بدورها، قالت مستشارة حاكم الولاية الاستوائية الوسطى لشئون حل النزاعات، هيلي مرشالي، إنه يتوجّب معالجة اهتمامات المرأة «هناك حرية تعبير تسمح للنساء بالتعبير عن أنفسهن. وهذا يعني أن اهتمامات المرأة لن تضيع حتى يتم التصدّي لها في السنوات المقبلة لاستقلال بلدنا».

لكن الواقع لايزال مختلفاً تمام الاختلاف.

من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لوكالة حقوق المرأة المحلية لونا إيليا إنه «كما هو الحال في الماضي، عندما كان جنوب السودان جزءاً من السودان، تعيش المرأة اليوم تحت خط الفقر».

وبالفعل، بيّن المسح الوطني للعائلات الذي أجري في العام 2009 وصدر في يونيو/ حزيران 2012، أن أكثر من نصف سكان جنوب السودان يعيشون تحت خط الفقر؛ أي على أقل من دولار واحد يومياً. وتشكّل النساء الغالبية العظمى من الفقراء.

وأضافت إيليا لوكالة إنتر بريس سيرفس أن دولة جنوب السودان لاتزال غير قادرة على توفير الخدمات الصحية للأمهات؛ وخصوصاً في المناطق الريفية. فوفقاً لصندوق الأمم المتحدة للطفولة فقط 19 في المئة من الولادات تمّت علي أيدي أخصائيي صحة مؤهلين.

كما أفاد المسح الوطني للعائلات أن 30 في المئة من الأهالي محرومين من الخدمات الصحية الأساسية.

وفي بعض المناطق الريفية، تعجز النساء عن الانتفاع بخدمات رعاية الأمهات والحوامل؛ لأنهن يعشن بعيداً جداً عن أقرب عيادة للولادة، في حين تضطر 37 في المئة من الأسر الفقيرة إلى السفر لأكثر من ساعة للوصول إلى أقرب مرفق صحي.

وأضافت المديرة التنفيذية لوكالة حقوق المرأة المحلية لوكالة إنتر بريس سيرفس «المرأة مازالت تموت أثناء الولادة لمجرد الافتقار إلى الخدمات الصحية للأمهات (...) من غير المقبول أن تتوفى امرأة تأتي بحياة جديدة وطفل جديد. هذا أمر غير مقبول».

ووفقاً للمكتب الوطني للإحصاءات العام 2011، توفيت 2054 من بين كل 100 ألف امرأة أثناء الولادة، في حين أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكّان أن ارتفاع معدّل الوفيات لم يتغير كثيراً في السنة التالية.

وفي هذا الصدد، قالت الأمينة العامة المساعدة ونائبة المدير التنفيذي لصندوق السكّان الأممي، كيت غيلمور، لوسائل الإعلام في جوبا في يونيو 2012، إن معدّلات وفيات الأمهات في جنوب السودان لاتزال هي الأسوأ في العالم.

تشارلتون دقي

وكالة إنتر بريس سيرفس