العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ

مبارك للنائبة... بنت القعود

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

الأخت لطيفة القعود تعتبر أول بحرينية تدخل عضواً في مجلس النواب... وأنا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أسرتي وجميع أفراد عائلتي الكبيرة وجميع من يسكن في منطقتنا الانتخابية أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى أول من عرف بفوزه في الانتخابات النيابية القادمة... وهي الأخت النائبة لطيفة القعود... والتهاني مقدمة (أيضاً) إلى جميع النساء البحرينيات اللاتي جاهدن وصبرن في سبيل نيل البعض من حقوقهن التي أعطاهم إياها خالقهن سبحانه وتعالى والدين الحنيف...

بنت القعود... امرأة مناضلة في سبيل الوصول إلى عضوية مجلس النواب، وهي كانت من المرشحات الفائزات في الانتخابات النيابية السابقة (قبل أربع سنوات) .. وعندما تمت عملية الإعادة للتصويت (بحسب ما تنص عليه القوانين) وفي عمليات الفرز النهائية للأصوات كانت النسبة الأكبر في صالحها... ولكن هناك ما قد حدث في النهاية وجرى ما جرى، لتخسر السيدة الفاضلة بعدد بسيط من الأصوات الانتخابية... وبعد الصبر وعدم الملل والكلل كافأها الله بهدية تستحقها وهي أهل لها... فهنيئاً لها ولجميع النساء البحرينيات الفاضلات اللاتي تقدمن بأسمائهن كمرشحات لعضوية مجلس النواب القادم، وأنا أتمنى ( من كل قلبي ) إن شاء الله الا تكون هي العنصر النسائي الوحيد في المجلس، ويكون معها واحدة أو اثنتان حتى يتمتع المجلس القادم بالعقلانية المطلوبة...

المرأة دائماً ما تكون معروفة بالصرامة في العمل والعقلانية في اتخاذ القرارات... ولنا مثال على ذلك في المرأة الحديد (مارجريت تاتشر) التي كانت رئيسة وزراء بريطانيا واتخذت أصعب القرارات الداخلية والخارجية للسيطرة على الاستقرار ووحدة أراضي بلادها... ونحن نرى الآن كيف أصبحت تلك البلاد تابعة لدولة عظمى من بعد أن أتى الرجل في مركز صاحب القرار الأول، وهذا هو الفرق بين المرأة الجادة والرجل الخواف... والتاريخ أيضاً علمنا الكثير عن الكثير من النساء الفاضلات واللاتي كن قائدات للكثير من الممالك والدول ويمتلكن الجرأة والشجاعة والمبادرة...

النساء البحرينيات معروفات في الداخل والخارج بأنهن قويات ومناضلات في سبيل نصرة الحق والقضاء على الباطل...

هذا عدا عن كونهن أمهات فاضلات ومربيات لأجيال متعلمة تشق طريقها بثبات نحو المستقبل الأفضل، وهن في الوقت نفسه سيدات مجتمع راقيات وربات منازل يقمن بأدوارهن على أكمل وجه من دون أن ينقص ذلك من مراعاتهن لأزواجهن.. ورجال البحرين الأفاضل يعرفون ذلك حق المعرفة وعندما يقولون وراء كل رجل عظيم امرأة هم يفسرون هذا الكلام على المعني الصحيح للمثل الفرنسي الذي يقول (بروبلم... شخشيه لا فام ) بما يعني أنه إذا كانت لديك مشكلة فابحث عن المرأة المناسبة والتي ستحل لك هذه المشكلة... سواء كانت أم أو زوجة أو ابنة أو أخت... ولا يمكن للرجل أن يحل المشكلة من دون اللجوء إلى المرأة المناسبة...

الرجال المثقفون في البحرين يعرفون ذلك حق المعرفة... وهم يناصرون حصول المرأة على جميع حقوقها الدستورية والدنيوية، وذلك لن يؤثر على تمتعها بكامل حقوقها الدينية، ويعرفون أن هذا لن يبخس أي حق من حقوقهم، بل على العكس من ذلك فإن المرأة عندما تحصل على حقوقها كاملة وغير منتقصة ستكون خير نصير لهم وستساهم في بناء الدولة المتقدمة الحضارية... وعلى العكس من ذلك فإنه يوجد عدد من قلة المثقفين في (القوم البحرينيين) وهم الذين يرفضون فكرة أن يكون للمرأة أي حقوق...

هم يفرضون عليها القوانين القمعية ويعتقدون بأنه في إمكانهم إجبارها على العيش في جو يشبه العصور الحجرية ويغارون منها عندما هي تحرز بعض النجاحات الدنيوية...

هؤلاء نسمع عنهم في هذه الأيام بأنهم يقومون بإرسال المسجات الهاتفية التي تحارب المرأة وتنصح بعدم التصويت لصالحها في حملتها الانتخابية...

هؤلاء القوم من الجماعات النائمة عندما تكون عجلة الزمان تدور، وهؤلاء هم من يفسرون المثل الفرنسي (بروبلم... شخشيه لا فام) على أنه (حيثما توجد المرأة تكون هناك مشكلة) مع أننا نرى أن المشكلة تقع فيهم وفي عقليتهم المتحجرة التي تكفر أناسا مسلمين وتحرم ما أحل الله ورسوله...

مبارك لبنت القعود... ومبارك لجميع نساء البحرين الفاضلات وماعليكم من المسجات

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً