ان ما طرأ على الساحة المحلية خلال الاسابيع الماضية وعلاقتها برسم الصورة السياسية والانتخابية في البحرين هي مسألة مهمة في الطريق الى طمأنة المواطن فيما يتعلق بمجريات العملية الانتخابية التي نحن مقبلون عليها في اواخر الشهر المقبل.

الأمور التي صاحبتنا قبيل اعلان موعد الانتخابات المتأخر جدا ووصولا الى الغاء التصويت الالكتروني بعد ظهور قضايا امام الراي العام البحريني لم تكن في الحسبان واوجدت جدلا سياسيا على جميع المستويات والاصعدة وخصوصاً بعد فترة غير قصيرة من انعدام الشفافية.

لكن مع هذا كله ومهما حدث فموضوع انجاح الانتخابات واشراك جميع الاطراف والتيارات السياسية المختلفة هو امر علينا الا نقلل من اهميته بل نأمل مشاركة الجميع ونعد العدة لدعم الوطنيين بعيدا عن النفعيين الذين يطبلون ويزمرون من أجل الحصول على بعض الفتات هنا أو هناك.

فمع الدعوات التي نادى بها سياسيون لمشاركة مختلف الأطياف السياسية فان الامر يبقى بداية لتنامي نواة لتحالفات وطنية واسعة وبديلا وطنيا ديمقراطيا يبعدنا عن أشكاليات الاستقطاب الطائفي الذي ازدادت حدته في الآونة الأخيرة.

لذلك فمن الضروري أن نعزز كل عمل سياسي وطني على الا تنتظر القوى السياسية إلى ما بعد فترة الانتخابات لتشكيل التحالفات.

ان الصدامات والانشغال ببعض الامور الصغيرة لن يحقق المبتغى الوطني خصوصاً اذا وصلت الى البرلمان بصورة مبعثرة ومشتتة.

ان هذه الفكرة التي تبنتها بعض القوى في الاشهر الاخيرة تعد خطوة تقدمية توحد الشارع البحريني وتقوده الى الامام لانها ببساطة تنطلق من منطلقات وطنية لا من منطلقات مذهبية او طائفية.

وهي دعوة مفتوحة لجميع ابناء الشعب البحريني لهذا الائتلاف الوطني المميز الذي لا يميز ولا يفرق بل يوحد الصف الوطني بجميع اطيافه وهو بدوره قد يذكرنا بهيئة الاتحاد الوطني في خمسينات القرن الماضي التي حملت مطلب جماعمي يشمل كل الفئات، وهذا ليس بعيدا عن ثقافتنا وتكويننا الاجتماعي