العدد 3577 - الجمعة 22 يونيو 2012م الموافق 02 شعبان 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

صديقي... لا تطبق النصائح!

أكتب إليك الآن، بعد الانقطاع الثاني لخدمة الإنترنت وعودتها مرة أخرى وكالعادة يردون على كل شكوى: «أسباب فنية وجاري العمل على إصلاحها»، لا أعرف إذا كنت تتذكر مقالي السابق الذي قدمت لك فيه بعض النصائح والمزايا لانقطاع الإنترنت، إذ يمكن أن تقلب العيب إلى ميزة وتستغل فترة الانقطاع فيما يفيد، المشكلة الحقيقية ليست فى كتابة النصائح بل تطبيقها، فأرخص شيء في الدنيا هي النصيحة. في الواقع خلال فترة الانقطاع الثانية وجدت أن بعض النصائح ــ وإن كانت بالأساس من وجهة نظر ساخرة ــ لا تستحق التطبيق، لذا دعني أحاول تصحيحها بما يتطابق مع واقعنا الذي نعيشه، وعلى طريقة الرسالة الإذاعية التي أرسل بها حكمدار العاصمة إلى المواطن «أحمد إبراهيم» القاطن بدير النحاس في فيلم (حياة أوموت) كي لا يشرب الدواء الذي به سمٌ قاتل... فإنني أرسل إليك بهذا المقال في محاولة أخيرة لمنعك من تطبيق بعض النصائح ــ مع العلم بأنها لم تكن تحوي سماً قاتلاً، وهذا التصحيح من وجهة نظري المتواضعة، والساخرة في ذات الوقت:

- إنقطاع الإنترنت، يجعل علاقتك الفاترة مع أصدقائك القدامى تعود إلى الحياة، بعد أن أضعفتها أحاديث «الشات» المختصرة، فيصبح لديك وقتاً كافياً للقاء الأصدقاء ومن تحبهم!

- في الواقع: إن لقاء الأصدقاء على الإنترنت يكون أسهل وقد تمتد الأحاديث لساعات، لكن بدون الإنترنت ستجد الجميع منشغلين، ونادراً أن تقضي ربع ساعة كاملة مع صديق!

- فرصة جيدة لتقوية فضيلة الصبر لديك، تلك التي لم تكن تتحلى بها سوى أثناء «الداونلود»، فما بالك الآن وأنت بدون إنترنت أساساً؟!

- في الواقع: هناك أشياء أخرى كثيرة تعلمك الصبر، منها مثلا الصبر في وسائل المواصلات والعيادات ومحطات البنزين وفي أية مصلحة حكومية.

- فرصة لمتابعة برامج كنت تتابع مقتطفات صغيرة فقط منها على اليوتيوب، كبرنامج دكتور توفيق مثلاً، وبالتالي ستكون لديك فرصة للضحك لمدة أطول مقارنة بالاكتفاء بالضحك لدقائق معدودة!

- في الواقع: لا شيء من تلك البرامج يستحق المتابعة، فعلى سبيل المثال: برامج التوك شو في مجملها برامج للرغي والفتنة والإثارة، عليك أن تكتفي بعناوين الصحف دون قراءة التفاصيل، وسماع نشرة الأخبار في الإذاعة، وصدقني ستكون على دراية بكل شيء ولن يفوتك الكثير، و ستتحسن صحتك!

- فرصة لقراءة الكتب، خصوصا إذا كنت من أولئك الذين لم يقرأوا طوال حياتهم سوى الكتب الدراسية، ولم يسمعوا عن كتب غيرها باستثناء «كتاب حياتي يا عين ...» للراحل حسن الأسمر!

- في الواقع: أرشح لك كل المجالا ، باستثناء أي كتاب يتحدث عن ثورات الربيع العربي، بعض مؤلفي تلك الكتب لم يشاركوا فيها، بل أن بعضهم كان خارج بلدانهم أساسا أثناء الثورة، هم فقط يكتبون من خلال سماع نشرات الأخبار وقراءة الصحف!

- إذا كنت ستفتقد مزرعتك السعيدة لفترة طويلة، فسيعوض غيابها العودة إلى الألعاب التراثية التي كنا نلعبها أوفلاين، وقد يفكر البعض في العودة إلى جهاز الأتاري ونفض الغبار المتراكم عليه، لكن لا تنس التأكد من توافق الأتاري مع التلفزيون.. حتى لا تفسد التلفزيون!

- فقط ...هنا أتذكر مقولة برنارد شو التي يقول فيها: لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، ولكننا كبرنا لأننا توقفنا عن اللعب.

-ستأتيك الفرصة للتأكد من مدى جدية شركات المحمول في عروضها عن الدقائق المجانية، خصوصا وأنك ستصبح مضطراً لاستخدام الموبايل كثيراً طوال فترة الانقطاع!

- في الواقع: لا تتعب نفسك بذلك، فكل دقيقة تتحدثها ستدفع ثمنها، الفرق بين عروض الشركات أن هذه تخصمها في بداية المكالمة، وتلك تخصمها في النهاية، وهكذا..

- اعمل على تقوية موهبة قديمة، أو حتى تعلم شيئاً جديداً كالشعر العامي أو الكتابة أو التصوير، يمكنك أن تكتب مقالاً كالذي تقرأه الآن بكل سهولة!

- صدقني هذه هي أفضل النصائح... كم من أصحاب مقالات يرون أنفسهم كتّابا كبارا، هم فقط يقرأون مقالاً في التايمز مثلا أو الغارديان ومن ثًمً يكتبون ترجمته بصيغة أخرى، لذا فأنا من عاشقي قراءة مقالات القراء، لأنهم يكتبون بموهبتهم وليس بشهرتهم!

- ستشعر بمدى أهميتك في حياة البعض، خاصةً أولئك الذين كانوا يتوقعون منك «لايك» أو «كومنت» على أي شيء يفعلونه على الفيس بوك، وعندما يفتقدونك سيرسلون إليك «إس ام إس» بعد سنوات من فراغ «الإنبوكس» الخاص بموبايلك إلا من الرسائل الدعائية لشركات المحمول!

- في الواقع: الجميع يكتفي برنة صغيرة، أو يرسلون «كلمني شكراً».

- انقطاع الإنترنت قهريا... يعني إعفاؤك من دفع الاشتراك الشهري، وبالتالي يمكنك بهذا الاشتراك أن تشارك به في مشروع استثماري صغير، أو تفتح به حساباً بنكياً يكون نواة لرحلة المليون! ـــ لكن لا تنساني عندما تصبح مليونيراً.

ألقاك على خير يا صديقي... وأتمنى ألا يكون هناك مقال ثالث عن الإنترنت، إذ أن الأمر لم يعد يحتمل إنقطاعاً ثالثاً للخدمة.

أحمد مصطفى الغـر

دون النظر

 

سيصحون من قبورهم، ويجلدوننا كما جلدناهم بصمتنا، ويسلخون جلودنا كما سلخناها لهم، ولكن الفرق بيننا هم عاشوا وماتوا وانسلخوا وانجلدوا شرفاً، ونحن سلخنا ومتنا مثل البقر، سيلحقوننا في كل زقاق، وفي كل سجن وفي كل مركز، وفي كل مؤتمر، «انباعوا» فيه بصمت وكل صفقة لتصفيتهم دون النظر، ولكن أين نهرب من عيون الموتى تحت القبب المزخرفة، فهم يتجولون بيننا كنسيم عليل باكين على حالنا ويندبون عجزنا، وقرفنا دون النظر، إنهم يصرخون في ذاكرتنا، وفي دمنا يكسرون اللذات في قلوبنا، كما كسرنا أحلامهم كجرات فخار في عيونهم، وذهب النظر، أين سنهرب من التاريخ؟ من دموع أمهاتهم الثكلى. أين سنهرب من النظر، ستظل دموعهم تحرق جسدنا، كأكسيد راح يهطل عليهم كما يهطل المطر، وسيتبعوننا في كل خطوة نخطوها دون النظر.

الفراق: كيف سأكتب بعد اليوم، وقد بعُدنا قسراً عن بعضنا البعض، ذهبت في المدى ملهمتي، تلك التي أسالت الحبر في قلمي، وأحيت مشاعر دفينة في قلبي كانت قد تحللت.

كيف أمسك قلماً ميتاً من بعد غيابك صامتاً على الورق؟ ولكم نسجت جملاً من قلمي ألبسها لمشاعرك الباردة معطفاً، ولكن ها قد تجمد قلمي على الورق مثل سروة على جبل الشيخ.وها قد توقف قلمي مثل توقف الساعة في نهاية الزمان لا شيء مرجواً منه إلا الانتظار. كل شيء من حولي جف. الماء قد جف، والوردة قد ذبُلت والعصافير انتحرت، والصور انقلبت والفراشات هربت والشجرة انحرفت. وترجين مني شعراً، أي شعر أكتبه وقد خارت قواي وانتحرت رباطة جأشي فوق الورق.

إلى دكتوري الفاضل رياض الجزار...

كلماتك الجميلة والمؤثرة والمليئة بالنصائح والعبارات الرنانة ليست مكتوبةً على أوراقك التي أهديتها لي بخطك الرائع الجميل فقط، بل أيضاً محفورة في قلبي تشعرني بنشوة أعجز عن وصفها وخاصة عندما أراها هناك من بعد في الزاوية على طاولتي. وعندها أتساءل، هل أُلقي نظرة عليها وأراجعها لأمعن النظر في خطك الجميل؟ لا داعي، لأنها كما قلت محفورة في قلبي، لا أنساها وتثير في نفسي صوراً من الماضي ربطتني بك وعلمتني الشيء الكثير. آهٍ يا عمي الحبيب، لن أنساك ما حييت، لأنك قلبي ومثلي الأكبر والأخير.

فارس عماد رمضان

ضوءُ الوعد

 

في خدرتهِ كانَ كحبرٍ يتلوّى،

في أخدودٍ أضيقَ من ثُقب الإبرةِ.

كانَ كمثل الشحّاذينَ،

يجرُّ فراغَ الأبوابِ،

يلوكُ سراباً شبحياًّ يُدعى وطناً.

في يقظتهِ أضحى ملكاً،

يتوغّلُ في جوفِ التاريخِ،

يسوسُ أعالي ما في الأرض وأسفلَها.

ما بين الخدرةِ واليقظةِ

يختلطُ المأتمُ بالعُرسِ.

ما بين الخدرةِ واليقظةِ

تلتبسُ اللحظةُ

يجلسُ وَعْدٌ ضوئيٌّ يتداخلُ في ماضي اليأسِ

عبدالله زهير

عتاب أصحاب

 

إجه لي في هالليالي يعاتبني ولي يشكي!

ليش كل حروفك عني وفيها تقصدني؟

ليش الشعر تحجي فيه عني؟

وليش تبغي تبتز مني وتقهرني؟

آنه كل إلي سويته جرحتك.. وجاي لك تسامحني!

وأريد منك هسة تنطيني جواب السماح مني!

وما أريد منك غير النعم ولا غير فيها تسمعني!

***

قلت له أنا يوم إني طلبتك صديق، عطيتك!

كل ما قلت أريد هذا، ركضت لك و أعطيتك!

إجيت لي تفضفض بأسرارك و كنت أغليك..

حتى قلبي ما مل منك وكان معك ويناديك

بس يوم لقيت غيري رحت عني وأنا كنت أبيك

كل ما قلت أنا معك تبتعد وترحل وأنا أجيك

حتى حروفي كنت منها تضايق ومن بعدها ما ألاقيك

***

قالوا لي من بعدها، إلي يبيك يقدر لك يجي!

وإن دارت الأيام ماله غيرك وراح يجي

ولو كنت فوق القمر ويبيك للغيوم لك بيعتلي

إنت خلك بعيد عنه وهو بيعرف الحجي

إن غلط عليك تحمل لازم بيعتذر وينحني

وإنت صير أحسن منه وابتسم له وعنه إختفي

ترى الطيب في هالزمان صاروا يبونه ينجلي!

إسراء سيف

يا أصحاب «الخلوي الذكي»

 

يا أصحاب ( الخلوي الذكي ) بسكم عاد رفعوا روسكم اشوي ترى الفضاء واسع والمحيط جميل... بسكم تنكيس رؤوس ومذله!

طالعونا اشوي نريد نكالمكم نريد نسولف وياكم وش فيكم ...ضيعتون وقتكم وأذهبتكم جمال حديثكم في سبيل أوهام وأحلام ...تراكم مصيتون دمكم ولا غيرتوا شي من واقعكم الأخلاقي والفكري ... ولا تفكرون أنكم طورتون شي من واقعكم الإقتصادي؟ بل على العكس... إنتفخت بطون الشركات من فلوسكم على بلاش .

كان الأول يقولون الوقت من ذهب وأحين الوقت ذهب ولن يعود... هذا وحق السماء بلاء عظيم بليت به الناس وأي بلاء يوم القيامة يؤتى بالعبد، تفتح له صناديق، وهذه الصناديق هي عبارة عن ساعات العمر: بعض الصناديق نتنة، وهي ساعات المعصية... وبعض الصناديق معطرة، وهي ساعات الطاعة.. ولكن - مع الأسف - أغلب الصناديق خالية: لا خير ولا شر.. هذه ساعات العمر، أليست هي خسارة، فمتى نتدارك الأمر؟.

محمد عباس البصري

كنز من النفاق

 

بالأمس كان صديقي وأعز من أخي وقد كان حبيبي، شكوت له مشاكلي وفتحت له قلبي فوثقت به، وكيف لا أثق به فهو أقرب البشر لي، وثقت به باسم الصداقة والوفاء وهذا ما تعلمناه من الحياة وعشنا عليه، نجلس ونتحاور معاً في المطاعم، في المجالس، في السفر بل في كل مناسبة جميلة تجمع بيننا، أفصح عن همومي إليه وأشتكي كي يشاركني ونصل إلى نتيجة تخفف الآلام وتهدي النفوس.

ولكن بعد ذلك تأتي الفرصة المنتظرة ليتحول هذا الصديق إلى منافق كبير عديم الضمير بعد أن توافرت لديه تلك الأسرار الخطيرة ونقلها إلى أناس متجردين عن الضمير والإحساس، بل قلوبهم ميتة وسوداء تلتقط أي دليل يؤدي إلى التفرقة، ويحرضون بعضاً من الأشخاص الذين يصبحون طعماً سهلاً في هذه الظروف والمصالح التي ينتظرونها، بالأمس كان صديقي وعملت على تلك العلاقة التي بنيتها على المحبة وأخيراً اكتشفت أنه إخلاص ووفاء من طرف واحد.

هل يعقل أن هذا الحبيب والصديق يعمل لمصلحته الخاصة وينافق ويمارس كل الطرق المسيئة كي يصل لغايته وعلى حساب وتشويه سمعة صديقه الذي أحبه كل تلك السنين الطويلة ويخسره في لحظة ضعف وتهور لا تستحق تلك المجازفة، لقد كان يكن لي كل الحب والوفاء وهو يتقرب إلى أناس أساءوا إلى صديق عمره الوحيد ويكن لهم كل المحبة طبعاً هذا طمع في الوصول إلى غاية، والوصول إلى مصالحه الخاصة. هذه كلمة أوجهها إلى كل من خان صديق عمره بأن الله لن ينسى هذه الممارسات غير الإنسانية، فالشخص الوفي لله وللناس سيكون جزاؤه عند الله عظيماً.

صالح بن علي

الحواس

 

عندما تمرين أمام عيني،

يتركا كل شيء

وتتبعهما حواسي الخمس

كبخور رائحته تلتف من حولك،

ما أجمل عيناها لا يُغيران هدفهما في ممشاها

اشتعلا كقشتين حين رأياها، كسكر في قهوة.

أذوب... حين استنشق عبيرها وهواها

رموشها مثل سيف فرس معروض في متحف

فكل واحد

له قصة وله مئات من القتلى

ماتوا على حين غرة.

أعميت يوم ولادتك، وحبل مشنقتي كان حبل ولادتك السري؟

لكن لا أدري أينا أكبر أنا أم أنت، أم زجاجة عطري التي بها أتعطر.

عماد محيي الدين رمضان

العدد 3577 - الجمعة 22 يونيو 2012م الموافق 02 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً