العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ

خطوات صغيرة... طموحات كبيرة

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

عندما نحظى ببذرة مشروع ما عادة تكون لدينا تلك الفكرة الكبيرة، أو الكلية التي لا نرى فيها سوى النتيجة النهائية. وقد يكون هذا كافياً لحثنا على تخصيص أوقاتنا وأموالنا للقيام بالمشروع، لكن مجرد أن تكون لدينا فكرة منزوعة التفاصيل لا يعني أننا قد ربحنا أو اكتشفنا شجرة الأموال الاسطورية... كلا، فالأمر كأي أمر آخر في الحياة يتطلب مراجعة سليمة. وهذه المراجعة ليست فورية، ولا يمكننا تفاديها. فهي تتطلب شيئا من التأني والمصارحة مع أنفسنا وزملائنا في العمل.

أولاً، تعرف على تفاصيل المشروع من الناحية التجارية والتنفيذية. وهنا لا نتحدث عن تلك الأمور التي تخص اللوازم المكتبية، بل عن الأمور التي تتطرق إلى قلب قكرة المشروع (ما يوفره للعملاء وكيف يوفره). فعليك بإيجاد صلب المشروع الذي فيه نموذج الدخل. ولا خوف من أن تجد أنه لا مجال لنموذج دخل فعال. فلا يمنعك شيء من أن تغير الفكرة وتجعلها ذات جدوى تجارية أكبر. فكلما تحررت من القيود التي تقول لك إن فكرتك الأساسية رائعة ولا عيب فيها، أفلحت في إيجاد نموذج دخل متواصل مع المناخ الاقتصادي الراهن.

ثانياً، تعرف على قدراتك وعين من يمكنه معاونتك من الناحية العملية. وفي الوقت نفسه قم بتصميم طريقة عرض الخدمة أو السلعة، ومنافذ الترويج. وبهذا تتشكل وتتبلور بدايات فكرة المشروع، ما يمكنك من بناء مخطط كامل عليها لاستقطاب المساهمين من المستثمرين وشركاء العمل.

ثالثاً، لا تفزع إن واجهت عقبات تقنية وروتينية رسمية، فدائماً ضع في الاعتبار أن مشروعك قابل للتغيير. وخصوصاً في بلداننا، إذ نواجه الكثير من الصعوبات نتيجة البيروقراطية... لذلك يستحسن بنا أن نتحلي بالصبر.

وفي كل هذه الخطوات لدينا نقطة مهمة، وهي عدم اللجوء إلى ما هو غير واضح. لأن النجاح في المشروعات عادة يتطلب بعد النظر، وبعد النظر لا يكتسب إلا عبر خبرتك أنت أو خبرة الغير. وهذه الخبرة من االجائز أن تكون عبر الأعمال السابقة، البحث أو الاستعانة بمختلف الخدمات المتوافرة للمستثمرين والإداريين. من السهل أن يرى الإنسان الصورة الكاملة من دون الانتباه إلى ما يحركها من تفاصيل. ولذلك ينصح بأن نستشير من حولنا ليلفتوا انتباهنا إلى الأمور التي لم ندركها. ويفضل ألا نتمسك عاطفياً بمشروع ما لأننا في نهاية الأمر قد نحجب الواقع وقد لا نميز بين المنطقي وغير المنطقي. صحيح، ضع قلبك في عملك، لكن لا تنسَ أن العقل هو ما يبعث لفؤادك سبباً لأن تجازف وتعمل نحو النجاح

العدد 1510 - الثلثاء 24 أكتوبر 2006م الموافق 01 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً