العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ

نقص أطباء... واستمرار إيقاف بعضهم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

يطرق الباب ليسأل عن سبب تأخر دخول ابنته على الطبيبة، فتجيبه الممرضة: الدكتورة المطلوبة في إجازة، ولهذا نُقِلَ جميع مرضاها إلى الطبيبة «فلانة»، لكنها ما تلبث أن توضح بشيء من التذمر والأسى: لدينا ضغط كبير جداً فاعذرونا، لأن المرضى كثيرون والأطباء قليلون!

كان هذا مشهداً واحداً فقط من المشاهد التي رأيت وعشت في مستشفى السلمانية نهاية الأسبوع الماضي. لكن ما جعلني أشعر بالألم أكثر هو بحثي بين الوجوه عن الأطباء الذين تمنيتُ وجودهم هناك إلى جانب زملائهم... فكلما مرَّ من أمامي طبيب أو طبيبة أدرت وجهي تجاهه/ها. ثم أعود وأستدرك: لماذا نبحثُ دائماً بين الوجوه، حين نعلم أنها ليست لمن ننتظر ولن تكون؟ إذ إننا نعرف تمام المعرفة أن السياسة الحالية حالت دون تواجدهم في مقاعد وظائفهم وبين مرضاهم الذين اعتادوا عليهم، وصاروا جزءاً من حياتهم اليومية!

باستمرار إيقاف الأطباء عن وظائفهم تقترف الوزارة، أو لأقل الحكومة - باعتبار أن هذا القرار يحتاج لأكثر من جهة كي تعترف بمسئوليتها- تقترف كثيراً من الضرر لا يطال الأطباء وحدهم؛ بل يمتدُّ إلى مرضاهم بشكل كبير. خصوصاً أولئك الذين اعتادوا زيارة طبيبٍ ما بسبب مشكلةٍ تحتاج إلى مراجعة مستمرة حتى بات الطبيب صديقاً وأخاً ومعالجاً يعرف ما يعانيه هذا، وما يحتاج إليه ذاك.

في كثيرٍ من الأحيان يضطر المرء مهما كان مدخوله بسيطاً أو منعدماً أحياناً، خصوصاً مع وجود المفصولين الذين لم يعودوا لوظائفهم بعد، إلى زيارة عيادة طبيب ما لأنه كان طبيبه المعالج في المستشفى كي يتأكد ويطمئن إلى علاج مرضه كما ينبغي، وفي كثير من الأحيان أيضاً يضطر الطبيب نفسه - وهو الموقوف عن العمل المقتطع من راتبه الأساسي- إلى عدم أخذ مبلغ الاستشارة حين يكون عارفاً بوضع مريضه المادي. حالٌ كهذا يتسبب بخللٍ ماديٍّ وصحيٍّ للمريض، وخللٍ ماديٍّ وعاطفيٍّ للطبيب إن أخذناها من منظورٍ إنسانيٍّ بحت.

الخلل الآخر الذي يتسببه هذا التوقيف غير المبرر، خصوصاً مع عدم وجود قضايا ضد بعض الموقوفين من أطباء وممرضين ومسعفين وتبرئة من كان متهماً منهم بتهمٍ كيدية، هو التأخير الذي يتعرض له المريض إذا ما اضطر إلى الذهاب إلى مستشفى السلمانية. تأخير في الموعد يصل إلى أكثر من ساعتين، وهو ما حدث معي مثلاً في ذلك اليوم وبالطبع يحدث مع كثيرين غيري وبشكلٍ مستمر.

قبل هذا الموعد بأسبوعين أو يزيد، ذهبتُ لمراجعة إحدى العيادات الخارجية في السلمانية، وفوجئت أن اسم الاستشاري الموقوف أو المُقال أو المتقاعد، إذ لا فرق في التسمية ما دام أُبْعَد عن منصبه مرغماً، على اسم المواعيد وعلى رأس العيادة، وأن هنالك نقصاً في القسم كما أخبرتني إحدى الممرضات! فلماذا يُستَغْنَى عن الأطباء بهذه الطريقة والوطن والشعب بحاجة إليهم؟!

خلاصة القول: إن المستشفى يعاني نقصاً في الكوادر في أكثر من قسمٍ، وهناك أطباء وممرضون ومسعفون ما يزالون موقوفين، وآخرون ينتظرون قرار توظيفهم، في حين أن الوزارة لا تألُ جهداً في نشر طلبات التوظيف في الدول العربية بحثاً عن أطباء في نفس التخصصات!

