العدد 3589 - الأربعاء 04 يوليو 2012م الموافق 14 شعبان 1433هـ

أدوات التطور والنهوض مفقودة وبدونها لن يتطور واقع الكرة البحرينية

التخطيط والمنشآت والموارد المالية أسباب النجاح

من أحد لقاءات منتخبنا في مشاركاته الخارجية
من أحد لقاءات منتخبنا في مشاركاته الخارجية

قبل أن نغلق ملف مشاركة منتخبنا الوطني الأول في بطولة كأس العرب التاسعة نحتاج لأن نستخلص الدروس من أجل الاستفادة منها في الفترة المقبلة، ومن أجل ذلك سنأخذ مثالا بالمنتخب الإسباني الذي قدم دروسا لا حصر لها في عالم كرة القدم ليحصد إعجاب كل من تابع بطولة يورو 2012.

ما فعله منتخب «لا روخا» بالبطولة الأوروبية هو عبرة ودرس حي للاعبينا وإعلامنا وجمهورنا، والسر وراء هذا التألق هو الروح الجماعية والعمل معا بغض النظر عن الانتماءات وتغليب مصلحة ناد أو فئة أو جهة على أخرى، ولهذا شاهدنا روحا عالية وعطاء وإصرارا كبيرا من أجل الوصول لأماكن بعيدة اعتادها الجمهور.

وبالعودة لمنتخبنا فإن ما نشاهده حاليا من تفكك واضح يؤكد أنه كان غير مهيأ بصورة جيدة من جميع الجوانب سواء فنيا أو إداريا، ولعل تسرب بعض المعلومات التي تشير لوجود مشكلات بين الجهازين الإداري والفني دليل على وجود التفكك وغياب الانسجام والتفاهم بين مختلف الأطراف في ظل غياب أصحاب القرار عن متابعته بصورة قريبة.

واقع منتخباتنا «مرير» وخصوصا مع غياب الخطط والإستراتيجيات الواضحة، وربما غالبية إن لم يكن جميع خطط وإستراتيجيات العمل الإداري الخاص باتحاد الكرة تقوم على مراحل وقتية لا يتعدى سقف زمنها العام الواحد أو المشاركة الواحدة، عدا ما كشف عنه قبل يومين بشأن إستراتيجية العمل في المنتخبات العمرية بمناسبة تقديم المدربين الاسبانيين الذين تم التعاقد معهما في الفترة الأخيرة، إذ وصلت فيها الخطة العملية للرقم 12 عاما، وربما تكون الخطة طموحة للنهوض بالكرة البحرينية ولكن يحيطها الكثير من الغموض، ولعل الوقت كفيل بكشف ذلك خلال السنوات المقبلة.

مشاكل الكرة البحرينية لن تنتهي طالما بقي الحال على ما هو عليه، وإذا ما أردنا تطورها وتقدمها فهناك الكثير من الأدوات القادرة على انتشالها وبدونها فسيبقى الحال على ما هو عليه، ومن أبرز تلك الأدوات هي الجوانب اللوجستية المتمثلة في المنشآت والملاعب التي بالكاد تستطيع أنديتنا تأهيل وإعداد فرقها الكروية، علاوة على صعوبة الأمر على اتحادنا بتسيير مسابقاته عليها، وأبرز دليل ما يعانيه اتحادنا حاليا وحيرته في كيفية تسيير مسابقات الموسم المقبل المزمع انطلاقته في سبتمبر/أيلول المقبل.

الجانب الآخر الذي تعاني منه الكرة البحرينية يتمثل في افتقادها المادة وانحسار الموارد المالية وشحها عن أكثر من 90 في المئة من أنديتنا، وربما يخرج 3 أو 4 من هذه العملية والمعاناة طبقا لخطوات مجالس إداراتها وعملها الشخصي في تنمية مواردها عن طريق الاستثمار، وهذه النقطة بالذات تدخل في نطاق التخطيط الذي هو الآخر مفقود عند الغالبية العظمى من أنديتنا.

«الوسط الرياضي» وهو يغلق ملف منتخبنا الوطني الأول يسلط الضوء على أبرز ملفات المعاناة التي تجتاح الكرة البحرينية من خلال قراءة مبدئية وأولية للحال الذي عاشته منتخباتنا وأنديتنا عبر هذه السطور.


التخطيط مفقود وغائب

لا يمكن نسب ما تحقق من انجازات خلال العقد الأخير للكرة البحرينية إلى وجود تخطيط مسبق بأي حال من الأحوال، فهناك جوانب مفقودة كثيرة وشواهد بارزة وواضحة تؤكد أن ما يحدث في كرة القدم البحرينية ما هو إلا طفرات أشبه بالانتفاضات الناتجة عن اجتهادات شخصية من هنا أو هناك ومن جهات فردية تعمل بإمكانات وقدرات محدودة.

والتخطيط كما عرفته إحدى الدراسات العلمية والأكاديمية هو منهج إنساني للعمل يستهدف اتخاذ إجراءات في الحاضر ليجني ثمارها في المستقبل، ونظرا للحاجة إليه فإن جميع الأمم تبنت التخطيط، وأخذت بالعمل به باعتباره عملية أساسية لا غنى عنها لتحقيق أهداف التنمية، ويعتبر التخطيط أول عنصر من عناصر الإدارة، والتخطيط هو مجموعة التدابير المعتمدة والموجهة بالقرارات والإجراءات العلمية لاستشراف المستقبل، وتحقيق أهدافه، ولتحقيق هدف ما على الجانب الإداري أن يرسم سياسات ويتخذ إجراءات ويضع موازنات وبرامج عمل يسير عليها لتحقيق الهدف المعلن.

وأدوات التخطيط تكاد تكون مفقودة في الكرة البحرينية بداية من المنشآت مرورا بالموازنات الكفيلة بتحقيق الخطط الموضوعة، وصولا إلى العقول الإدارية المنتجة على أسس سليمة وصحيحة إلا ما ندر منها وتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، وربما النقص الحاد والواضح في تلك الأدوات أثر بشكل كبير على اختفاء الخطط وإستراتيجيات العمل وغياب البرامج التنموية القادرة على تطوير جميع الكوادر الإدارية.

ولا يستثنى من أدوات التخطيط إلا وجود المواهب والخامات وتحديدا اللاعبين، وعلى هذا الأساس متى ما وجدت تلك الأدوات وتكاملت فبإمكان الكرة البحرينية الوصول لأفضل مما وصلت إليه الآن.


طفرة الكرة البحرينية في العقد الأخير نتاج جهود شخصية

الألفية الجديدة والعقد الأخير حملاً آمالاً عريضة سرعان ما تبخرت

غالبية جماهيرنا ما زالت تتذكر تلك السنوات العجاف عندما كان يشارك منتخبنا ولا يحقق سوى نتائج كارثية، وربما هي قلة من المرات التي نجح من خلالها في الظهور بمستوى مشرف وتحقيق نتائج «نصف» إيجابية ولكنه في نهاية المطاف يكتفي بمراكز شرفية لم تغن ولم تسمن من جوع، إذ ان مشاركاتنا في الغالب كانت تحفل بهزائم لا تحصى، وخروج مر يتبعه إحباط وينتهي بتحطم آمال الجماهير البحرينية.

انتصارات الكرة البحرينية كانت شحيحة على رغم أن الآمال كانت كبيرة، والكرة البحرينية عاشت واقعاً عانت منه طوال العقود الماضية، وكان ضيق ذات اليد يقف حاجزًا أمام تحقيق انجاز عريض يرضي المحبين.

وجاءت الألفية الجديدة لتحمل في طياتها الكثير وإشعاع من الضوء لبزوغ فجر جديد للكرة البحرينية، إذ لم يرفع لاعبو هذا الجيل الراية البيضاء على رغم معاناتهم، ولم يستسلموا فقد تمسكوا بخيوط الأمل، فكانت الانتفاضة والتصميم هي الشعارات التي تم رفعوها من أجل تحقيق حلم طال انتظاره، وفعلا نجحت الكرة البحرينية بجهود شخصية محضة بتحقيق نتائج لافتة وبارزة جعلت الجماهير تعلق ببصيص أمل في قدرتها على تحقيق الآمال التي تطمح إليها مختلف الشرائح والجهات في وطننا.

ولعل أبرز النتائج المشرفة للمنتخب الأول هي الوصول على أعتاب المونديال العالمي مرتين متتاليتين 2005 و2009 من خلال مباريات الملحق مع كل من ترينيداد وتوباغو في المرة الأولى، ونيوزيلندا في المرة الثانية، ولكن الإخفاق كان سيد الموقف في كلا المرتين، ومن ضمن النتائج الإيجابية التي حققها المنتخب أيضا وصوله للمربع الذهبي في نهائيات آسيا 2004 وخروجه الحزين واكتفائه بالمركز الرابع.

المحصلة النهائية لكل ما تقدم أن الكرة البحرينية عاشت طفرة كبيرة في العقد الأخير بفضل جهود شخصية قامت على خطوات وتحركات وقتية، وعلى رغم كل الوعود بتحسين الجوانب التنظيمية والإدارية إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث لتبدأ عملية التراجع والعودة من جديد لدائرة اختلال التوازن.

العام الماضي شهد طفرة أخرى من خلال تحقيق المنتخب أول انجازين رسميين في مشاركاته الخارجية وهما ذهبيتا دورتي الألعاب الرياضية الخليجية والعربية، ومعهما عادت «الروح» من جديد للكرة البحرينية وخصوصا إذا أضفنا إليهما ما حققه الفريق الكروي بنادي المحرق من تحقيقه لبطولتين في ظرف 4 سنوات بالتتويج للمرة الأولى في تاريخ الكرة البحرينية بلقبين خارجيين هما كأس الاتحاد الآسيوي 2008، والأندية الخليجية 2012.

الكثير من الجوانب التي تحتاج لتغيير للنهوض بالكرة البحرينية ومن ضمنها زيادة الاهتمام والدعم والرعاية الخاصة بالأندية في المقام الأول لأنها العمود الفقري للمنتخبات، بالإضافة إلى الاهتمام بصورة أكبر بالمسابقات المحلية وتطويرها بصورة عاجلة من أجل تقوية المنتخبات بصورة أكبر، وهناك الكثير من النقاط الأخرى التي هي بحاجة للتغيير في وقاعنا «الحزين».

العدد 3589 - الأربعاء 04 يوليو 2012م الموافق 14 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:57 ص

      .....

      أحدي اندية العاصمة قطعت عنة الكهرباء و الاتصالاااات
      الارضية قبل فترة او تبون تطور في الرياضة البحرينية
      في المشمششش خلكم على عماكم.

    • زائر 2 | 10:47 م

      الاهتمام بالقاعدة هو الاهم

      عندماقرع منتخبا ابواب الوصول الى كأس العالم ، كان ذلك باسباب القاعدة لأن معظم الللاعبين كانو في أعمار متقاربة ولعبو جميعا في الفئات وتأقلمو وتجانسو ، لكن لوكان هناك تخطيط مستمر واهتمام بهذه الفئة من عمل معسكرات مستمرة ومباريات ودية عالمية وجلب فرق ذات مستوى عالي الذي يعشقة جمهور البحرين لوجدنا أنفسنا اليوم وبكل أريحية الوصول بسهولة لكأس العالم . اليابان واستراليا وكوريا وكذلك السعودية انموذجا لذلك أصبحو من الفرق العالمية بسبب التخطيط السليم .

      عبدالنبي الغريب

    • زائر 1 | 10:41 م

      نريد تخطيط واقعي لا ترقيعي

      في الحقيقة من يتابع واقعنا الرياضي وبالخصوص كرة القدم فان العين تدمع والقلب يحزن . خطط غير مدروسة ودعم ترقيعي لأنديتنا فبدلا من توفير اندية نموذجية او شبه نموذجية تم انشاء ملاعب مسورة بشباك وبأرضية ترتان صناعي لا يناسب أجواء وعوامل المنطقة من حيث كثرة الغبار والمخلفات التي ما ان تهب رياح الا وتكاثرت هذه العوامل واثرت على المنشآت التي شيدت واسئلوا الاندية التي تعاني من ذلك فالملاعب اصبحت ترابية كما كانت . فاين التخطيط

      عبدالنبي الغريب

اقرأ ايضاً