تسيد سائق فيراري الاسباني فرناندو الونسو جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 التي أقيمت أمس الأحد على حلبة هوكنهايم، وابتعد في صدارة الترتيب العام بعدما حقق فوزه الثالث هذا الموسم.

وسيطر الونسو على السباق الألماني من البداية حتى النهاية وتمكن إضافة هذا الفوز الى الآخرين اللذين حققهما في سباقي ماليزيا وأوروبا، ليرفع رصيده الى 154 نقطة في الصدارة بفارق 34 نقطة عن اقرب ملاحقيه سائق ريد بول - رينو الاسترالي مارك ويبر الذي اكتفى بالمركز الثامن، وهو المركز الذي انطلق منه على رغم انه حل ثالثا في التجارب التأهيلية وذلك لتغريمه بخمسة مراكز بسبب استبداله علبة السرعات في سيارته.

وتقدم الونسو الذي حقق فوزه الثلاثين في مسيرته، على بطل العالم الألماني سيباستيان فيتل (ريد بول - رينو) الذي تمكن من انتزاع المركز الثاني من البريطاني جنسون باتون (ماكلارين - مرسيدس) في اللفة الأخيرة، لكن مراقبي السباق قرروا تغريمه بإضافة 20 ثانية الى الزمن الذي سجله، ما جعله يتراجع الى المركز الخامس.

وجاءت معاقبة فيتل لتجاوزه باتون من الجهة الخارجية للحلبة واستمع مراقبو السباق الى السائقين وقرروا بعد ذلك معاقبة السائق الألماني، فصعد باتون والفنلندي كيمي رايكونن (لوتوس - رينو) والياباني كاموي كوباياتشي (ساوبر - فيراري) الى المراكز الثاني والثالث والرابع على التوالي، فيما أصبح بطل العالم خامسا.

وتمكن رايكونن من انتزاع المركز الرابع في الترتيب العام من سائق ماكلارين - مرسيدس لويس هاميلتون، بعد أن أنهى السباق في المركز الرابع ثم الثالث بعد تغريم فيتل، فيما خرج هاميلتون خالي الوفاض بعدما انسحب من السباق الذي كان محبطا لبطل 2008 منذ بدايته.

وجاء المكسيكي سيرخيو بيريز (ساوبر - فيراري) سادسا أمام الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر (مرسيدس اي ام جي) الذي انطلق من المركز الثالث، وويبر والألماني الآخر نيكو هولكنبرغ (فورس انديا - مرسيدس) ومواطنه نيكو روزبرغ (مرسيدس اي ام جي)، فيما جاء زميل الونسو البرازيلي فيليبي ماسا في المركز الثاني عشر.

وفي مجريات السباق، حافظ الونسو على مركزه الاول عند الانطلاق كما حال ملاحقيه فيتل وشوماخر اللذين دخلا في معركة حامية في اللفتين الأوليين اللتين شهدتا دخول ماسا والفرنسي رومان غروجان (لوتوس - رينو) الى مرآب فريقيهما من اجل استبدال مقدمة سيارتيهما بعد تعرضهما لإضرار خلال الانطلاق.

وتواصلت معاناة هاميلتون الذي تراجع من المركز الثامن الى العاشر ثم اضطر الى إجراء توقفه الاول بشكل مبكر جدا بسبب ثقب في اطار سيارته الأيسر، فخرج في المركز الثاني والعشرين ما عكر تماما احتفاله بخوضه سباقه المئة في الفئة الأولى.

وفي هذه الإثناء كان الونسو يبتعد عن فيتل إذ وسع الفارق الى حوالي ثانية بعد مرور 8 لفات من أصل 67، فيما نجح باتون في تجاوز هولكنبرغ بشكل مميز والصعود الى المركز الرابع ثم سرعان ما وصل الى شوماخر ودخل معه في معركة على المركز الثالث حتى تمكن من تجاوز بطل العالم سبع مرات في اللفة 11.

وتراجع بعدها شوماخر الى المركز السابع بعدما أجرى توقفه الاول في اللفة 16، في وقت بقي فيتل قريبا من الونسو إذ تخلف عنه بأكثر من ثانيتين بقليل بعد مرور 18 لفة قبل أن يدخل سائق فيراري الى مرآب فريقه لإجراء توقفه الاول فخرج في المركز الثالث خلف فيتل وباتون قبل أن يجري الأخيران توقفهما الاول بعد لفتين.

وشهدت اللفة 22 صراعا مميزا بين سائقي فيراري السابقين رايكونن وشوماخر ونجح الاول في تجاوز سائق مرسيدس اي ام جي والصعود الى المركز الرابع، فيما كانت المعركة محتدمة تماما بين الونسو وفيتل على الصدارة إذ كان الفارق بينهما اقل من ثانية بعد مرور 34 لفة على السباق، في حين كان باتون على بعد حالي 3.5 ثوان من سائق فيراري.

وشهدت اللفة 35 مفارقة غريبة إذ تمكن هاميلتون من تجاوز فيتل على رغم أن الأخير كان يتقدم عليه بفارق لفة كاملة وبقي السائق البريطاني أمام بطل العالم بهدف إبطائه من اجل أن يتمكن زميله باتون من اللحاق بسائق ريد بول - رينو الذي تأثر بعطل في جهاز «كيرز» (كينيتيك اينرجي ريكافري سيستم) الذي يعيد استخدام الطاقة الحركية الناجمة عن الفرملة عبر تخزينها في بطارية ومن ثم استعمالها لاحقا لمنح السيارة المزيد من الأحصنة، ما تسبب بتوسيع الفارق الذي يفصله عن الونسو الى حوالي 2.5 ثانية.

ولم يكتف هاميلتون بتجاوز فيتل وإثارة حفيظة السائق الألماني، بل ضغط على الونسو أيضا وحاول تجاوزه على رغم انه كان حينها في المركز السادس عشر، قبل أن يدخل السائق الاسباني الى مرآب فريقه لإجراء توقفه الثاني في اللفة 43 والخروج مجددا في المركز الاول أمام باتون هذه المرة بعدما تمكن السائق البريطاني من تجاوز فيتل لحظة خروج الأخير من خط الحظائر بعد التوقف الثاني الذي قام به سائق ماكلارين قبل لفة فقط.

ونجح باتون بعد إستراتيجية التوقف الناجحة في تقليص الفارق الذي يفصله عن الونسو والضغط على السائق الاسباني حتى أصبح الفاصل بينهما حوالي نصف ثانية فقط قبل 10 لفات على النهاية.

وفي هذه الإثناء اكتملت خيبة هاميلتون بالانسحاب في اللفة 59 من السباق الذي كانت نهايته مثيرة جدا إذ بقيت الأعصاب مشدودة خصوصا بعد عودة فيتل الى الصراع على الفوز بعدما ضيق الخناق على باتون والونسو الذي استفاد من الصراع بين سائقي ماكلارين وريد بول لكي يبتعد في الصدارة بفارق حوالي 2.5 ثانية عن ملاحقه، وحافظ على هذه الأفضلية حتى خط النهاية فيما نجح فيتل في انتزاع المركز الثاني قبل لفة على النهاية بتجاوز رائع لكن مراقبي اعتبروا في ما بعد انه لم يكن قانونيا.