العدد 3583 - الخميس 28 يونيو 2012م الموافق 08 شعبان 1433هـ

النعيمي: مدرسة خاصة لأطفال التوحد... و«مركز عالية» يطالب بحوافز مالية للمعلمين

خلال حفل تخرج الفوج السابع للطلبة من ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل

المنطقة الدبلوماسية - محرر الشئون المحلية 

28 يونيو 2012

قال وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي إن الوزارة ستقوم بالتعاون مع مركز عالية للتدخل المبكر التابع إلى جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل بإنشاء مدرسة خاصة ومتطورة على الأرض التي يملكها المركز لجميع المراحل الدراسية لأطفال التوحد.

وأضاف في كلمة ألقاها صباح أمس الخميس (28 يونيو/ حزيران 2012) خلال رعايته حفل تخرج الفوج السابع من طلبة مركز عالية للتدخل المبكر والبالغ عددهم 18 طالباً سيتم دمجهم في مدارس خاصة مع مطلع العام الدراسي المقبل أن»الوزارة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات التعليمية إلى الطلبة بجميع فئاتهم، ومن بينهم ذوو الاحتياجات الخاصة، وتوفير الرعاية الواجبة لهم، والتي تؤهلهم للتغلب على إعاقتهم والاعتماد على أنفسهم، والاندماج في المجتمع لتأدية أدوارهم في الحياة، كمواطنين منتجين، من دون أن يشكلوا عبئاً على ذويهم».

وقال: «إن رسالتنا في وزارة التربية والتعليم في نظرتها وتعاملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة، رؤية وتواصلاً وتعاوناً؛ تأتي تجسيداً لما جاء في دستور مملكة البحرين من أن التعليم حق للجميع، تكفله الدولة للجميع، بمن في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة، كما أن توجيهات قيادة وطننا العزيز بهذا الخصوص؛ تؤكد باستمرار أن الاستثمار في العنصر البشري البحريني هو أفضل أنواع الاستثمار، بل هو هدف جهود الدولة بأجهزتها كافة».

وتطرق الوزير إلى ما قامت به الوزارة لصالح هذه الفئة، ومنها نجاح تجربة دمج الطلبة من فئة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط القابلين للتعلم في المدارس الحكومية، مشيراً إلى ما لهذه التجربة من مردود إيجابي كبير في تعلمهم وتكيفهم مع من حولهم في اتجاه الدمج الاجتماعي الإيجابي، واستيعاب الطلبة من ذوي الإعاقة الحركية في المدارس، من خلال تهيئة البيئة المدرسية وتطويرها بشكل مستمر وتزويدها بالمرافق الخاصة والأدوات المعينة، بما يساعد هذه الفئة على التنقل والحركة داخل الفضاء المدرسي بكل يسر؛ بهدف توفير بيئة تعليمية أقرب للعادية ليتعلموا وسط أقرانهم من دون تمييز، كما يتم إشراكهم في المسابقات المدرسية والمجتمعية ومختلف المناسبات والفعاليات التي تقام في مملكة البحرين، وتوفير كوادر بشرية متخصصة، وتأهيلها عن طريق الابتعاث لدراسة دبلوم الدراسات العليا في التربية الخاصة، وتحسين وضع المربين الذين يتعاملون مع ذوي الاحتياجات الخاصة، مادياًّ ومعنوياًّ؛ تقديراً للدور الذي يضطلعون به، هذا فضلاً عن جهود الوزارة الحثيثة لابتعاث هؤلاء وتدريبهم إلى جانب تكثيف التواصل مع أولياء الأمور ومع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بهذه الفئة من الأبناء، إذ قامت الوزارة بتشكيل لجنة مشتركة بين المختصين من الوزارة وأولياء الأمور وممثلي الجمعيات الأهلية ذات الصلة، لتكون إطاراً للتباحث والتعاون بين جميع الأطراف لتقديم أفضل الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة.

وأبدى سعادته برعاية هذا الاحتفال والاحتفاء بتخريج الفوج السابع من طلبة مركز عالية للتدخل المبكر، هذا المركز الذي تم إنشاؤه لتلبية الاحتياجات الفردية للأطفال لفئة من الأبناء خلال توفير التعليم المناسب لهم وتوفير العلاج السلوكي المكثف بشكل تطبيقي وعملي، وتوفير البيئة التعليمية الداعمة لاكتساب المهارات اللغوية، والأنشطة الفنية، والتنشئة الاجتماعية، في جميع البرامج لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل طالب، تمهيداً لإعداد الطالب لإلحاقه بالمدرسة، مهنئاً الخريجات والخريجين ممن أنهوا دراستهم في المركز بنجاح وأولياء أمورهم ومعلماتهم، شاكراً ومقدراً بكل الامتنان الأمين العام للمركز الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة لرعايتها الموصولة لشئون هؤلاء الأبناء ليتمتعوا بالخدمة التعليمية والرعاية النفسية والسلوكية المتخصصة التي تؤهلهم للاندماج في دورة التعليم العادي، شاكراً جميع المعلمات والمشرفات على المركز لما يبذلنه من جهد مميز، وما يتحلين به من صبر في خدمة هذه الفئة من الأبناء.

من جانبها دعت الأمين العام لمركز عالية للتدخل المبكر الشيخة رانيا بنت علي آل خليفة الوزارة إلى تخصيص حوافز تشجيعية مالية وخصوصاً بالنسبة إلى أعضاء الهيئة التعليمية من المعنيين في مركز عالية أو من منتسبي وزارة التربية والتعليم المنتدبين لدى المركز تشجيعاً ودعماً لجهودهم، آملة أن تكون هذه الخطوة بادرة عمل مشترك دائم تنطلق فيه مسيرة عمل مركز عالية مع مساندة وتبني ودعم وزارة التربية والتعليم.

وتحدثت عن بدايات عمل المركز، إذ قالت: «كما تعلمون وأنتم الشركاء في الأمل وفي العمل وفي الطموح فيما هو أفضل فقد كانت البدايات صعبة ولعلكم جميعاً تتذكرون كيف مضت سنوات التأسيس الأولى مضت بخطوات مثقلة بتحديات كثيرة لعل أصعبها كثرة عدد الأطفال وقلة الموارد والحاجة الملحة إلى التدريب المتخصص والحاجة المستمرة إلى انتظام الدخل وكذلك الحاجة إلى نشر الوعي ومساندة المجتمع والمسئولين، ولكن بفضل من الله تعالى أريد لأطفال التوحد في البحرين ألا يكونوا وحيدين مع قدرهم، فكبر المركز وتضاعف عدد أطفال من 16 طفلاً في البداية إلى 96 في الفترة الصباحية والمسائية وليرتفع عدد المدرسين من 22 مدرساً إلى أكثر من 80 مدرساً ومدرسة».

وأشارت إلى أنهم حينما افتتحوا مركز عالية للتدخل المبكر قبل ثمانية أعوام لم يتصوروا أن يتمكن أطفاله من كسر حواجز صعوباتهم بهذه الكيفية، مشيرة إلى أن صغار مركز عالية بإنجازهم أجبروهم على إعادة النظر في الحسابات حول ما كانوا يعتقدونه مستحيلاً في مجال تطوير قدراتهم، ونوهت إلى أن الأطفال أربكوا بما أبدوه من استعداد كبير للتعلم والتطور كل الحسابات كما تجاوزت مدرساتهم ومدرسوهم بما بذلوه من جهد وتفانٍ في تعليمهم كل التوقعات.

وأشارت إلى أن مركز عالية للتدخل المبكر لم يكن ليحقق هذا الإنجاز الذي تشهدونه اليوم لو لا دعم الهيئة التعليمية فيه وتفانيهم وإخلاصهم ومثابرتهم وصبرهم ليس فقط على تحمل صعاب مهنتهم بل عزمهم الثابت على تطوير قدراتهم المهنية وحرصهم على تعلم كل جديد، معتبرة ذلك ولايزال حجر الزاوية في نجاح المركز واستمراره في الارتقاء بمستوى التعليم والتدريب ما أهله للحصول على العديد من الاعترافات الدولية من أكبر المراكز العالمية المتقدمة في مجـال التوحد.

وختمت حديثها بالإشارة إلى أن إدارة مركز عالية تؤمن تماماً بأن أطفال التوحد في البحرين هم أطفال الجميع وأن مساندة الجميع لهم وللمركز لا شك منبعها الحب والعطاء قبل المسئولية والواجب، وقالت: «لذلك نشد على أياديكم وعلى يد كل من ساند ولايزال يساند هذه الفئة العزيزة من أبنائنا ونتطلع إلى العمل سوياًّ من أجل أن يبقى الأمل في غدٍ مشرق لأطفال التوحد على هذه الأرض الطيبة أملاً حاضراً وواقعاً معاشاً».

العدد 3583 - الخميس 28 يونيو 2012م الموافق 08 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:48 ص

      في أحد المراكز تعرضت احدى المدرسات لهجوم خطير من قبل أحد طلاب الاحتياجات الخاصة

      ولا يوجد بالمركز سوى مدرسات لا حول لهم ولا قوة لا يستطيعون حتى استخدام الهاتف لطلب المساعدة وهم يعانون من ضغط نفسي شديد نظرا للاستعباد الاداري المتخلف المتسلط عليهم.
      لذلك انا اوافق الرأي مع الزائر وأتمنى ان يؤخذ الموضوع بجدية من قبل المسؤلين والصحافة.

    • زائر 1 | 4:58 ص

      شكرا على هذه اللفته ... هناك مشاكل كبيرة في مراكز الاحتياجات الخاصة وغيره .... نتمنى من السؤولين والصحافة تسليط الضوء عليها خدمة للمعاقين والبلد:

      1_ تثبيت المدرسات والمدرسين في هذه المراكز كموظفي للدولة ليحصلوا على الدعم اللازم والحقوق.
      2- زيارة هذه المراكز بشكل مستمر للتأكد من مطابقتها للمعايير المطلوبة لحماية العاملين والطلاب فيها.
      3- توفرها الشروط المطلوبة من الكوادر العاملة لتأمين الدعم النفسي والطبي والمهني والتعليمي وغيره .
      2- توفير الدعم النفسي والارشادي للعاملين وحمايتهم.
      3- تحسين وضع العاملين النفسي والمادي.
      وهناك الكثير من المشاكل نأمل طرحها وحلها.

اقرأ ايضاً