العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ

عرب النيجر يحتجون على ترحيل «المحاميد»

دعا النواب العرب التسعة في برلمان النيجر أمس الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي إلى «التدخل لتفادي أزمة خطيرة جدا» إثر قرار حكومة النيجر ترحيل نحو 150 ألف من أفراد قبائل المحاميد العربية إلى تشاد المجاور. وقال النواب في بيان لهم «ندعو الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة إلى التدخل لتفادي نزاع خطير جدا وندعو رئيس الدولة مامادو تانجا إلى أن يتدارك ويعدل عن هذا القرار كما نطلب من المفوضية العليا للاجئين للأمم المتحدة إرسال بعثة إلى النيجر لتقييم الوضع». وكان النيجر أعلن أمس نيته ترحيل نحو 150 ألفا من أفراد قبائل المحاميد إلى تشاد الذي ينحدرون منه لما نشب من توتر بينهم وبين سكان النيجر. وفي وقت لاحق أعرب وزير الخارجية التشادي أحمد علامي عن أمل بلاده في أن تعدل النيجر عن قرارها. من جانب آخر، أعلن علامي أن تشاد رفعت شكوى لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي للنظر في «اعتداء» المتمردين التشاديين الذين استأنفوا الأحد الماضي عملياتهم العسكرية في شرق البلاد.


أنجمينا تتهم الخرطوم بدعم الثوار وزعماء قبائل والمحاميد يرفضون الرحيل

تشاد تواجه هجمات جديدة للمتمردين والنيجر تطرد قبائل عربية

أنجمينا، نيامي - د ب أ

عززت الحكومة التشادية إجراءاتها الأمنية في العاصمة نجامينا أمس بعد ورود أنباء عن تحرك المتمردين باتجاه الغرب حيث مقر الحكومة، في وقت قالت فيه النيجر إنها تعتزم طرد 150 ألفاً من أفراد قبائل المحاميد إلى تشاد. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه بعد استيلاء المتمردين على قريتين شرقي البلاد في وقت سابق من الأسبوع الجاري تحركت قوات تشادية مدعومة بالدبابات للتمركز في مواقع عدة بأنحاء العاصمة وخصوصاً أمام القصر الرئاسي.

ولم يعلق أي مسئول حكومي على مسألة تعزيز الإجراءات الأمنية. وذكر الجيش التشادي أنه صد هجوماً للمتمردين في مطلع الأسبوع الجاري على قرية، جوس بيدا، القريبة من الحدود مع السودان، بينما قال المتمردون الاثنين الماضي إنهم استولوا على قرية أم تيمان الواقعة على بعد 600 كيلومتر من نجامينا. وزادت الاشتباكات بين الميليشيات العربية والمدنيين غير العرب في شرقي تشاد منذ مطلع الشهر الجاري.

من جانبها قالت حكومة تشاد إن المتمردين شنوا هجومهم من السودان.

وقال وزير الاتصالات حورمجي موسى دمجر في بيان: «يوم الأحد الماضي شن طابور من المغامرين المسلحين الذين جاءوا في عربات من السودان عملية لزعزعة استقرار تشاد». وقال البيان: «يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن تشاد ضحية عدوان صارخ يتم قيادته من الأراضي السودانية بأسلحة متقدمة». وأضاف «قوات الأمن اتخذت جميع الإجراءات الضرورية لوقف هذا العمل العدائي الجديد بطريقة حاسمة ولمنع آخرين تعدهم مجموعات صغيرة تتمركز في دارفور». والقتال الذي يدور في إقليم دارفور والذي قتل عشرات آلاف الأشخاص منذ العام 2003 وتسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص امتد إلى تشاد حيث يقاتل متمردون للإطاحة بالرئيس ادريس ديبي. واتهم ديبي مراراً السودان بدعم المتمردين قائلاً إن الخرطوم تحاول تصدير «نظامها الأصولي» إلى بقية المنطقة الواقعة جنوب الصحراء. وينفي السودان هذا الاتهام.

وقال متحدث باسم الجيش السوداني إنه لا يوجد تأييد على الإطلاق من حكومة السودان لأي متمردين لكنه أشار إلى أن الحدود بين البلدين بها ثغرات. وقال: «إنه أمر محتمل تماماً أن يتمكن متمردون من دخول الحدود وشن هجوم من السودان مثلما يدخل متمردون ويهاجمون القوات المسلحة السودانية من الأراضي التشادية».

على صعيد آخر قال وزير في حكومة النيجر أمس إن النيجر تعتزم طرد ما لا يقل عن مئة ألف من أفراد قبائل المحاميد العربية إلى تشاد بسبب مشكلات بينهم وبين سكان النيجر في منطقة ديفا الحدودية. ويقيم بعض هؤلاء العرب في المنطقة منذ أكثر من ثلاثين عاماً آتين من تشاد وينتقلون بحرية في المنطقة التي تشمل جنوب شرق النيجر وتشاد وشمال نيجيريا. وأفاد مصدر مطلع على الملف لوكالة فرانس برس أن عملية الطرد الجماعية هذه ستحصل في الأيام الخمسة المقبلة. وأوضح وزير الداخلية مونكايلا مودي أن «عسكريين سيرافقون العرب المحاميد إلى الحدود لكن عملية الإجلاء ستتم بطريقة سلمية». وأوضح الوزير «انها خطة للحكومة التي طلبت من مربي المواشي هؤلاء العودة إلى تشاد». وأضاف الوزير «غالباً ما تقع مشاجرات وخلافات ويشهر هؤلاء الأشخاص أسلحتهم خلالها. رئيس البلاد (النيجر) مامادو تانجا يحرص على أمن هذه المنطقة». وقال سيليم بن حميدة وهو نائب من المنطقة أن هذه القضية بدأت بعريضة وقعها وجهاء من منطقة ديفا ونغيغمي يشتكون فيها من العرب المحاميد. ولم تكن هذه أول عريضة من هذا النوع.

إلى ذلك رفض زعماء المحاميد الرحيل من النيجر وقالوا إنهم سيقاومون إجراءات الطرد التي اتخذتها بحقهم الحكومة هناك بناء على أحكام قضائية.

وقال متحدث باسم المحاميد إن خطوة الطرد هذه اتخذت لأسباب سياسية وإن الحكومة قد أمهلت المحاميد خمسة أيام فقط للبقاء داخل النيجر.

وأفادت تقارير بأن الجنود النيجيريين بدأوا في اعتقال أفراد من المحاميد.


نبذة عن قبائل المحاميد

قبيلة المحاميد التي تقطن النيجر الآن تعتبر فرعاً من قبيلة المحاميد الكبرى التي تنتمي إلى بني سليم، الذين وصلوا إلى جهات برقة وطرابلس الغرب وفزان حوالي العام 443هـ /1051م وعن طريق صعيد مصر، بعد عبورهم نهر النيل في اتجاه الغرب ومن أهم بطون بني سليم الذين فضلوا الاستقرار الدائم في ليبيا أربعة بطون هم:

أ- بنو زغـب نسبة إلى زغب بن ناصر بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، استقروا بنواحي الجبل الغربي وفزان خصوصاً. ومن أشهر بطونهم (المقارحة) و(أولاد ذويب) بالزنتان و(الشعيبات) بسرت، و(الميامين) بالزهراء.

ب- بنو دياب: نسبة إلى دياب بن مالك بن سُليم، يقول المقريزي «ومن بني سُليم بنو دياب من مالك، ينزلون ما بين قابس وبرقة، وهم ببرقة بجوار(هيب) ومنهم بنو سليمان بن دياب في جهة فزان وودان، ورؤساء دياب الآن ما بين طرابلس وقابس، وبينهم، بـنوصابر والمحامد المحاميد) بنواحي فاس وبيتهم ورئاستهم في بني رحاب. وتوجد عدة قبائل من المحاميد موزعة في عدة أنحاء على النحو الآتي:

- المحاميد من عشائر حوران بسورية.

- المحاميد من عشائر معان بالأردن .

- المحاميد من عشائر البلقــاء بالأردن.

- المحاميد بالصحراء العربية.

- المحاميد ما بين مكة والمدينة بالسعودية.

- المحاميد بغربي ليبيا.

- المحاميد فى تونس وتشاد والنيجر

العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً