العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ

جيشنا... جيش مصر العظيم

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بكل الشوق والمحبّة والاحترام الذي ورثناه من الآباء لهذا الجيش العظيم، نطمح أن نرى بوادر ما قام به من تضحيات من أجل شعب مصر، إذ لم يهتم بالديكتاتورية ولم يستولِ على الديمقراطية، ولكن كان همّه بالدرجة الأولى الشعب وبالدرجة الثانية الشعب وبالدرجة الثالثة الشعب!

الجيش المصري الذي لم يوجّه سلاحه يوماً إلى أبناء شعبه، بل كان سلاحه لحمايتهم وسنداً لهم، وما أعظمها من لحظة عندما نجد جيشاً لا ينصاع إلى أمر رجل ليحرق جمهورية، بل انصاع للنزاهة وللشعب، وذلك حقناً للدماء، وآثر التخلّي عن الفرد من أجل المجتمع.

أيكفينا فخراً بأنّ أرض الكنانة هي التي ربّت الجيش المصري، أم انتماء هذا الجيش العظيم إلى الشعب العربي، أم نفخر اليوم بأنّه الجيش الوحيد لدى العرب الذي لم يُبدِ مصلحة القائد على مصلحة الشعب.

لقد شهد الربيع العربي بعض المآسي الدموية، ولنا في ليبيا وسورية وتونس مثالاً حيًّا على بشاعة جيوشهم، ونجد على الطرف الآخر جيش مصر، عندما نزل إلى الشارع، وعصى الأوامر بقتل وإبادة الشعب، وتدمير أركان الدولة التي أوصانا بها الرسول (ص) خيراً، عندما قال: «الله الله في أهل مصر، فإنّ فيهم عرق ونسب». وقبل الحديث لا ننسى قوله تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».

إنّ التاريخ الجديد سيسطّر بأحرف من ذهب هذا الموقف الشريف للقوّات المسلّحة، وعلى رأسهم الشريف المشير طنطاوي، الذي يجب أن تقف له جميع الشعوب العربية، لتأدية التحيّة العسكرية قبل المدنية، عرفاناً على ما قدّموه من أجل مصر الحبيبة.

إننا لا ننسى هذه الوقفة له ولجيشه، كما لا ننسى وقفات شهدتها المنطقة العربية في السابق من قبل جيش مصر، إذ إنّنا قرأنا وشهد بعضنا وقفاته في تحرير الدول العربية ضد الاستعمار البشع، ولم يكن مستغرباً عليه تقديم مئات الآلاف من الشهداء من أجل قضية فلسطين، ووقفته مع دولة الكويت الشقيقة في مطلع الستّينيات، لحمايتهم من الديكتاتور عبدالكريم قاسم.

لا جرمَ بأنّ هذه الحروب قد كلّفت الجيش المصري قبل شعبه الكثير من الأرواح، واستنزفت موازنة مصر العظيمة، ومازال الاقتصاد المصري يعاني من هذه الحروب، وخاصة أنه دفع الضريبة عن الوطن العربي كافة.

لقد انتصر هذا الجيش في العاشر من رمضان سنة 1973م، وكان انتصاره فرحة ما بعدها فرحة لأقطاب العرب كافّة، ومهما حاول البعض التقليل من شأن هذا الانتصار، أو رسم نظرية «المؤامرة»عن عدم اكتمال الانتصار، إلاّ أنّ الجيش ترفّع عن هذا كلّه، وحقّق الطموح المرجو من حرب 73م، عندما حرّر سيناء من قبضة اليهود الصهاينة.

حفظ الله مصر الحبيبة بمسلميها ومسيحييها، حفظ الله شعب مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن حفظ الله جيشنا... جيش مصر العظيم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3587 - الإثنين 02 يوليو 2012م الموافق 12 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:08 م

      محرقية

      اللي فيه زين الجيش المصري ما في مجنسين

    • زائر 16 | 2:48 ص

      الجيش المصري.

      لاننكر مواقف وتضحيات الجيش المصري منذ عهد الدولة الباشوية نسبة لمحمد علي باشا الي حرب تحرير الكويت. لكننا في المقابل لاننسا مشاركتهم الصهاينة في حصار قطاع غزة. اما موقفهم من الثورة المصرية فكما هو واضح فانهم سلبوا الرإيس المنتخب الكثير من صلاحياته او كما يقال جعلوه رإيس منزوع الدسم.

    • زائر 15 | 2:45 ص

      فرق

      أنبه الكاتبة المحترمة بأنه يجب عليها التفريق بين الجيش وقيادة الجيش، قيادة الجيش (المجلس العسكري) هي من بدأ بوضع العراقيل في طريق الرئيس الوحيد الذي انتخبه المصريون منذ تأسيس مصر قبل 7000 سنة

    • زائر 14 | 2:21 ص

      مصر العزيزة

      التعليق رقم 10 أصاب عين الصواب

      العاطفة أحياناً تؤثر في سياق الحديث ويتناسى الأحداث التي عصفت بمصر حتى بعد انتصار الثورة كانت هناك ملامح من عدم وضوح الرؤية ومن يسير الجيش إلا أن كتب الله النصر بتولي مرسي السلطة. الله يحفظ مصر وبلادنا جميعاً من عبث العابثين والمتآمرين على أمهم ديرتهم اللي لحم خيرهم من كتافها.

    • زائر 13 | 2:07 ص

      مصر العزيزة

      مقال مستعجل وفيه من عدم وضوح الصورة ، الجيش المصري لايختلف عن باقي جيوش العالم فالعسكر في كل بلاد العالم ليس من السهولة ان يتنازل عن السلطة الا بعد سفك الدماء ، مديح العسكر هذا في حين بان هذا الجيش مكبل من قبل اسرائيل وامريكا الى يومنا هذا وحين يكتب اي كاتب يجب ان يجرد نفسه عن العاطفة والشيخة العزيزة بنت الشروقي اليوم لم يحالفها الحظ وسبقت الاحداث فالصورة في مصر وخاصة عن هذا الجيش غير واضحة ومشوشة ونتمنى ان يحالفك الصواب فمصر عزيزة علينا جميعا ولامجال ان نقول غير ذلك

    • زائر 12 | 2:04 ص

      موضوع يحتاج الى خلفية

      القضايا السياسة الكبرى جب ان نتعامل معها بروية ولا نكتب عنها بهذه الصورة المبسطة جدا. وانا اتفق مع الزائر 8 فالجيش ممسك بالسلطة من ستين سنة والمعركة في مصر اصلا تتمركز في سحب السلطة منه واعادتها للشعب..

    • زائر 10 | 1:45 ص

      الجيش ممسك بالسلطة حتى الآن

      الجيش هو الذي امسك ومازال ممسك بالسلطة. دخل صراع شدد مع الاخوان والمعارضة حتى آخر لحظة. وكان شفيق مرشحه للرئاسة ووقف معه حتى ظهرت النتيجة بددرجة كبرة فارق. فلا يمكن تبرئة الجيش من السياسات السابقة واللعبة الحالية الجارية.

    • زائر 9 | 1:41 ص

      مجرد تنبيه

      اسمحي لي ان الجيش لم يقصر. هناك 800 شهد مصري من الذي قتلهم؟ وهناك آلاف الجرحى من الذي جرحهم؟ ام ان ذاكرتنا قصرة؟

    • زائر 8 | 12:41 ص

      أتذكر صورة المحتجين المصريين في الميدان وهم ينامون بين دبابات الجيش وبين عجلاتها حيث يشعرون بالدفء.. وبين تلك في بلاد أخرى التي طافت في المناطق مفزعة الأهالي..

      الجيش المصري الذي لم يوجّه سلاحه يوماً إلى أبناء شعبه، بل كان سلاحه لحمايتهم وسنداً لهم، وما أعظمها من لحظة عندما نجد جيشاً لا ينصاع إلى أمر رجل ليحرق جمهورية، بل انصاع للنزاهة وللشعب، وذلك حقناً للدماء، وآثر التخلّي عن الفرد من أجل المجتمع.

      أيكفينا فخراً بأنّ أرض الكنانة هي التي ربّت الجيش المصري، أم انتماء هذا الجيش العظيم إلى الشعب العربي، أم نفخر اليوم بأنّه الجيش الوحيد لدى العرب الذي لم يُبدِ مصلحة القائد على مصلحة الشعب.

    • زائر 7 | 12:37 ص

      يقول المثل البحريني (حلاة الثوب رقعته منه وفيه).. لقد صدق الأجداد في هذا المثل والنتائج نراها على الأرض..

      الجيش المصري العظيم، هو من شعب مصر، لذا كان وما زال همّه بالدرجة الأولى الشعب وبالدرجة الثانية الشعب وبالدرجة الثالثة الشعب!

    • زائر 4 | 11:52 م

      صباح الخير يادانة الحد

      يبنيتي نتمنى ان يكون جيش مصر العروبه هو جيش العرب الذي يعول العرب عليه وتبنى عليه امالهم اما بعدته وعتاده والطريقه الذي ادير بها سابقا فانه جيش المصالح والطغاة فمنذ 73 الى الان حوالي 40 سنه لم يكن لها اي دور في حمايه العرب والعروبه فبعد نكبة 67 جائت نكبة 2003 احتلال العراق وهي في الحقيقه لاتقل عن النكبتين 67 و48 ماذا كان دور جيش العرب من نكبات العروبه
      جا وين العرب لمن غزتني اجيوش

      اشو مصر العروبه اتطبب العسكر
      مصر ضحيه الاعتداء الثلاثي الغاشم وشريكه في الاعتداء الرباعي الغاشم على العراق..ديهي حر

    • زائر 3 | 11:24 م

      الاجاويد

      الى على راسة ريشة يتحسها بارك اللة يابنت الاجاويد

    • زائر 2 | 9:29 م

      حفظك الله انتي

      وشكرا علي امانيكي الطيبة ومش غريبة ويارب يوحد صفوف اخوتنا في البحرين باذن الله

    • زائر 1 | 8:29 م

      عفيه عليش

      عفيه عليش ع المقال الرائع .... وللتنويه فقط ... الجيش العربي المصري كلهم مصريين 100%

اقرأ ايضاً