العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ

أمين: الشروقُ حلمٌ لم يتحقق في عالم كرة السلة البحرينية

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (3)

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية . بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.


جاسم أمين يتوسط مدرسي مدرسة المنامة الثانوية في منتصف ستينيات القرن الماضي

الوسط - عباس العالي

لعبة كرة السلة في البحرين انطلقت من أحضان المدرسة، وبداية من منتصف أربعينيات القرن الماضي على يد مراقب التربية الرياضية المدرسية كمال عبده صالح «مصري الجنسية» وكانت المسابقة محصورة بين فرق المدارس، ثم تطورت بعد أن سمح للأندية المشاركة في أول مسابقة رسمية على درع مراقبة التربية الرياضية، وأصبح منتخب المدارس يعرف باسم «المعارف» ونتيجة لهذا التطور الكبير الذي طرأ على اللعبة في فترة زمنية قصيرة، أصبحت تملك الفرق المدرسية يمتاز بمستوى متطور. وشهد العام 1952 أول لقاء ودي في لعبة كرة السلة، جمع منتخب المعارف بدولة الكويت ومنتخب المعارف في دولة البحرين وأقيم على ملعب المدرسة الثانوية.

إلا أن من غرائب الأمور ارتباط هذه اللعبة في الماضي بشهر رمضان المبارك، وكان يقتصر إقامة مبارياتها في أمسيات هذا الشهر، ثم تختفي عن الساحة الرياضية طوال أشهر العام من دون سبب معروف على رغم الشعبية الكبيرة والإقبال الجماهيري الكبير على مبارياتها، وهذه المنافسة القوية شجعت الفرق الكبيرة صاحبة القاعدة الجماهيرية على الانخراط فيها، وبزغت على الساحة أسماء كبيرة مثل فرق الفرودسي والأهلي والعروبة والمحرق والحد والنسور وأوال وشاهين والشرق بالإضافة لفريق المعارف.

ويقول محدثنا أمين، لكن بنهاية السنة الدراسية العام 1957 وجدنا أن هذا الفريق سينحل وينمحي من على الساحة، بسبب تخرج غالبية اللاعبين من الدراسة الثانوية، إلا أن حرص المربي الفاضل خليفة الرميحي على استمرارية هذا المنتخب جعله يفكر في استمرارية اللاعبين في فريق واحد يحمل اسم الشروق، وبالفعل عقد للاعبون اجتماعا وطرح الفكرة عليهم، ونالت قبول الجميع ، وقام الرميحي بعد ذلك بطبع كل الأوراق الرسمية المتعلقة بإشهار فريق الشروق، إلا أن الفرحة لم تكتمل بسبب توجه غالبية الطلبة للدراسة في الخارج.

ومن ذكرياته الدراسية التي لا ينساها أبداً الصديق العزيز رحمة الله عليه الوزير غازي القصيبي، فقد كان لا يهتم بممارسة الرياضة وكان مشغوفا بالقراءة متولعا بالأدب، وكنا كطلاب نعتمد عليه في الدراسة، إذ كان يلخص لنا الكتب وكنا نستفيد منه أكثر مما نستفيد من المدرسين!

ويختتم محدثنا حلقة اليوم بالقول... لم أكن أتوقع أن تؤثر هذه اللعبة على حياتي بالكامل، وتحدد طريق مستقبلي بشكل كبير فأحصل على بعثة دراسية إلى القاهرة لأصبح أول بحريني ينال شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية، وأمتهن عمل التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومديرٍ لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية 37 عاما!.

بالإضافة للعمل التطوعي الكبير في مجال الرياضة وهو الأمر الذي أعتز به وأفخر، فأحصل على أعلى الأصوات في انتخابات عضوية الجنة العليا بالاتحاد الرياضي العام، وأترأس أول مجلس إدارة للاتحاد البحريني لألعاب القوى بعد الإشهار الرسمي، وأكون عضوا في اللجنة الاولمبية البحرينية. بالإضافة للعديد من المناصب الرياضية التي مازالت الذاكرة حافظة لها.

العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً