العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ

الإعلام العربي يفتقر إلى استراتيجية تخدم المرأة... والمسلسلات الخليجية «غير واقعية»

زينل والوادي في ندوة «الوفاق »

القفول - محرر الشئون المحلية 

19 أكتوبر 2006

أكدت رئيسة البرامج في هيئة الإذاعة والتلفزيون فوزية زينل أن صورة المرأة في المسلسلات الخليجية التي تعرض حالياً على شاشات التلفزيون غير واقعية ولا تعبر من قريب أو بعيد عن واقع الأسرة الخليجية، مشيرة إلى عدم وجود استراتيجية إعلامية واضحة لتصوير المرأة في البحرين وفي الوطن العربي عموماً. من جانبها، قالت الصحافية بصحيفة «الوسط» ندى الوادي إن مهمة كبيرة تقع على عاتق الصحافة المحلية في الفترة القليلة المقبلة في كيفية إظهارها لصورة المرأة المترشحة والناخبة، مشددة على ما لتلك الصورة من تأثير مباشر في سلوك الناخبين بالتصويت للمرأة من عدمه.

جاء ذلك خلال الندوة التي استضافتها دائرة شئون المرأة في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مساء أمس الأول، والتي حملت عنوان: «واقع المرأة في الإعلام المحلي»، وحضرتها عدد من عضوات الجمعية وجانب من المهتمين.

وفي بداية اللقاء تحدثت رئيسة دائرة شئون المرأة رملة عبدالحميد عن الدور التاريخي الذي اضطلعت المرأة على القيام به في البحرين، والأنشطة المختلفة التي قامت بها للنهوض بالمجتمع البحريني عبر التاريخ، معرجة على الحديث عن الأهمية الكبرى لظهور المرأة عبر وسائل الإعلام بصورة تعكس واقعها الحقيقي ولا تزيفه.

وفي ورقتها تحدثت زينل عن الصور التي ظهرت عليها المرأة تاريخياً عبر الدراما العربية، وتحديداً المصرية، إذ صورت المرأة من وجهة نظرها بطريقة خاطئة، غير واقعية، ومخلة في أحيان كثيرة باحترام المرأة ككيان إنساني.

واستطردت زينل حديثها عن الفضائيات العربية والأعمال الدرامية التي تظهر فيها المرأة، إذ انتقدت استخدام المرأة «كجسد جميل» في غالب هذه الفضائيات التي لم تضع ضمن أولوياتها احترام المرأة، ناهيك عن أغاني الفيديو كليب المصورة، والإعلانات التجارية التي استخدمت جميعها جسد المرأة أسوأ استخدام.

كما انتقدت زينل أيضاً المسلسلات الخليجية التي تعرض على شاشات التلفزيون، إذ ذكرت أنها لم تعبر عن واقع المرأة الخليجية بشكل حقيقي، إذ صورت في مجملها الأسرة وهي تعيش في منازل فخمة، وترتدي الملابس الراقية، في حين أهملت المشكلات الحقيقية التي تمس الأسرة بشكل مباشر. وتمنت زينل في نهاية حديثها أن يتم تحسين هذه الصور التي تظهر عبر الدراما الخليجية لتعطي صورة واقعية عن المرأة، تساهم في تعديل صورتها في أذهان الجمهور، بشكل ربما ينعكس على أدائهم وسلوكاتهم، ومنها التصويت للمرأة في الانتخابات مثلاً.

من جانبها، تحدثت ندى الوادي عن محور صورة المرأة في الصحافة المحلية، إذ بدأت بالإشارة إلى أن الدراسات العلمية عن العالم أثبتت أن المرأة تظهر غالباً عبر وسائل الإعلام المختلفة مؤطرة في إطار جندري، بينما يظهر الرجل أنه مسيطر ونشيط وصاحب السلطة. وأشارت الوادي أيضاً إلى أن الصور التي ظهرت عليها المرأة في مختلف بقاع العالم كانت تترجم قيم المجتمع، وأن الدعاوى لتغيير تلك الصور بدأت في نهاية الستينات وبداية السبعينات مع ظهور حركة المساواة بين الجنسين، إذ طالبت تلك الحركات بصور متوازية للمرأة والرجل في وسائل الإعلام.

ويتراوح دور الصحافة في تغطيتها للمرأة بحسب قولها من إهمالها تماماً، أو تأطيرها في إطار جندري، أو تعريفها بناء على شكلها الخارجي من ملابسها، وشعرها مثلاً، ومهارتها في العناية بالأطفال والمنزل.

ثم عرجت الوادي للحديث عن التغطية الإعلامية التي تنال المترشحات في فترة الانتخابات، إذ اعتبرت بعض الدراسات، بحسب قولها، التغطية الإعلامية أحد أهم العوائق التي تواجهها النساء في حقل السياسة، والتي تسببت في أحيان كثيرة في عدم وصول المترشحات إلى الفوز في الانتخابات.

ثم استعرضت الوادي نتائج دراسة للماجستير أعدتها عن تصوير الصحافة المحلية للنساء المترشحات في الانتخابات النيابية البحرينية للعام 2002، إذ أظهرت الدراسة أن الصحافة كانت داعمة للمرأة بشكل إيجابي، إذ لم يذكر ترشيح المرأة في الانتخابات، أو حق المرأة الانتخابي، أو حتى عمل المرأة في السياسة بشكل سلبي في الصحافة في تلك الفترة إلا بنسبة بسيطة جداً تكاد لا تذكر. والمشكلة لم تكن في التوجه سواء أكان سلبياً أم إيجابياً برأيها، وإنما كانت في حجم التغطية التي أعطيت للمرأة المترشحة في الصحافة، والتي لم تكن ذات حجم كبير مقارنة بمجمل التغطية الانتخابية في تلك الفترة. ناهيك عن أن التغطية الخاصة بالنساء المترشحات لم تكن بارزة بروزاً حقيقياً في الصحافة المحلية، فلم تنل المواد التي نشرت عن المرأة المترشحة مثلاً نصيباًَ كبيراً من عناوين الصفحة الأولى، كما لم تنل مساحة واسعة بحجم صفحة كاملة أو نصف صفحة تتحدث عن ترشيح النساء.

كما أن أحد النتائج التي ذكرتها تمثلت في أن المصدر الرئيسي للمعلومات في التغطيات الإخبارية كان هو المصدر الرسمي. تليه النساء المترشحات أنفسهن، الجمعيات النسائية ثم الجمعيات السياسية.

في النهاية ذكرت الوادي أن موضوع ترشح المرأة للبرلمان يعتبر في غالب الأحيان « أجندة مؤجلة» بالنسبة إلى الصحافة المحلية، إذ يمكن أن تطغى عليه في أي وقت أخبار سياسية أخرى، فقد طغى على الساحة الإعلامية في العام 2002 موضوع مقاطعة الانتخابات، بينما كان موضوع ترشيح النساء ثانوياً

العدد 1505 - الخميس 19 أكتوبر 2006م الموافق 26 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً