العدد 1486 - السبت 30 سبتمبر 2006م الموافق 07 رمضان 1427هـ

حتى «الخضرة» لم تسلم!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

«من له حيلة فليحتال»... مثل ينطبق كثيراً على بعض التجار في شهر رمضان الفضيل، فما المانع من رفع أسعار السلع الاستهلاكية قليلاً، أو كثيراً، مادام الناس مضطرين إلى شرائها فلا يمكن أن يصوموا طوال اليوم!

في السنوات الماضية، تعودنا على ارتفاع سعر اللحوم نظراً إلى كونها رأس السلع الاستهلاكية في شهر رمضان، ولكن يبدو أن الخطة كانت محكمة هذه المرة، فمن كان يتوقع ارتفاع سعر كارتون الجرجير إلى دنانير! ولعل قصة الجرجير تشبه إلى حد بعيد قصة سمك «القيون»، فلم يكن الناس يشترون هذا الصنف، بل كانت ربات المنازل يعيرن أزواجهن بشراء القيون، وبينما كان الناس نياما أضحى هذا السمك سيد الأسماك في السعر بلا منازع، وعندما ارتفع سعره أصبح على أولوية قائمة ربات البيوت! ولعل أفضل تعليق على ما يجري في سوق الخضار كان من أحد كبار السن في أحد مجالس شهر الله، فبينما كان الحضور يتداولون الحديث فيما بينهم عن ارتفاع الأسعار قطع عليهم الحديث بتحليل منطقي للغاية: «في اليوم الأول أكلنا الثريد من غير آلو، فهل يعقل أن يكون سعر الآلو أكثر من اللحم! أتوقع أن الزيادة في سوق الذهب كان لها أثر كبير في ارتفاع سعر الخضار...»!

سأله أحد الحاضرين عن هذا التحليل الغريب فأجاب: «والله إنته ما تفهم، ما تشوف سوق الذهب في جدحفص قريب من سوق الخضرة لازم يتأثر»!

الغريب أن الأسعار لم تتوقف أبدا، بل ظلت تصعد في سلم السلع الأكثر غلاء، وربما تكون توجيهات سمو رئيس الوزراء أخيراً بمراقبة الأسعار هي الحل الأنجع لكل ما يمر به البحرينيون. كما أن البحرينيين تلقوا بشارة خير حين تم إيقاف القسط الشهري، في أحد مصارف البحرين خلال شهر رمضان المبارك، كما أن هناك أنباء عن احتمال تكرار إيقاف القسط الذي سيكون مستحقا قبيل فترة العيد، وهي بادرة إيجابية بلا شك، بل إنها أزالت هموم كثير من المواطنين.

قد يقول قائل إننا أحد المستفيدين من هذه الخدمة ولذلك أوردناها، ولكن نطمئنهم بأن قسطنا الشهري تم اقتطاعه في من الشهر الجاري!

لنعد مرة أخرى إلى موضوعنا الرئيس، فالتبريرات التي نقرأها تباعا عن ارتفاع أسعار الخضار لا تدخل عقل المجنون ولا العاقل، فحتى لو ارتفعت أسعار الخضار في بلد المنشأ فلا يعني ذلك ارتفاعها أضعاف... مساكين هم المزارعون الذين لم تعد لديهم أراض يزرعون فيها، لا لأنها غير صالحة للزراعة، بل لأن ملكيتها تحولت إلى أشخاص آخرين بلا إنذار، ولأنها تحولت إلى عمارات سكنية ومشروعات استثمارية.

سيقال إن لدينا حزاما أخضر، وسنرد عليهم: لدينا خرائب بالية، صحيح أن فيها «خضرة»، ولكنها «خضرة» العفن وما تبقى من ملوثات!

فيا بحرينيون، لقد انتهى العهد الذي تتمتعون فيه بأكل «الرويد» الطازج، والبقل و«البربير» الطري... وجاء الوقت الذي ستستوردون فيه حتى أنفاسكم...

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1486 - السبت 30 سبتمبر 2006م الموافق 07 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً