العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ

اجتماع القادة في مكة... وماذا بعد؟!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

بدعوة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيجتمع قادة الأمة الإسلامية أو معظمهم في مكة المكرمة يومي 26 و27 رمضان لبحث أهم القضايا التي تتعرض لها الأمة الإسلامية والوصول إلى نتائج مهمة – كما قيل – تضع المسلمين في مكانهم الصحيح! وبحسب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو فإن هذه القمة الموصوفة بـ «الاستثنائية» ستبحث القضية السورية وستتخذ موقفا حازما منها! كما أنها ستبحث قضية مسلمي ميانمار وطريقة التعامل مع هذه القضية على جميع المستويات، وكذلك قضية فلسطين وبعض القضايا الأخرى!

أعتقد أن اجتماع القادة المسلمين أمر حيوي ومهم، وانعقاد هذا اللقاء في مكة المكرمة وفي العشر الأواخر من رمضان ينبغي أن يكون دافعا لهؤلاء القادة ليقدموا لأمتهم عملا يحول واقعهم المؤسف إلى واقع يليق بهم وبإمكاناتهم الهائلة، ولكن هل سيفعلون ذلك؟!

القادة العرب اجتمعوا عشرات المرات، ومثلهم القادة المسلمون، واجتمعوا في مكة المكرمة أكثر من مرة ولكن هذه الاجتماعات كلها خرجت بدون (خفي حنين) وازدادت مشاكلهم سوءا وتفشت الفرقة والاختلاف بينهم، وكأن كل تلك الاجتماعات كانت تجري رغم أنوفهم، فكانت في محصلتها مجاملات وكلمات يلقيها هذا أو ذاك ثم لا شيء بعد ذلك .

كل عربي – كما أعتقد – يطرح مثل هذا السؤال: لماذا لا تخرج هذه الاجتماعات بفائدة عملية على العرب والمسلمين؟! وأعتقد – مرة أخرى – أن كل عربي يدرك – بعد كل تلك الاجتماعات – أن القادة المجتمعين لا يريدون أن يفعلوا شيئا لأن لكل واحد منهم أجندة تختلف عن الآخر، ومعظمهم لا تصب أجندته في صالح شعبه بل تصب في صالحه وصالح أسرته ولا شيء آخر! أحداث الربيع العربي أثبتت أن بعض القادة لا يهمه أن يموت معظم شعبه أو تهدم البنية التحتية ببلده في سبيل أن يبقى حاكما فهل هذه الحالة لن تصيب القادة المجتمعين أو بعضهم على الأقل؟! وإذا كان الأمر في معظمه كذلك فهل سيصل قادة المسلمين إلى حلول عمليه ترفع من شأن شعوبها؟!

وكما يقال الشيء بالشيء يذكر فاليهود اجتمعوا في مدينة بازل في سويسرا سنة 1897م ليخططوا لإقامة دولتهم في فلسطين وبعد خمسين سنة نجحوا في ذلك فقامت هذه الدولة سنة 1948م ومازالوا يوسعون مخططاتهم وينجحون في ذلك رغم قلة اجتماعاتهم فلماذا نجحوا ولماذا فشل قادتنا؟!

السبب بكل بساطة: أنهم جادين في مخططاتهم ومتفقون في رؤاهم أما قادتنا فقلوبهم واهدافهم متفرقة ولهذا فشلوا وسيبقون كذلك ما لم تتحد ارادتهم على عمل يحقق العزة لهم ولأمتهم .

اجتماع مكه قد يكون فرصة لإنهاء الخلافات العربية العربية، وإنهاء الخلافات الداخلية في البلد الواحد، فإن تم هذا أمكن الانتقال للخطوة القادمة التي لا يمكن أن تتم دون تحقيق الخطوة الأولى.

سورية بحاجة إلى وقفة جادة تنهي الأزمة القاتلة فيها، وإخواننا في ميانمار يقتلون كالأغنام منذ سنوات طويلة وكل المسلمين صامتون وبطبيعة الحال لا ألوم الأميركان وسواهم إذا كان الأقربون لم يفعلوا شيئاً وهكذا في بقية قضايانا المهمة. ورغم العقبات المظلمة إلا أن الأمل يبقى في هذه الأمة الحية وإنا لمنتظرون!

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:41 م

      تخلف الامم

      سبب تخلف الامة العربية والاسلامية حكامها وامراؤها ، لأن الكثير منهم همهم كراسيهم وثروات بلدانهم في أرصدتهم بالخارج
      وما كشفه الربيع العربي من ثروات طائلة بأسماء الملوك في البنوك الاجنبية ، نقطة في محيط

    • زائر 6 | 7:42 ص

      القرار الأخير

      القرار الأخير ليس بمكه
      الكل بات يعرف أن القرار الاخير لم يعد بيد المسلمين أو العرب هناك من يقرر ويأمر بما يريد

    • زائر 4 | 6:07 ص

      القادة والمساجد وسجاد القادة

      إجتماعات وقمم ومجالس نوعية لحضور معالي الوزراء وأصحاب جلالة وبعضهم سمو وآخر له فخامة.
      فقد لا يوجد تنافر ولا تجاذب بين قيادة السياردة وسيادة قانون المرور الراسم للشوارع وواضع القواعد المنظمة للسير. فالحالات الطارءة على الشارع تعرف بصوت صفارة الاسعاف أو سيارة الحريق.
      لكن أن تدوي دعوة حضور القادة وإجتماعهم ليس للإفطار، ولا لأداء عمرة أو مناسك حج. و أن الجيوش لا تخطط لحسم معركة في مكان مبارك. ولا يوجد مقود في مكة. فهل سيعلنوا التوبة؟

اقرأ ايضاً