العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

سِجْنُ الأفكارِ الخاطئة

قد تحبسُك الأفكار الخاطئة في سجن العزلة، والحالُ أنَّك خُلقتَ للحياة لا للعزلة، ربَّما لأنّ الحقائق التي تستندُ إليها لا تستندُ إلى الأدلة التي ترتقي إلى مرتبة المُسْتقر واليقين، فتظلمُكَ الأفكارُ الواهمة وأنتَ لا تدري.

كأنَّ حالَ مَنْ تسجُنُه الأفكار حالُ ذاك الفيل الصغير الذي كانَ صاحبُهُ بعد أن ينتهي معه من العَرْض (السِّيرك) يربطه بسلسلة ضعيفة، وكان الفيلُ في كلِّ مرَّة يحاول التخلص من أسرها من دون جدوى، حتى بقيت فكرة «السلسلة العنيدة» في ذهنه عنيدةً وقوية ولا حيلة معها. إلى أن كبر الفيلُ واشتدَّ وصار فيلاً ضخماً ومع ذلك كان لا يزالُ يعتقد أنَّ السلسلة العنيدة قويةٌ لا يمكنُ الانفلات منها! والحالُ أنها ليست كذلك فكان باستطاعته لو سحبها برجله الضخمة أن يقطعها أو يقتلعها من جذورها بسهولة! ولكنَّ صديقنا الفيل سجنتهُ فكرةٌ خاطئة.

كثيرٌ من الناس يقبعون في سجنٍ لا يشعرون به، فقد تُقرِّرُ مقاطعة صديق أو زميل أو مواطن لمجرد فكرة خاطئة ارتسمت في ذهنِك. وقد تقرر مقاطعةَ جماعة لمجرد فكرة خاطئة ارتسمت في ذهنك عنها. وقد نذهب أبعدَ من هذا فنعادي الطرف الآخر بل نحاربه. وقد نلتفت إلى أفكارنا الخاطئة وقد لا نلتفت إليها، أو نلتفت إليها ونتعصب لها لسبب وآخر. على غرار من جَحدوا مُعجِزات النبي موسى التسع على قصَّه الكتاب «وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ» (النمل : 14).بيدَ أنَّ هذه الحالة الأخيرة ليست في معرض اهتمامنا هنا لأنَّ مكانها المستشفيات النفسية حيث لا علاج لها عندنا.

في الحالات الطبيعية، إننا في حالة ما التفتنا إلى أفكارنا الخاطئة وتخلَّينا عنها بطلقات ثلاث ونحنُ نضحك منها!لا نكونُ مجانين بل عقلاء بامتياز بل منتصرين بفخر. هذا اكتشافٌ مضحك لكنه اكتشافٌ مهمٌّ جداًّ في حياتنا؛ لأنه يساعدُنا على أن نتحرَّر من بعض الأسْرِ لنخرجَ من الكهف المظلم إلى الفضاء المنير الذي سيغيرنا إلى الأفضل.

إنَّ الأفكارَ الخاطئة التي نحملها تضرُّنا كثيراً؛ لأنَّها تحتلُّ مكاناً في عالمنا الداخلي بصفة تطفليَّة غير رسمية بمعنى غير منطقية، ولأنها تتسبب في قطع العلاقات، وفي (غَبْشنَةِ) التصورات، وشحن القلوب بالكراهيات والأحقاد على غير أساس صحيح.

إنَّ دخول الأفكار الخاطئة إلى عالمِكَ الداخلي (المقدس) - حيث هي حَرَمٌ بالمفهوم الديني أو منطقتكَ الدبلوماسية إن شئت - ناتجٌ من عدم المعرفة بمدى أهمية أن تكون الفكرة محرَّرة وصحيحة. إنه ناتج من جهلنا بخطورة هذه الطفيليات والمايكروبات في قلوبنا على حياتنا الخاصة وحياتنا العامة. وما ذلك إلا لأننا لا نقوم بعملية التأكد من صِحَّة معلوماتنا، وسلامة أفكارنا.

وبما أنَّ الآخرين قد تتغيَّر أفكارهم واتجاهاتهم ومواقفهم فهذا يعني أنَّ انطباعاتِنا عنهم بحاجة إلى عملية تحديث (أبديت)، تماماً كالبرامج الإلكترونية نتيجةً لمواكبة تطور الجهد البشري عبر الزمن تحتاجُ إلى تحديث كلَّ فترة، كما أنَّ المؤسسات والوزارات كلَّ عام تُجري تحديث بيانات موظفيها... فلماذا تبقى أفكارُنا عن الآخرين وخصوصاً مَنْ نختلف معهم في الرأي والموقف دون تحديث؟!

لا تتهاون مع أفكاركَ الخاطئة ولا تتركها تجوبُ وتسبحُ في عالمك الداخلي من دون رخصة رسمية أو علمية .أياًّ يكن مصدر تلك الأفكار.

إنَّنا دائماً وخصوصاً في زمن المعلوماتية والاتصالات نحتاج إلى ثقافة تساعدنا على مقاومة الأفكار الخاطئة. شخصياًّ، أعتقد أن القرآن والسنة بهما ما يكفي من المقومات التي تعطي للذات وللمجتمع نوعاً من الحصانة. حيث الدين في أساسه يقوم على تقديس المعرفة والعلم وتقويض الأفكار الخاطئة وطردها من ساحة الإنسان الداخلية في ضوء مشروع حيوي واضح المعالم والحدود. ولا نبالغ لو قلنا إن الجهل هو العدو الأول للإنسان في الإسلام. يؤيد ذلك ما تحدث عنه المفسرون والفقهاء من وجوب تحري الخبر لقوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ «(الحجرات: 6). فيما يمكن التحري منه في الخارج. بل وعلى مستوى الخبر المنقول عمَّن لا يمكن التحري منه في الخارج إلا من خلال علم الأخبار. بل إلى درجة التشديد وذهاب بعضهم إلى عدم حجية أخبار الآحاد. فكيف بالأخبار الحساسة التي يتعدى أثرها الخاص إلى العام، والفردي إلى الجماعة، ما قد يسبب فتنة في المجتمع؟! إنها مسألة في غاية الخطورة.

والعقل يحتلُّ مكانة كبيرة في الدين حتى جُعِل مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي، أو عنصراً رئيسياًّ من العناصر المشتركة الداخلة في عملية استنباط الحكم الشرعي.

إنَّ تحريركَ ساحتَك الداخلية المقدسة من الأفكار الخاطئة هو انتصارٌ لحياتك كلها ومستقبلك. ولكن عليك أن تمتلكَ المعرفة. وليس بالضرورة أن يكون - مَنِ امتلك تقنية (الواتس آب) أو تقنية الاتصال عموماً من انترنت وغيره ـ امتلكَ المعرفة كسلاح لتحرير قلبه وعقله من الأفكار الخاطئة. إنَّها مسألة خطرة وهي بحاجة إلى العلميَّة المنهجية ونوع من الإيمان بمالكية الله لكل شيء الذي بيده مفاتيحُ كلِّ شيء.

احترامك لعالمك الداخلي يعني أنك تتحرك إلى الأمام في سعي متجدد ومتطور للبحث والتنقيب نحو التحرير والتنقية التي تخلصك من كثير من الطفيليات المتعبة والمرهقة التي تحبسك في سجن أراد الله لك ألا تبقى فيه.

علي أحمد يوسف

غناوي العيسى

خِيْراتْ بَحَرْ واحِدْ تِكَفِّيْنِي

وِشْلُوْنْ حالِي فِي وُسُطْ بَحْرِيْنْ

عْيُوْنْ اِلْعَذارَهْ اِلْحُوْرْ تَسْبِيْنِي

وِعِيْنِجْ عَذارِي تِسْوَى مَلْيُوْنْ عِيْنْ

***

رَمْزْ اِلْمَعَزِّهْ فِي اْلْسِما عالِي

رايَةْ بَلَدْنا زاهِيِهْ بْلُوْنِيْنْ

حُمْرْ اِلْمُواضِى وِاْلْقُلُوْبْ بِيْضَهْ

وِاْلْلِي يْعادِيْها ما عاشْ لِلْحِيْنْ

***

أَرْضْ اِلْنِشاما دِيْرَةْ اِلْبَحْرِيْنْ

اُمْ اِلْكَرَمْ وُاْلْجُوْدْ وِاْلْطَيْبِيْنْ

يا جَنِّهْ خَضْرَهْ صانَهَا رَبِّي

واحَةْ أَمانْ وُمَلْفَى لِمْحِبِّيْنْ

***

غَنِّي نِشِيْدْ اِلْفَرَحْ يا بْلادِي

وِاْتْزَيِّنُوْا يا حُوْرْ يا حِلْوِيْنْ

فِي يُوْمْ عِرْسِجْ يا بَعَدْ رُوْحِي

طابْ اِلْفَرَحْ وُغارُوْا لِمْعَرْسِيْنْ

خليفة العيسى

فلنجعل أجواء الجامعة تسودها المحبة والإخاء

بعد الأحداث الأخيرة التي مرت بها البحرين نتج عن ذلك وخاصة في الجامعة تباعد بين الطلاب بعضهم البعض. ونتج عن ذلك أيضاً انفصام بين القاعدة الطلابية وبين اتحادها ونتج أيضاً تدهور في الأنشطة الطلابية. هذه حصيلة استغلال الأحداث ونشر الطائفية بين الطلاب. والغريب أن أصحاب هذا التوجه استطاعوا تمرير مشروعهم هذا مع أن البحرين بطبيعتها حريصة على أسرها وهي بجملتها تشكل أسرة كبيرة متكافلة من أجل العطاء وحينما تعيش الجامعة كأسرة متكاملة لاشك في أن ذلك يعود بالخير الكثير على الطلاب والوطن وأي اجتهاد غير ذلك يكون قد جانبه الصواب.

إن الطلاب من الشباب والشباب في كل أمة هم عدتها وهم الأمل الذي تُعول عليه في شئونها كلها وهم الدرع الواقي لها من أعدائها. إن اتساع الهوة بين الطلاب يصنع شرخاً تدخل منه النوايا الشريرة التي لا تريد الاستقرار لهذا الوطن. وإن هؤلاء جعلوا كل طرف يؤمن بنقائه وتمايزه الكلي واستعلائه على الآخرين. لذلك هنا يأتي دور الأستاذ فإذا شعر الطالب بأبوة الأستاذ وأن الأستاذ ينظر لجميع المكونات بنظرة الأبوة وإذا استطاع أن يفتح قلبه إلى هؤلاء الطلاب فإن روح الأبوة عند الأستاذ سيكون لها الأثر الكبير في ربط الطالب بجامعته وبزملائه وبوطنه.

فالطالب الذي يحب أستاذه يخجل أن يعمل عملاً لا يرضى عنه أستاذه. لذلك يجب أن تتمدد حبال الحب والود من الأساتذة إلى طلابهم. وهذا يشكل جيلاً من الإيجابيين لذلك فإن الأساتذة والطلاب يحتاجون إلى وقفة يعيدون فيها صياغة الحياة في الجامعة ويجب أن تعاد بإرادتهم.

ويجب أن يكون هناك أحساس من الأستاذ بأن هؤلاء الطلاب من دون استثناء أبناؤه وإحساس من الطالب بأنه في مجتمع العائلة الواحدة. ولقد شاءت الأقدار أن تمر الجامعة بفترة صعبة قام البعض باستغلالها وخلق هوة مصطنعه سببها الشحن الطائفي وغاب عن هؤلاء أنهم يقومون بتضييع الأمانة في حق هذا الجيل والأجيال القادمة. ولكن بهذا الإحساس الأبوي والأخوي نتغلب على الصعاب ولا نترك للحاقدين المجال بأن يلعبوا بعواطف الطلاب وتفريقهم إلى طوائف كل ذلك في يد الأساتذة والطلاب. فبغيرهم لن يكون هناك بناء لهذا الوطن. لأنهم هم الذين يحملون أمانة مستقبل هذا الوطن فليكونوا البحرين بكل عزتها وأبنائها وأصالتها بكل قيمُها وأخلاقها بكل تسامحها وحبها. فليكونوا أبناءها من دون ألقاب. فليكن الحب هو الضوء الذي نحاول به أن نصلح كل ما مضى من أخطاء وليكن مجتمعنا مجتمع الحب والإخاء.

خليل محسن النزر

كارثة السوق الشعبي مفجعة للمواطنين

ما حدث للسوق الشعبي كان متوقعاً منذ فترة طويلة، إهمال كبير في شروط السلامة، نقص في تنسيق وتوفير معدات السلامة التي كان من المفروض توافرها بالمكان، تكدس البضائع الخطيرة القابلة للاشتعال وتواجدها بالقرب من إسطوانات الغاز المضغوط، أسلاك وأجهزة كهربائية تتسرب منها الزيوت والوقود القابلة للاشتعال، كل تلك الأمور كانت سبباً من الأسباب التي عملت على انتشار اللهب لمساحة كبيرة والتهام المحلات التجارية وصعوبة إخماد النيران.

فرق الإطفاء بذلت جهداً كبيراً تشكر عليه، فقد حالوا دون وقوع كارثة محققة وكادوا يفقدون أرواحهم في سبيل القيام بواجبهم فجزاهم الله خيراً، ولا ننسى أيضاً رجال الأمن الذين عملوا على تنظيم حركة المرور وتسهيل وصول سيارات الإطفاء وعملوا على تسهيل انسياب الحركة المرورية في تلك المنطقة بجهد كبير يشكرون عليه.

إن كلمة «لو كان» سوف لن تغير شيئاً وكان من المفروض على أصحاب المسئولية أن يخلصوا لله في عملهم عن قرب، بل من الواجب عليهم أن يحافظوا على أملاك المواطنين الذين خسروا مصدر رزقهم، نحن لا نقبل على المواطن البحريني أن يصل إلى هذا الحال المؤسف، فإن التعويض الذي سيحصلون عليه إن شاء الله سيساعدهم على النهوض مرة أخرى ومزاولة أعمالهم من جديد، ولكن هناك كلمة حق يجب أن تقال: إن هؤلاء المواطنين الذين يعتمدون اعتمادا كليا على ذلك السوق الذي تحول إلى كتلة من الرماد كيف سيواصلون حياتهم بعد ذلك الحادث المؤسف؟، لقد احترقت قلوبهم مع السوق في اللحظة نفسها، وبالنسبة إلى المشترين فقد خسرنا وثائق تاريخية قيمة والتي كانت تعرض في بعض من المحلات التي تزاول مهنة بيع الأدوات التراثية والتي أصبحت شبه منقرضة كل تلك المقتنيات ذهبت مع الريح دون رجعة؟

إن ما حدث في السوق الشعبي لهو درس كبير للجميع، فيجب أن نستفيد ونعمل على عدم تكرار هذه المأساة مرة أخرى لأناس ليس لهم ذنب في كل ما يحدث، فيجب على كل من يعمل بالإشراف على السلامة أن يخلص لله في عمله ويحافظ على أرواح وممتلكات الناس في المنطقة التي يشرف عليها، ما ذنب هؤلاء الباعة البسطاء وذوي الدخل المحدود الذين لا نعرف مصيرهم، نحن نطلب من الله عز وجل في هذا الشهر الكريم أن يقف معهم ويرزقهم من حيث لا يحتسبون ونحن جميعاً قلوبنا معهم.

الناشط الاجتماعي

صالح بن علي

أجسَادٌ مُحطَمة

لي أرواحٌ تسكن القلب، حبها لا يضاهى

جردوا أنفاسهم بيني، وأجسادهم لم تتوارى

أعلم ما يتحدثون عنه، لكن أحداقهم تتنامى

لهم بالغيبة والكذب اسمٌ، ليس إلا بهم جلالا !

ألف شكرٍ.. يا روحكم، أسمع ما بكم من الحديثَ

أقبعت في داخلي ألماً، والجميع عنكم عميا

لو يعلمون ما بـقلوبكم، لسقطتم من عينهم مليا

ولا تقولوا بعدها، إنني تحدثت عنكم للملايينا!

إسراء سيف

العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:40 م

      سجنان .. أحدهما أعظم من الآخر

      إي والله صدق نحتاج إلى الخروج من سجن الأفكار المدمرة وسجن الحكومات الديكتاتورية.

    • زائر 1 | 3:10 ص

      93 على قائمة الانتظار

      طلبي الاسكاني 93 على قائمة الانتظار و 98 انتهت
      الاسكان من التوزيع ليش هذا التلاعب يا وزارة الاسكان
      أين قانون البلد ياحكومة؟

اقرأ ايضاً