«أعلمت أشرف أو أجل من الذي... يبني وينشئ أنفسا وعقولا»... هذا هو أقل سطر نكتبه احتراما منا وتقديرا لجهود «مؤسسة قطر للتعليم والعلوم والتنمية الاجتماعية»، الساعية ومنذ إنشائها إلى نشر العلوم والتنمية في وطننا العربي.

آخر ما يجعلنا نفخر بمنجزات هذا المؤسسة هو برنامج مسابقات المخترعين الشباب «نجوم العلوم»، الذي يهدف إلى تعزيز روح الابتكار في وطننا، فالمؤسسة تعي جيدا أننا لا ينقصنا العقول، فنحن نملك طاقات جبارة قادرة على إدارة حركة الزمن لصالحنا... فقط لو تم التحكم بزمام الأمور، وقدم للشباب ما يحلمون به من رعاية واهتمام. كما أنها تعي جيدا أن المبدعين الشباب أو المخترعين بإمكانهم أن يحققوا قفزات نوعية في كثير من المجالات... فقط لو تم الالتفات إلى إنجازاتهم بعين المدرك لأهمية ما أنجز!

برنامج «نجوم العلوم» تبثه نحو 15 قناة عربية، خصصت له جوائز نقدية كبيرة تصل إلى 200 ألف دولار للفائز الأول. وقد تقدم للمشاركة في هذه المسابقة التي تعد الأولى في العالم العربي أكثر من 5600 مبدع عربي من جميع أنحاء العالم، اختير منهم 100 شاب، وتمت التصفية النهائية باختيار 16 شابا.

من بين أولئك الشباب العربي المشاركين في البرنامج الذين نفخر بهم جميعا، تشارك البحرينية سارة السماك ممثلة لمملكة البحرين، ولـ (المرأة الخليجية) باختراعها المميز... «ألوان الوسط» ودعما منها لهذه المبدعة البحرينية التقتها لتعرف الجمهور على اختراعها وأمنتياتها المستقبلية، فكان هذا الحوار:

حدثينا عن نفسك؟

- اسمي ساره السماك، حاصلة على شهادة البكالوريوس في تخصص الإحصاء وبحوث العمليات من جامعة البحرين. أبلغ من العمر 25 عاما... حاصلة على جائزة ثابت بن قوة في الإحصاء (تعطى لأولى الدفعة) من جامعة البحرين في العام 2009. كما حصلت على درع الطالبة المميزة لعام 2000-2001 من مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات، بالإضافة إلى الميدالة الذهبية لمشروع Recycle Bin في المعرض السنوي العاشر للابتكارات والبحوث العلمية لدول مجلس التعاون 2001.

كيف تمت مشاركتك في برنامج «نجوم العلوم»؟

- مشاركتي في برنامج «نجوم العلوم» أتت بعد تسلمي لإيميل من إحدى صديقاتي تخبرني عن المسابقة، فقدمت للمسابقة عن طريق الإنترنت.

ما شعورك وأنت تمثلين بلدك وتمثلين المرأة الخليجية في هذا البرنامج؟

- أشعر بالفخر كوني الفتاة الخليجية الوحيدة المشاركة في البرنامج إلى جانب زميلتي وهيبة من الجزائر! إنه لشعور عظيم عندما أمثل البحرين في مسابقة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، وأن أشارك بجانب 15 مشاركا من أنحاء الوطن العربي اختيروا من أصل 5600!

حدثينا على اختراعك الذي تشاركين به في البرنامج؟

- ابتكاري هو «كانيتو» Canito وهو عبارة عن سلة مهملات تتفاعل مع الأشخاص فتشجعهم على مبدأ التدوير بطريقة جذابة ومميزة، وتقوم بفرز أنواع العلب المرمية بطريقة أوتوماتيكية. فكرة المشروع بدأت منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري، وذلك عندما كنت في المرحلة الإعدادية وتحديدا عندما شجعتني أستاذتي رئيسة اللجنة العلمية وداد الجلاهمة على أن أبتكر طريقة لتقليل رمي الطلبة لعلب المياه الغازية في الساحة المدرسية، فبدأت بشكل أبسط، لكنني أضفت إليها بمرور الوقت.

ما هدفك من هذا الاختراع؟ وإلى أين تريدين الوصول به؟!

- من خلال مشروعي أهدف إلى غرس مبدأ إعادة التدوير في مجتماعاتنا العربية، لكن بطريقة مبتكرة، وفي الوقت نفسه أود ان أوصل إليهم أنني أستطيع أن أجذبهم لمبدأ العلوم كون المشروع مرحا ومتجددا، وأتمنى أن أوفق في إيصال هذه الفكرة إلى المجتمع.

لمن تدين سارة السماك بمنحها هذا الفرصة للمشاركة في البرنامج؟

- مشاركتي في البرنامج لم يكن مخطط لها... وكون المسابقة تعتمد على منهاج تلفزيون الواقع وتتطلب وجودنا في قطر لمدة 3 شهور، فأنا شكورة لوالدي على موافقتهما على مشاركتي في هذه المسابقة.

كيف ترين المنافسة مع أقرانك من المخترعين الشباب في العالم العربي؟

- هناك الكثير من الأفكار التي أعجبت بها في البرنامج، إذ إن هناك العديد من المشروعات التي تخدم المجتمع بشكل مباشر وأثرت بي وأعجبت بها، وأتمنى أن تطبق في عالمنا العربي.

بعد انتهاء البرنامج، وبغض النظر عن اسم الفائز، ما الذي تنوين فعله بهذا الاختراع؟

- أتمنى ان أطبق ابتكاري في البحرين، في المجمعات والمدارس، وأن تدعمني في هذا هيئة حكومية أو مؤسسة مستعدة لتبني الفكرة وتطوير الابتكار أكثر فأكثر.

كيف تقيِّمين برنامج «نجوم العلوم» مقارنة بغيره من برامج تلفزيون الواقع؟

- يهدف البرنامج إلى رفع مستوى الفكر العربي والارتقاء به لكن بطريقة جذابة وجديدة، لكي يجذب العالم نحو الارتقاء بالمبتكرات العربية، فهو يختلف جدا عن كل برامج تلفزيون الواقع، فهو فريد من نوعه.