كشفت الأرقام المعلنة أن كلف الحملات الانتخابية ستتراوح بين ألف وخمسين ألف دينار، في حين توقع مراقبون أن تتجاوز كلف بعض الحملات الانتخابية حاجز المئة ألف دينار.
وتختلف كلف الحملات الانتخابية باختلاف الدائرة، ففي حين تعتبر الدوائر المحسومة لبعض الجمعيات الأقل كلفة، تعتبر الدوائر المختلطة والواقعة في محافظات الوسطى والمحرق والعاصمة هي الأعلى كلفة من حيث المصاريف الدعائية التي ستستنزف أكثر من 75 في المئة من الكلفة الانتخابية لكل مرشح، إلا أن ما سبق والقائم أساسا على دراسات وبحوث له استثناءات في بعض الدوائر، منها الدائرة الرابعة في المحافظة الجنوبية والتي أعلن فيها النائب عبدالله الدوسري تخصيصه لـ 50 ألف دينار من أجل حملته الانتخابية، كما أن أحد منافسيه في الدائرة وهو ناصر الزعبي اعلن انه لن يخصص مبلغا لتمويل حملته الانتخابية عن الدائرة نفسها يفوق الألف دينار.
إلى ذلك أظهرت نتائج دراسة حديثة أعدتها وحدة البحوث الاقتصادية في جامعة البحرين بشأن كلفة الحملات الانتخابية في مملكة البحرين أن الكلفة الإجمالية للحملات الانتخابية للمترشحين في الانتخابات المقبلة تبلغ نحو 20.230 ديناراً في الدور الأول، وفي حال اضطر المترشح لخوض جولة ثانية من الانتخابات فإن الكلفة الإجمالية عندئذ ستبلغ نحو 28.775 ديناراً.
وفصلت الدراسة التي أعدت بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس الأعلى للمرأة في إطار مشروع التمكين السياسي للمرأة خمس مراحل للحملة الانتخابية، مفصلة كلفة كل مرحلة على حدة، ومضيفة كلفة الجولة الثانية التي يحتمل أن يخوضها بعض المرشحين.
كلفة حملات المترشحات الانتخابية
بنيت الدراسة المذكورة والمعنونة بـ (كلفة الحملات الانتخابية في مملكة البحرين) على أساس أن المرشحة تدخل حلبة انتخابات العام 2006 بصفة مستقلة وفي دائرة انتخابية صعبة نسبيا، والهدف من ذلك بحسب مشرف الدراسة رئيس وحدة البحوث الاقتصادية في جامعة البحرين جاسم حسين هو خدمة المترشحات النساء في الانتخابات المقبلة. وذكرت الدراسة أنه يعتقد أن الانتخابات ستشهد منافسة شديدة على مقاعد البرلمان تحديداً وذلك في ضوء إعلان غالبية التيارات السياسية المشاركة في العملية الانتخابية بشقيها البلدي والنيابي، وهو الأمر الذي قد يفسر ضخامة حجم المصروفات المخصصة لبعض المتغيرات مثل الدعاية الانتخابية والندوات.
وقسمت الدراسة مصروفات العملية الانتخابية إلى خمس مراحل هي:
أولاً: المسح والبحث الميداني.
ثانياً: التسجيل والإعلان عن الترشيح.
ثالثاً: الجولات الانتخابية والدعاية.
رابعاً: يوم الانتخابات.
خامساً: ما بعد الانتخابات.
وتبين من خلال الدراسة أن المرحلة الثالثة «الجولات الانتخابية والدعاية» هي الأكثر كلفة إذ كان لها نصيب الأسد من مجموع المصروفات.
المسح والبحث الميداني 1500 دينار
بلغ إجمالي كلفة المرحلة الأولى من الحملة الانتخابية بحسب الدراسة نحو 1520 ديناراً بحرينياً، توزعت على مجموعة من المصروفات أهمها الخدمات الفنية، فريق جمع المعلومات، الانتقال والمواصلات، الإعاشة، المستلزمات الإدارية، والمقابلات. وتعتبر مرحلة المسح والبحث الميداني ضرورية لأنها تكشف المكانة النسبية للمرشحين في الدائرة الانتخابية وبالتالي المطلوب عمله لتعزيز القدرة التنافسية. كما توفر المرحلة فرصة الإطلاع على آراء الناخبين بخصوص الصفات التي يرغبون في توافرها لدى المرشحين.
التسجيل والإعلان عن الترشيح 750 ديناراً
بينت الدراسة كذلك أن 750 ديناراً من كلفة الحملة الانتخابية تصرف في المرحلة الانتخابية الثانية، إذ يكلف التسجيل الرسمي للترشيح بما يتضمنه من استخراج الأوراق اللازمة ورسوم الترشيح نحو 250 ديناراً، فيما يكلف الإعلان عن الترشيح عبر لقاء أو ندوة أو مؤتمر صحافي نحو 500 دينار.
وتشمل هذه المصروفات دعوة ناخبي الدائرة الانتخابية إضافة إلى وسائل الإعلام وخصوصا مندوبي الصحف اليومية للوقوف على آراء المرشحين.
الجولات الانتخابية والدعاية 26.700 دينار
اعتبرت الدراسة مصروفات المرحلة الثالثة من الحملة الانتخابية هي الأكثر والأعلى أهمية وتنوعاً، إذ تصل كلفتها إلى أكثر من 26 ألف دينار، وتشمل فريق الحملة (المدير والمساعدين والاستشاريين)، تجهيزات المقر الانتخابي، اللقاءات الدورية مع فريق الحملة، الندوات، الزيارات الميدانية، المشاركة في المناسبات، إعادة عمليات الاستقصاء، الإعاشة لفريق العمل مع قرب موعد التصويت، المنح والتبرعات العامة، قنوات الاتصال (المتعهدين )، إنشاء موقع الكتروني، استخدام الجوال، والدعاية الانتخابية.
يوم الانتخابات 1.350 ديناراً
على رغم أنها مرحلة متقدمة، فإنها ليست الأخيرة، فيوم الانتخابات ذو حساسية كبرى تستدعي تجهيزات مسبقة، لم تغفلها الدراسة فقدرت كلفتها بـ ألف و350 ديناراً، لتشمل الأطعمة والمشروبات، الأمن والحراسة، نقل الناخبين، الاتصالات، والنثريات.
ما بعد الانتخابات 300 دينار
تقتصر مصروفات هذه المرحلة التي لا تتعدى 300 دينار بحسب الدراسة على إزالة المخلفات وإقامة حفل استقبال في حال الفوز، وتوصي الدراسة بإقامة نوع من الاحتفال لتقديم الشكر والمكافآت لفريق العمل حتى في حال الخسارة.
مصروفات الجولة الثانية 8.545 ديناراً
لم تغفل الدراسة احتمال وصول المترشحين إلى جولة ثانية لحسم الانتخابات، عازية السبب إلى حدة المنافسة بين الكثير من المرشحين. مقترحة تخصيص مبلغ معين لتغطية المصرفات المتعلقة بالجولة الثانية. والتي تعتبر بطبيعة الحال أقل بكثير من كلف المرحلة الأولى، على رغم أنها تغطي بنودها نفسها تقريباً بحسب الدراسة.
«الميثاق»: كلفة الحملات الانتخابية بين 8 آلاف و25 ألف دينار
وعلى صعيد الجمعيات السياسية فذكر رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة أن «أقل كلفة للحملات الانتخابية ستكلف الجمعية بين 6 آلاف و8 آلاف دينار وذلك لأن المرشح ميسور ويستطيع أن يدفع باقي المصروفات بنفسه وأعلى كلفة 25 ألف دينار»، مشيرا إلى أن «الحملات الانتخابية في البحرين ستكون ما بين 10 آلاف دينار و25 ألف دينار وكلفة حملات السيدات قد تكلف أقل لأنها لا تتحرك مثل الرجل لجمع التبرعات وحشد التمويل وهن متكلات على مؤسسة أو مؤسستين»، مؤكدا أن «بعض المرشحات بدأن بالشكوى من صعوبة الحصول على التمويل وبدأن يواجهن هذا المأزق».
«الأصالة»: 02 ألف دينار لمرشحي الجمعية لمجلس النواب
على صعيد متصل، أعلن رئيس جمعية الأصالة الإسلامية غانم البوعينين أن «الدعم الذي ستقدمه جمعية الأصالة الإسلامية لمرشحيها للمجلس النيابي من المقرر أن يصل إلى مبلغ 20 ألف دينار، بالإضافة إلى دعم المترشحين لأنفسهم في الحملات الانتخابية»، وأشار إلى أن «اختيار هذا المبلغ جاء بناء على الخبرة السابقة للجمعية في انتخابات 2002»، وأشار البوعينين إلى أن «موارد جمعية الأصالة الإسلامية كثيرة، وهناك مساندون للجمعية وهناك من يتبنون آراء الجمعية». ومن المؤمل أن تتضمن قائمة جمعية الأصالة الإسلامية بشكل مبدئي 9 إلى 10 مترشحين للانتخابات النيابية المقبلة. ووفقا لذلك فإن الجمعية ستنفق ما بين 180 و200 ألف دينار
«الوفاق» موازنة الانتخابات من 60 إلى 80 ألف دينار
أما رئيس الملف النيابي في جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ حسن سلطان فذكر أن «الموازنة التقديرية التي سنضعها للحملات الانتخابية النيابية فهي مقدرة بين 60 و80 ألف دينار وسيخصص نحو 15 ألف دينار إلى الحملة العامة للجمعية، و3 إلى 4 آلاف دينار للحملة الخاصة إلى كل مشرح على حدة، كما أن البرنامج التدريبي للكتلتين النيابية والبلدية ستتراوح كلفة المرحلة الأولى منه بين 6 آلاف و10 آلاف دينار»، مشيرا إلى أن «الصعوبات تكمن في أننا نعتمد على أعضاء الجمعية وجماهيرها بالتبرع ومعلوم أن المستوى المعيشي لهذه الجماهير ضعيف للغاية».
«المنبر التقدمي»: كلفة حملة النيابي 2000 دينار والبلدي 1200
من جهته ذكر رئيس اللجنة العليا للانتخابات في جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي علي الحداد أن «جميع الجمعيات بانتظار صرف وزارة العدل للمبالغ المخصصة لها، خصوصا أننا مقبلون على الانتخابات ومرشحو المنبر التقدمي بحاجة إلى الدعم المادي إذ سيكلف المرشح النيابي ما يقارب 2000 دينار، ومرشح البلديات 1200 دينار»، مشيرا إلى أن «الأمور الانتخابية غير واضحة في قضية المرشحين فأعداد من يرغبون في الترشح ازداد ولكن المشكلة أن بعض الدوائر فيها حلفاء لنا، ومع مطلع سبتمبر/ أيلول المقبل ستتضح الأمور أكثر»
العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