لمشاهدة النبي (ص) عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه».

العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 11:44 ص

      المشكلة في التطبيق

      انت ياشيخنا العزيز تتكلم عن الوحدة الوطنية والمصير المشترك للشعب ولكن في الفعاليات الوطنية تهاجم من يختلف معك في الراي اعطيك مثال اخر فعالية في سار هاجمت بالقول وعلي المنصة كل من صدام حسين ومعمر القدافي وانت تعرف مدي اعتزاز القيدات معك في التحالف بهدين الشخصيتين وعل فكرة هؤلاء الشخصيتين ربما في البحرين لها خصوصية لها ولكن هما محبوبين في كل الاقطار العربية

    • زائر 10 | 6:24 ص

      محرقية

      يا ياريت يا شيخ ... عملت حق فلسطين مثل ما عملت حق سورية جان من زمان قدرنه ان نحرر المسجد الاقصى... والله صحيح ان الدين خدمة السياسية... شوفوا كلامكم عن فلسطين الركيك وكلامك عن سورية القوى والفتاوي التي اصدرتها عن سورية كأن سورية هي اسرائيل التي احتلت ارض فلسطين

    • زائر 9 | 5:14 ص

      القدوة

      القدوة الحسنة في اتباع الرسول والصحابة الأجلاء والوقوف مع المظلومين ونبذ الدنيا
      أما غير ذلك فضحك على الذقون

    • زائر 6 | 3:03 ص

      الكلام الصادر من القلب والعقل ....

      الكلام الصادر من القلب والعقل يقبله القلب والعقل والضمير

      على من وضع نفسه في موضع القيادة والرئاسة

      ان يتكلم بما يوحد صف المجتمع ويخدم مصالحه لا ان

      يفرق ويطعن في من يختلف معه في الراي والعرق

      والمذهب والدين

      والله رقيب على ماتقولون وتفعلون بل وما تنون

      ( يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور )

      اتقوا الله في قولكم وفعلكم وسألوه حسن الخاتمة ولا تقفوا حجر عثرة في وجه المطالب بحقوقه

    • زائر 5 | 2:54 ص

      بحرانية

      صح لسانك يا شيخنا كلامك من ذهب

اقرأ ايضاً