العدد 3621 - الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ

الطلعات القاتلة لسلاح الجو السوري في سماء حلب

يبدأ الأمر بهدير بعيد في سماء مدينة حلب ثم تظهر كتلة تلمع تدور حول نفسها وتقترب. على الأرض يجري المقاتلون المعارضون في كل اتجاه في معسكرهم وسط اهتزاز بلور المباني مع أول الانفجارات.

وبدت للعيان في سماء المدينة طائرة مطاردة وهي تحلق على علو منخفض. ويهرع المسلحون من نومهم ويأخذون سلاحهم وهم يراقبون السماء وقد وضعوا أياديهم على أسيجة الشبابيك.

وفجأة يدوي صوت مدفع وتختفي الطائرة من الأجواء.

وبدا القلق على الوجوه. ويتساءل المسلحون المعارضون أين سقطت القذائف؟ هل أنهى الطيار حصاده القاتل؟. وزعزعت ثلاثة انفجارات ضخمة الحيطان. بدأت القنابل تقترب وأصبحت تسقط في الحي.

ويتحصن المسلحون خلف الأسوار السميكة لمدرسة أو تحت سلالم المباني أو في قبو حيث تخزن قذائف الدبابات والذخيرة والديزل.

ورفضت مجموعة من الصحافيين الغربيين في حلب التحصن معهم معتبرين أن سقوط قذيفة أو تطاير شظية في المكان يمكن ان يفجر كل ما في القبو.

ويسود صمت خادع أجواء المدينة فالطائرة تهاجم حين ينقطع صوت محركاتها. وتمر الدقائق ثم تدوي الانفجارات مجدداً.

في الخارج يغتنم المسلحون فترة هدوء لتحريك دبابة يقولون إنهم استولوا عليها من القوات النظامية.

وتنبعث سحابة من التراب والدخان من الدبابة التي تجوب الحي بعد أن كانت مخبأة. وفي مكان غير بعيد من المكان ينصب المقاتلون رشاشات ثقيلة على سيارات «بيك أب» للتصدي للطائرة.

وتصل شاحنة صغيرة إلى مستشفى ميداني أقيم قرب معسكر للمعارضين. ويصرخ الرجال ويطلبون فتح الباب ويسحبون رجلاً مضرجاً بالدم وقد أصابته شظايا في الرجلين والظهر.

وانخرطت سيدة كانت جالسة في الشاحنة في البكاء وهي ترتجف. وقالت سيدة أخرى «إنه ابن جارتنا (...) لقد سقطت القذائف على حينا حي هنانو» شمال حلب.

وما هي إلا لحظات حتى حمل الرجال الجريح معهم. فإصاباته خطرة ويجب نقله إلى مستشفى الشعار. وبدا الجريح متألماً لكن بإمكانه تحريك رجليه. ووضع في الجهة الخلفية من الشاحنة في حين برز ساقاه من نافذتها.

وعاد النساء والأطفال إلى الظهور في شوارع المدينة. وفي شارع كبير بدت ألسنة لهب تعلو حطام سيارة يبدو أنها أصيبت بقذيفة. وقال أحد الرجال «أترون ما يفعلون؟ إنهم يدمرون المدينة كلها».

ويدرك ضابط كان انشق عن الجيش النظامي قبل ثمانية أشهر ويقود مئات المسلحين أن السيطرة على الأحياء لا تكفي للسيطرة على المدينة طالما أن طيران الجيش النظامي يسيطر على أجواء حلب.

وقال محمد وهو يداعب لحيته «نحن بحاجة إلى أسلحة مضادة للطيران وأسلحة مضادة للدبابات، لكني أعرف أنه لا الأوروبيين ولا قطر ستعطينا إياها». وأضاف «نحن نشتري أسلحة من مهربين».

ومنذ بداية التمرد في حلب ثاني أكبر مدن سورية في 20 يوليو/ تموز بدا الجمود سيد الموقف. فجنود الجيش السوري والمسلحون المعارضون يخوضون قتالاً عنيفاً في حي صلاح الدين الذي غادره سكانه المقدرين بمئات الآلاف. لكن الجميع ينتظر الحملة الكبيرة للقوات الحكومية.

وفي محاولة لتخفيف الضغط على المدينة يهاجم المسلحون المعارضون ليلياً مطار منغ العسكري حيث قاعدة المروحيات. أما الطائرات فهي تأتي من إدلب أو مناطق أخرى ولا شيء يمكنه على ما يبدو حتى الآن إيقافها.

العدد 3621 - الأحد 05 أغسطس 2012م الموافق 17 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً