العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ

«غبقة»...كنعد وأرانب!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

جمعية الوفاق من أكبر الجمعيات السياسية شعبيةً، رقمٌ صعبٌ في الساحة، فإذا عطست أو تنحنحت خرّ بعضهم صعقاً! مع أنها لا تملك تلك القوى الزلزالية الخارقة التي يتخيلها الآخرون، لكنها ضريبة القاعدة الجماهيرية العريضة التي رافقت التشكيل.

عندما قاطعت الانتخابات، تسلّل بعض الوجوه التي لا تحمل همًّا ولا وزنًا في السياسة لتملأ الفراغ. وعندما أعلنت المشاركة انهالت عليها أعدادٌ كبيرةٌ من المترشحين لكسب ودّها، ومن لم تعطهم وجهًا انقلبوا ضدها في طرفة عين! وفي الحالين نحن أمام نماذج كثيرة من المتسلّلين.

أبرز ظاهرةٍ ستميّز انتخابات 2006، هي كثرة المترشحين الذين لا يملكون برنامجاً ولا هدفاً كبيراً من الترشح. بل إن أحدهم أرجع سبب ترشّحه إلى أن السنوات الأربع السابقة كانت عجافاً على دائرته، وهو ما دعاه إلى الترشح! وبحسب هذه النظرية من حق كل مواطني المحافظات الخمس إبداء رغبتهم في الترشح للبرلمان!

هذه الكتلة «الضائعة» من المترشحين، تتركز دوافعها في طلب الوجاهة والعائد المادي. بل إن بعضهم يراهن على لعبة «الأرنب»! سيرمي «الميدار» في البحر، وينتظر ما يخرج له: ميدة أو صافية أو كنعدة! أحدهم كشف خطته «الانتخابية» بصراحة: «شوف... ما راح أخسر شيء، سأنتظر حتى آخر يومين، وحظّك ونصيبك! يمكن يطلع أحد المنافسين ويقدّم ألف دينار مقابل الانسحاب، فيكون في جيبي صافي 800 دينار»!

ولأن الدخول معركةٌ، والمعركة تحتاج إلى غطاءٍ كثيفٍ من القصف والدخان، فقد صمّ آذاننا تكرار: «إن الأهالي مازالوا يلحّون عليّ، ويصرّون على عدم التنازل، لأن التنازل في هذه الحال خيانةٌ لله ولرسوله، وللوطن وللشعب البحريني الوفي»! سمفونية سمعناها حتى مللناها... بضاعة رديئة مستوردة من وراء الحدود: من اليمن وتونس ومصر وبقية «الجمهويات» العربية المباركة!

ولأن هذه النظرية (لا تمر حتى من باب البحرين)، فقد صارح بعضهم ناخبيه في جلسة خاصة بقوله: «انتخبوني يا جماعة... أريد أكمل بناء الفيلاّ، ترى إذا طلَعْتْ من البرلمان ما راح أتمكن من تكملة البنيان! وأعدكم أن أعمل لكم غبقة كبيرة في رمضان السنة الجاية فيها، والله العظيم... ووعد الحر دين»!

هذا ما صرّح به في السر النائب المنتهية صلاحيته، أما في العلانية فيرفع شعار الدفاع عن حقوق الطائفة، وعليكم أيها الصحافيون أن تدافعوا عنه وعن صولاته في البرلمان ضد نواب الطائفة الأخرى!

زميله من الطائفة الأخرى يفكّر أيضاً في بناء قطعة الأرض التي مُنحت له تقديراً لمواقفه المشرفة في البرلمان لنصرة الوزراء «المستضعفين» أثناء الاستجوابات، وكانت آخر مواقفه الدفع بقوة لتمرير الموازنة في آخر أيام البرلمان. فسعادة النائب الذي أعلن قبل أشهر زهده بالترشح لإصابته بالـ «ديسك»، لم يعد يحتمل السكن في منزل للإيجار، ومن حقّه أن يبني بيتاً على الساحل ليستنشق الهواء العليل، لضمان المحافظة على صحته، من أجل أداء خدمة أفضل لشعب البحرين.

كتلةٌ رجراجةٌ متسلقةٌ لا طعم لها ولا رائحة ولا لون، «حَلِيَت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها»، يريدون أن «يكحّلوا» شعباً عركته الأيام ومعاناة السنين ،مغالبة الأمواج منذ سنوات الغوص.

انتبهوا أيها الناخبون... تأكّدوا جيداً من هوية من ستختارونهم واحذروا الأرانب المتسلقة، فمنهم من يريد بناء بيت أحلامه على ظهوركم، ومنهم من يكفيه تعويض بـ 800 دينار!

أصواتكم أمانة... فتخيّروا نوابكم... فإن العرق دسّاس‡

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً