العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ

اغتيال الحُلم... وحلم الاغتيال

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

يعيش الإنسان بآماله وتطلعاته وأحلامه للمستقبل الذي يريده، وتختلف الأحلام باختلاف فكر الإنسان وعمره وبيئته وتوجهاته، ويعمل الإنسان الطبيعي على تحقيق هذه الأحلام والتطلعات من خلال الجد والاجتهاد، ولا يكون حلم الإنسان وتطلعه مرتبطاً بشخصه فقط، بل إنه يشمل عائلته وأصدقاءه، فيحلم الأب والأم بحياة جميلة لأبنائهما، يحلمان بتفوقهم وأن يكونوا أفضل الناس، وفي أحيان كثيرة ينزعج الوالدان لعدم تحقق أحلام أبنائهما أكثر من انزعاجهما لعدم تحقيقهما حلمهما الشخصي.

غير أن هذه الأحلام قابلة للانتهاء والتلاشي وحتى الاغتيال، وتختص بلداننا العربية بكل أنواع القضاء على الأحلام، لذلك تجد العديد من المفكرين والمبدعين العرب يختارون الهجرة، ومنها يحصلون على جوائز عالمية لتفوقهم في جميع المجالات ومن هذه الجوائز جائزة نوبل في عدد من التخصصات العلمية.

وفي البحرين، تتعدد الأحلام، وتتعدد طرق إنهائها واغتيالها، فحلم الطفل أحمد النهام بأن يكون إنساناً كامل الأعضاء كما خلقه الله تم إنهاؤه بطلقة أصابت عينه لتضعفها أو تجعلها شبه منتهية، لتنهي معها أحد أحلامه، ولم يكن النهام الطفل الوحيد أو حتى الشخص الوحيد الذي أنهى حلمه في رؤية الدنيا بعينين سليمتين إذ إن هناك عدداً من الحالات فاقت الـ 60 بحسب بعض الجهات الحقوقية إما أنها فقدت العين بالكامل أو أصبحت ترى لمسافة لا تتعدى نصف متر.

وهناك حلم، لعوائل وأسر كانت تنتظر أبناءها ليرجعوا إليها، لكنهم أضحوا خلف حديدٍ يتوقف معه كل حلم، ويتأخر معه كل أمل، إلا أن حلمهم في وطن يضم الجميع من دون استثناء لم ينته، ولن ينتهي أبداً فتلك سنة الله في الأرض.

وعوائل أخرى، اغتيل حلمها، فلا عودة له أبداً لحياة ودعها مضحياً من أجل العدالة والمساواة والحرية، فلن تنتظر الأمهات الأبناء عائدين من المدرسة أو حتى داخلين المنزل فرحين بالتخرج أو النجاح كما هو حال باقي العوائل، لكن حلم تلك العوائل وقبلها أبناؤها - الذين امتزجت أجسادهم بتراب وطنهم - والذي حاولت جماعات الكراهية اغتياله، روي بضحايا تلك العوائل ليكون أكثر رسوخاً في الأرض.

ومع اغتيال الحلم، فإن هناك من يحلم ويأمل باغتيال حلم الآخرين لأن تفكيره شاذ وعقله مختل ونفسيته مريضة، وفي معظم الأحيان يكون وراء هذا النوع من الأحلام الفشل، بالإضافة إلى الكسل.

فتراه يحلم ويعمل على إقالة الآخرين من وظائفهم ليرتقي مكانهم، لأنه فاشل وهم ناجحون ولا يستطيع الوصول إلى مكانهم إلا باغتيال أحلامهم، أو أن جُل ما يتمناه ويعمل عليه تهميش فئة من المجتمع، كما أنه يسترخص دماء وأرواح الآخرين، لأنه يحلم باغتيال أحلام الجميع ليظل حلمه المظلم يتحرك لاغتيال أحلام الناس ونجاحاتهم، إلا أن الظلام الذي يتحرك فيه هذا الحلم الكابوس سينتهي، والشمس لابد أن تشرق ويأتي الصبح بنوره، لتحيا أحلام البحرينيين في وطن يجمعهم بالعدالة والمساواة والقانون الذي لا يفرق بين أحد.

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3584 - الجمعة 29 يونيو 2012م الموافق 09 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً