العدد 1508 - الأحد 22 أكتوبر 2006م الموافق 29 رمضان 1427هـ

واشنطن... أمية ومصدرة للسلاح

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

حينما يتكلم العالم عن الولايات المتحدة، تقفز إلى مقدمة الصورة صروح المؤسسات العلمية العريقة مثل: هارفرد وبرنستون وكورنيل... إلخ. قلة منا تعرف، وكما جاء في دراسة أعدّها المركز القومي للإحصاءات التعليمية National Center for Education Statistics في الولايات المتحدة في العام 2003،أن 14 في المئة من المواطنين الأميركيين البالغين لا يجيدون القراءة والكتابة. وأن ما يزيد عن نصف تلك النسبة لم تحصل على شهادة الثانوية العامة .

إذن هناك 40 مليون أميركي لا يجيدون القراءة والكتابة، وأن ما يقرب من نصفهم لا يعرفون إلاّ القدر اليسير من القراءة والكتابة. يقول الكاتب باول ريفز Paul Rivas محاضر الدراسات الحضرية في جامعة وسكونسن اعتماداً على دراسات وإحصاءات الرابطة القومية للتعليم National Education Association إن الأمية لاتمثل مشكلة فئة أو شريحة واحدة في المجتمع الأميركي، إذ تنتشر بين البيض والسود واللاتينيين (الهسبانيك) بنسب متقاربة، كما أن نسبة الأمية في المدن الكبرى 41 في المئة تقترب من النسبة في القرى والبلدات الصغيرة 51 في المئة. كما أن الأمية لا ترتبط بجيل كبار السن فقط، إذ إن 40 في المئة ممن لا يعرفون الكتابة والقراءة هم من الشباب الذين تتراوح اعمارهم مابين 20 و39 عاماً.

ولكن على رغم صدقية الأرقام التي استعان بها ريفز، فإن كل الشواهد ودراسات أخرى كثيرة مثل دراسة خدمات الاختبارات التعليمية Educational Testing Service تؤكد أن الأمية في الولايات المتحدة تزداد بين الطبقات الفقيرة وداخل مناطق جغرافية بعينها وبين جماعات عرقية دون الأخرى. فنسبة 50 في المئة من المواطنين الذين يحصلون على منح الإعانة المعيشية Welfare هم أميون. كما أن 75في المئة من العاطلين عن العمل لا يجيدون القراءة والكتابة. تتجاوز أضرار الأمية في الولايات المتحدة حياة الفرد لتؤثر سلبا على حياة المجتمع ، فـ60 في المئة من المساجين الأميركيين أميون. وطبقاً لإحصاء مجلة نيشنز بيزنس Nation’s Business فإن المجتمع الأميركي يعاني من وجود 15 مليون أمي عاطل عن العمل، الأمر الذي يكلف اقتصاد الدولة مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

تعتبر نسبة الأمية في الولايات المتحدة مقارنة بأوروبا وبقية دول الغربية وغيرها من الدول المتقدمة عالية نسبياً، ويرجع السبب في ذلك إلى أسباب تاريخية وجغرافية وثقافية، فالولايات المتحدة منذ تأسيسها وهي مجتمع فيه مهاجرون من ذوي خلفيات وثقافات مختلفة. كما أن عدم السماح لشريحة كبيرة من الأميركيين بالتعليم أثناء عقود العبودية، واستمرار الهجرة بأعداد كبير من غير المتعلمين من أميركا اللاتينية، والاتساع الجغرافي للولايات وانتشار مهن يدوية وحرفية في الريف والمناطق الصناعية كانت من أسباب زيادة نسبة الأمية في أميركا عنها في بقية الدول الغربية.

يشار إلى أن لورا بوش هي السفيرة الفخرية لعقد الأمم المتحدة لمحو الأمية. وفي 18 سبتمبر/ أيول الماضي وفيما بدأ زعماء العالم بالتوافد على نيويورك لحضور الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، كلنت السيدة الأميركية الأولى، لورا بوش، تسلط الضوء على ما لمحو الأمية من أهمية في مجال نمو الأفراد والدول من خلال استضافتها لمؤتمر البيت الأبيض الأول حول محو الأمية في العالم في المكتبة العامة في مدينة نيويورك.

والأمية ليست مشكلة أميركية فحسب، إذ تقول تقارير اليونسكو إن 780 مليون شخص بالغ في العالم، ثلثاهم من النساء، أميون لا يستطيعون القراءة. وهناك 100 مليون حدث في العالم لا يذهبون إلى المدارس. ويعيش 85 في المئة من الأميين في العالم في 35 بلداً فقط تتركز في المناطق بالغة الفقر. جريدة الغارديان البريطانية نشرت في عددها الصادر بتاريخ 3 أكتوبر مقتطفات من تقرير صادر عن منظمات إغاثة وجماعات حقوق إنسان يحذر من إن إنفاق العالم على التسلح سيبلغ هذا العام أكثر من ألف مليار دولار، فيما لا تزيد مساعدات الإغاثة على 70 ملياراً. ويتعرض التقرير للدول الأكثر تصديرا للسلاح ويقول: إن الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يسيطرون على 82 في المئة من إجمالي السوق العالمي للسلاح

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1508 - الأحد 22 أكتوبر 2006م الموافق 29 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً