القوانين والتشريعات البحرينية... خصوصاً التي تخص الانتخابات البرلمانية... هي قوانين ملزمة للبعض (وبالساطور على راسه) وللبعض الآخر هي مرنة ومائعة وتتعوى (مثل جسم تحية كاريوكا) وتتلوى... والظاهر أنها مع ناس معطوف عليهم ومرغوب فيهم، وضد ناس ما يبونهم وبعيد العطف عنهم وغير مرغوب حتى في ريحتهم... ناس من ألحين يعرفون جميع أسماء الناخبين في منطقتهم، من الموجود الأصلي والمضاف المصلي، ومن إللي خرج اسمه من الدائرة، ومن إللي دخل اسمه في الدائرة (إن أند أوت) أسماء الرجال كلهم وأسماء النساء كلبوهم.

وناس مساكين... هم من المترشحين الغلبانين... والذين لا يريد لهم من بيده أن يعمل (الحاكر ماكر) أن يشموا ريحة الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة... صحيح أنهم يودون الترشح وسيسجلون أسماءهم، كما أن ولديهم برامج انتخابية ناجحة وبودهم خدمة المجتمع، ولكن (فلان من الناس) لا يريد لهم الفوز، وعنده غيرهم من الأحباب والأصحاب الأعزاء على قلبه والقريبين من أفكاره والمنفذين لأوامره (سمعاً وطاعة)... وبهذا الخصوص جاءتني رسالة شكوى من المترشح للمجلس النيابي القادم عن الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية الأخ سند إبراهيم الفضالة.

الأخ سند يشتكي ويقول إنه قد جرت العادة... وبحسب الأنظمة والقوانين المتبعة في الانتخابات... أن يتم عرض جداول الناخبين خلال سبعة أيام، وذلك لتعديل العناوين والأوضاع القانونية والانتخابية للناخبين، وتتم مراجعة القاضي المسئول عن هذا المركز شخصياً... إذ يتقدم كل ناخب (يريد تثبيته في العنوان) بشخصه، ومع إحضار ما يثبت وضعه على عنوان هذه الدائرة... ويحق للقاضي قبول الطلب أورفضه كما يحق للطالب أن يستأنف طلبه إذا رفض... عموماً فإنه عند قبول الطلبات يتم عرض الأسماء المقبولة وإدراجها على جداول الناخبين والتي تكون معلقة على اللوحات الموجودة في المركز الانتخابي نفسه وذلك حتى يتمكن أي شخص ينوي ترشحه للانتخابات النيابية في المنطقة نفسها من الطعن في أي من الأسماء خلال الفترة المحددة.

الذي حصل (وكما يقول الأخ سند الفضالة) أنه في الأيام الماضية... ولقصد تثبيت الأسماء في الاستحقاقات للانتخابات القادمة للدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية (وهي الدائرة التي سيترشح عنها للانتخابات النيابية القادمة)... تمت عملية تعديل العناوين في هذه الدائرة بطريقة عجيبة وغريبة وغير مقبولة إطلاقاً، ومن دون أن يتم عرض وإدراج الأسماء المقبولة وإضافتها على الجداول الانتخابية حتى نتمكن من الاطلاع عليها ومعرفتها، ومن ثم الطعن في من نعرف بأنه لا ينتمي إلى منطقتنا الانتخابية وليست له علاقة بنا لا من قريب ولا من بعيد... وعندما راجعنا من بيدهم الأمر علمنا بأن الأسماء المقبولة ستدرج في قوائم الناخبين ويمكن لأي مترشح الاطلاع عليها (فقط) بعد أن يسجل اسمه ويتسلم بطاقة الترشح، وفي ذاك الوقت يكون الزمان قد فات ولا يمكن لأحد أن يطعن في الأسماء الجديدة التي دخلت إلى الدائرة بالغش والحيلة.

يقول الأخ سند إن عدد الطعون التي رفضها القاضي في المركز الرئيسي لانتخابات الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية هي حالة طعن ، وجميعها مقدمة من جهته، أما منافسه الرئيسي في الانتخابات فقد تمت الموافقة له على عدد كبير من الأسماء التي لا تسكن في الدائرة نفسها... وهو لا يعلم بالعدد الصحيح ولا بالأسماء ولذلك هو حاليا لا يتمكن من الطعن فيها أو جلب البراهين الدالة على عدم صحتها لأن الجداول التي تحمل الأسماء مخفية حالياً وبعيدة عن الأعين.

ماذا نقول لك يا أخي العزيز (سند الفضالة) فنحن جميعاً (وكما ترى) في حوسة ولوسة وداير راسنه بسبب هالانتخابات إللي موعارفين لها (راس من كرياس)... كل يوم ونشوف أشياء جديدة لا نعرف لها معنى ولا طعم، وحتى أسماء البحرينيين الناخبين صارت من الأسرار العسكرية التي من المحتمل أن يكون فيها مصالح كثيرة للعدو الاستراتيجي القادم إذا تمت طباعتها على أوراق وتعليقها في كل دائرة انتخابية... ووصلنا لدرجة أن الواحد يخاف يقول من أية دائرة انتخابية هو، لأن هذا سر كبير وسيحاكم عليه بالإعدام المؤبد إذا نطق به