أوقفوا هدر طاقات الوطن، ليعودَ معافاً مكتفياً بأبنائه عن غيرهم.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3612 - الجمعة 27 يوليو 2012م الموافق 08 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 9:53 ص

      يريدون أطباء من فئة معينة

    • زائر 33 | 8:48 ص

      إهمال وتجاهل للمرضى

      قبل ايام توجهت للطوارئ وكنت متعبة جدا واذ بهم يتعذرون بعدم وجود سرير بقيت مدة في الإنتظار لعل هذا الطبيب يتذكر ان هناك مريضة تحتاج للعلاج وبعد أن يأست ذهبت لآخذ ورقتي وقررت العودة للمنزل لاعالج نفسي بنفسي واذا بها قد اختفت فعلمت ان هذه تصريفة جديدة فالأطباء ذوو القلب الرحيمة استبدلوهم بمزاجيين

    • زائر 32 | 6:48 ص

      سياسة تطفيش الكوادر سوا الطبية او من اي مهنة اخرى من طاإفة معينة هي تنفيدا للمخطط ... وقد وجد .....في احداث ثورة 14 فبراير وما تبعها من تداعيات فرصة ذهبية للتنفيذ مخططهم

    • زائر 31 | 5:33 ص

      أولا ليس هناك نقص في الكوادر الطبية في السلمانية . ثانيا - كفاكم إجترارا للمظلومية . ..... ومن متى أصبح المحافظة على طاقات الوطن تهمكم والطرقات تقطع كل يوم وتهدر ساعات عمل وموارد بلا سبب.

    • زائر 30 | 5:05 ص

      في الطوارئ نادرا ماترون طبيب بحريني

      ذهبت عدة مرات لقسم طوارئ السلمانية وعدد الأطباء البحرينيين ضبيل جدا بالمقارنة مع العدد الكبير للأطباء الأجانب وكذلك الممرضين كأننا لسنا في البحرين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 26 | 5:03 ص

      في الطوارئ نادرا ماترون طبيب بحريني

      ذهبت عدة مرات لقسم طوارئ السلمانية وعدد الأطباء البحرينيين ضبيل جدا بالمقارنة مع العدد الكبير للأطباء الأجانب وكذلك الممرضين كأننا لسنا في البحرين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 6 | 3:18 ص

      الطامع الكبري في الطريق

      القادم اعظم عند ترك الاستشاريين العمل بالمستشفي بعد تخبرهم للعمل بالسلمانيه او عياداتهم الخاصة من دون الاستعداد لذلك وانما فقط للانتقام من الاطباء الشرفاء بسبب مواقفهم اثناء الازمه

    • زائر 5 | 2:45 ص

      انا ايضا وجدت هذا

      ماذكرتيه يا استاذة سوسن هو عين الحقيقة فانا ايضا ذهبت الى السلمانية وتفاجأت من تردي مستوى الخدمات الموجودة وتأخر المواعيد وكنت مثلك ابحث عن وجوه ابطالنا الذين خففوا جراحنا وكانوا معنا لحظة بلحظة طول الفترة السابقة من 14 فبراير قبل عام ونص شكرا لكم استاذة على المقال ونتمنى ان يعود جميع الدكاترة والممرضين الى العمل. لتعود السلمانية كما كانت

    • زائر 4 | 2:43 ص

      انا ايضا وجدت النقص وسوء المستوى

      ماذكرتيه يا استاذة سوسن هو عين الحقيقة فانا ايضا ذهبت الى السلمانية وتفاجأت من تردي مستوى الخدمات الموجودة وتأخر المواعيد وكنت مثلك ابحث عن وجوه ابطالنا الذين خففوا جراحنا وكانوا معنا لحظة بلحظة طول الفترة السابقة من 14 فبراير قبل عام ونص شكرا لكم استاذة على المقال ونتمنى ان يعود جميع الدكاترة والممرضين الى العمل. لتعود السلمانية كما كانت

    • زائر 3 | 2:38 ص

      طاقات محلية وع وقف التنفيذ

      أوقفوا هدر طاقات الوطن، ليعودَ معافاً مكتفياً بأبنائه عن غيرهم.

    • زائر 2 | 2:16 ص

      من خفايا الأزمات

      ليس بخفى، أن أزمة النقد العالمية أصبحت جزء من حياتنا اليومية. وقد لجاءت بعض المؤسسات الى دمج مؤسسات وشركات لتقليص عدد الموظفين و رواتبهم والنفقات بشكل عام. لكن الجديد في هذه المسألة ليس في الصيدلية والأدوية الا انه طال الأطباء والممرضين. فما علاقة علمية توقيف الأطباء عن العمل و توفير السيولة النقدية؟

اقرأ ايضاً