العدد 1491 - الخميس 05 أكتوبر 2006م الموافق 12 رمضان 1427هـ

رايس وسياسة «فرق تسد»

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

الجولة الحالية التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لا جديد فيها ولن تأتي بثمار نافعة للمنطقة وأهلها فهي مجرد تنفيذ للسياسة الأميركية القائمة على المقولة فرق تسد.

فقد اختارت الإدارة الأميركية الاجتماع مع وزراء خارجية دول عربية معينة (ثماني) تعتقد أنها موالية لسياستها أو على الأقل معتدلة لكي تكرر الشروط نفسها تجاه الملفات الساخنة.

فعلى الساحة الفلسطينية تتمثل الاملاءات الاستمرار في محاصرة حكومة حماس حتى تسقط أو تستقيل ومن ثم إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة جديدة تعترف بالكيان الصهيوني المحتل أولاً وتلجم المقاومة ثانية وتساوم على المبادئ الأساسية لمفاوضات الحل النهائي.

أما فيما يتعلق بسورية المناكفة فيجب على دول المنطقة الالتزام بالعقوبات التي تفرضها واشنطن على دمشق حتى تركع للضغوط وتطرد الفصائل الفلسطينية التي لا تعترف باتفاق أوسلو وتكف عن دعم المقاومة اللبنانية (حزب الله)، وتتراجع أيضاً عن التوجه نحو تكامل استراتيجي مع إيران.

وفيما يختص بملف الأخيرة النووي فالولايات المتحدة مقبلة لا محالة على خطوة صارمة تجاه طهران ولا تستطيع تطبيق هذه الخطوة سواء عقوبات اقتصادية أو غزو عسكري إلا من خلال تعاون الدول الخليجية ومصر في ذلك.

إن اجتماع رايس بنظرائها العرب في القاهرة يرمي في الواقع إلى إيجاد محور يسمى بـالمعتدلين من العرب في مواجهة المتطرفين منهم الذين مازالوا لا يؤمنون ببرنامج الشرق الأوسط الجديد.

لقد مارست أميركا سياسة التفرقة هذه في الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل فادعت أنها تدعم حكومة السنيورة وأنها تؤيد تل أبيب في الدفاع عن نفسها في وجه الحركات الإرهابية، وكانت النتيجة ظهور معسكرين للعرب مؤيد للمقاومة اللبنانية وآخر ضدها.

ومع إطالة أمد الحرب (33 يوماً) استغل المستوطنون الانشغال بها وقاموا بتوسيع وتطوير 31 مستوطنة في الضفة الغربية. وأثناء الاقتتال الداخلي الحالي بين الفلسطينيين، أعرب مسئولون إسرائيليون عن أملهم في أن تنتصر فتح على حماس.

إذاً لا غرابة من أن يكون الهدف المعلن لزيارة رايس هو تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط على رغم إعلان موتها مراراً من قبل فكيف يحرك شيء وهو جثة هامدة. أما الهدف الخفي للزيارة فهو إحداث شقاق كبير بين العرب أنفسهم، معتدلين ومتشددين، متعاونين ومارقين، ومن ثم تمرير الأهداف الخبيثة وتسديد الضربات القاتلة للأمة فهل من معتبر؟

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1491 - الخميس 05 أكتوبر 2006م الموافق 12 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً