العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ

مخرجو السينما يميلون إلى التمثيل أحياناً

مكانهم خلف الكاميرا يعوضهم النجومية

إيناس الدغيدي: لا مانع من أداء أدوار صغيرة في أفلامي

القاهرة - فاروق محمود

لا أحد من العاديين يستطيع أن يحصر جميع عناصر العمل السينمائي، ذلك أنها كثيرة ومتنوعة، لكن كلها تقود إلى نتيجة رفيعة المستوى شريطة أن تتناغم وتنسجم سوياً... وحده المخرج هو الذي يستطيع أن يعمل على انسجامها وتفاعلها، بحسن اختياره للفنيين وطاقم المساعدين، إضافة إلى الممثلين الذين يؤدون هذا العمل أمام الكاميرا سواء كانوا أبطالاً أم من الكومبارس... فالمخرج يكون مسئولاً عن أدق تفاصيل الفيلم، ولذلك فإنه وحده الذي يحصد الفشل، على حين أنه يشارك الجميع في النجاح فقط، الأمر أشبه بالمدير الفني أو مدرب الفريق، فإما أن يقذف بما في أيدي الجمهور وينال حظه من السباب إذا فشل، وإما أن يتقاسم النجاح مع اللاعبين والإدارة والجهاز.

وعلى هذا تكون متعة المخرج هي صناعة الفيلم وصناعة النجوم، مضحياً بالنجومية التي يحصل عليها الممثلون، وحسبه أنه يعتمد على السيناريو بعد مناقشات طويلة، ويحدد من هو مدير التصوير ومهندس الديكور ومن يضع الموسيقى التصويرية، ومن يصمم الإضاءة والأزياء ومن يكون معنياً بالإكسسوارات ومن يضطلع بمسئولية المونتاج والمكياج ومهندس الصوت وخبير الخدع والمفرقعات إن لزم الأمر، حتى عامل الكلاكيت ربما يتدخل المخرج في اختياره... على أن الأمر لا يكون هكذا نهائياً ، فكثيراً ما رأينا مخرجي العمل السينمائي يقفون أمام الكاميرا لتمثيل بعض الأدوار... ومن هنا نطرح السؤال: متى يقبل المخرج أن يتنازل طواعية عن مكانه خلف الكاميرا ليقف أمامها ممثلاً؟ وما هو الدافع في ذلك؟

وعليه نستطلع الآراء ونسعى إلى الإجابة عبر هذا التحقيق.


يوسف شاهين: اعتذر شكري سرحان فأديت دور قناوي

المخرج الكبير يوسف شاهين يقول: عندما أقدمت على تجربة الوقوف أمام الكاميرا، كان ذلك في فيلم "باب الحديد"، ولم يكن الدافع هو الشهرة بأي حال من الأحوال وقد كان مقرراً أن يقوم الفنان الراحل شكري سرحان بأداء هذا الدور الذي قمت بتجسيده، ولكن حدثت بعض الخلافات جعلته يعتذر، فقررت القيام بالدور وخصوصاً أنني شعرت أنني مستوعب تماماً لكل تفاصيل شخصية "قناوي" وقادر على التعبير عنها بشكل جيد. وعلى رغم إجادتي لتقديم هذه الشخصية، فإن الفيلم لم يحقق نجاحاً سينمائياً وقت عرضه، وذلك لأن الجمهور رفض الاقتناع بقيام فريد شوقي بالدور الثاني وهو النجم الجماهيري المحبوب بينما يقوم هذا الممثل الذي لا يتمتع بأي جماهير بالدور الرئيسي. وبشأن مشاركته في عدد آخر من أفلامه يقول يوسف شاهين: غالبية هذه الأدوار كانت في أفلام سيرتي الذاتية وكنت الشخص المناسب الوحيد للتعبير عنها كما أريد، وخصوصاً في فيلم "إسكندرية كمان وكمان".

لم يكن هدف المخرجة إيناس الدغيدي التي شاركت في عدد من الأفلام فتقول: التمثيل لم يكن هو هدفي منذ البداية، ولكني لم أستطع أن أرفض ترشيح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة للوقوف أمامها في فيلم "أفواه وأرانب"، بعد ذلك كان دوري في فيلم القاتلة مع فاروق الفيشاوي وفيفي عبده، وبعدها تفرغت للإخراج تماماً ولكن لا مانع عندي من أداء بعض الأدوار الصغيرة وخصوصاً في أفلامي مثلما حدث في فيلم "امرأة واحدة لا تكفي". وأعتقد أن نجاحي كمخرجة ومعرفة الجمهور باسمي أكبر من معرفته بصورتي فذلك يريحني من قيود النجومية، ويجعلني أمارس حياتي بشكل طبيعي جدا، ولذلك رفضت في الفترة الأخيرة عدداً من الأدوار التي عرضها علي زملائي المخرجين.

المخرج نادر جلال والذي شارك عدد كبير من الأعمال وهو في سن الطفولة قبل أن يتحول تماما إلى الإخراج يقول: على رغم أنني وقفت أمام الكاميرا وأنا في سنوات طفولتي الأولى أمام عدد من نجوم السينما المصرية، فإنني الآن أخشى الوقوف أمام الكاميرا بل حتى الكاميرات الفوتوغرافية، ولا أعرف سبباً واضحاً لتحول رغبتي من التمثيل إلى الإخراج، وخوفي من خوض تجربة التمثيل، ويبدو أنني تعودت على مكاني خلف الكاميرا بعد هذه الرحلة الطويلة التي قدمت خلالها كمخرج أكثر من أربعين فيلماً.

المخرج عبداللطيف زكي، الذي شارك بالتمثيل في عدد من أفلامه يقول: أعتز بدوري في فيلم "امرأتان ورجل" وفي فيلم "الفرقة 12" وأقدمت على خوض تجربة التمثيل بدافع حبي الشديد إذ إنني كنت ممثلا ناجحا في بداية حياتي وطوال فترة الدراسة ولكن ميلي إلى الإخراج استحوذ تماما على كل اهتماماتي وأؤكد أن التمثيل ليس سهلاً ولكن المخرج الواعي هو الذي يعرف كيف يوجه الممثلين من خلف الكاميرا وهو الذي يمكنه أن يشارك في أي عمل من إخراجه بدرجة أقل صعوبة.

وفي الاتجاه نفسه شارك المخرج محمد خان في بعض أعماله مثل دوره في فيلم "الغرقانة" الذي لم يتجاوز مشهدا واحداً، ويعلل محمد خان ذلك بقوله: كنت أعشق التمثيل منذ الصغر ولكن بعد نجاحي كمخرج لم أستطع أن أجمع بين التمثيل والإخراج بسبب خوفي من التشتت، وعدم تحقيق النجاح المطلوب في كلا المجالين، وفضلت الإخراج وقيامي ببعض الأدوار الصغيرة في أعمالي، وهو محاولة مني لنهج الطريق نفسه الذي سلكه المخرج العالمي الراحل، الفريد هيتشكوك، الذي كان يمثل مشهداً أو اثنين في كل فيلم يخرجه، وغالباً ما أحرص على أن يكون هذا المشهد قويا ويجذب الانتباه وذلك لإشباع موهبتي في التمثيل من دون البحث عن أي مكسب مادي. استجابة لرغبة أستاذي، أما المخرج الراحل أشرف فهمي، فقد شارك في عدد محدود من الأعمال فقد وقف أمام الكاميرا لأول مرة، استجابة لرغبة أستاذه المخرج الكبير كمال الشيخ الذي اختاره لتمثيل دور قصير في فيلم "وثالثهم الشيطان"، الذي أغراه بقبول الدور، كان ثقته الكاملة في ترشيح "الشيخ" له، وهو ما يعني أن الدور قيمة فنية كبيرة بغض النظر عن مساحته، كما أن هذا الترشيح يعني أنه مناسب تماماً للقيام بهذا الدور. واعترف الراحل أشرف بأنه على رغم خبرته الطويلة في مجال الإخراج، فإنه شعر بالخوف من التجربة لولا أن كمال الشيخ سهل الأمر عليه ليخرج الدور بنجاح، وعلى رغم ذلك لم يشعر أن التمثيل يستهويه بدرجة عشقه نفسها للوقوف خلف الكاميرا. أما المخرج خيري بشارة والذي ظهر في عدد من أفلامه وأفلام غيره من المخرجين يقول: علاقتي بالتمثيل قديمة جداً وقد شاركت في عدد من الأعمال المسرحية والسينمائية مثل "يوم حلو ويوم مر"، و "امرأة أيلة للسقوط"، وغيرها، وكنت أعتقد أنني سأصل إلى العالمية في مجال التمثيل ولكنني فجأة تحولت إلى الإخراج وحققت فيه النجاح الذي عوضني عن التمثيل ولكنني أشعر بمتعة شديدة وأنا أقف أمام الكاميرا وأقبل على الفور أي دور يعرضه علي زملائي من المخرجين حتى لو كان دور "كومبارس" وذلك بدافع حبي للتمثيل، وعلى رغم كوني مخرجاً فإنني ألتزم بالطاعة لأوامر المخرج عندما أقف أمام الكاميرا.

ممثل بالمصادفة!

المخرج عمر عبدالعزيز يقول: عدد كبير من المخرجين الكبار شاركوا بالتمثيل في أعمالهم أو أعمال غيرهم والراحل حسن الإمام شارك في فيلم "أنياب" لمحمد شبل وفيلم "مدافن مفروشة للإيجار" لعلي عبدالخالق وهو ما شجعني على تمثيل بعض المشاهد الصغيرة في أعمالي "البنديرة" و"الشقة من حق الزوجة" و"هنا القاهرة"، ولكن اشتراكي في هذه الأعمال كممثل لم يكن بسبب الرغبة في تحقيق الشهرة أو المال ومعظم هذه الأدوار مثلتها بالمصادفة، وخصوصاً أنها عبارة عن مشاهد صغيرة وبسيطة لا تحتاج إلى البحث عن ممثل للقيام بها

العدد 1513 - الجمعة 27 أكتوبر 2006م الموافق 04 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً