العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ

تعزيز القطاع المصرفي في الشرق الأوسط وتطوير السوق المحلية (1 - 3)

إن الأخبار المتعلقة بفشل كل من قطر والإمارات العربية المتحدة في محاولتهما للارتقاء إلى مؤشر مورغان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة لم تكن غير متوقعة. ولكني أرى بأن التركيز بشكل أكبر على هذه المسألة قد يؤدي إلى تفويت الكثير من التقدم الذي تم إحرازه من قبل المنطقة لكي تصبح سوقاً عالمية

لقد كانت كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر قيد المراجعة من قبل مؤشر مورغان ستانلي كابيتال لبعض الوقت. وهي مصنفة حالياً على أنها «أسواق نامية»، أي بدرجة واحدة أقل من «الأسواق الناشئة». ولقد تم مراجعة أدائهما وتقدمهما على أساس نصف سنوي، وقد تلقت هذه الأسواق في المراجعة الأخيرة- أي قبل أسابيع مضت- أخباراً تفيد بأنه لن يتم ترقيتها إلى درجة الأسواق الناشئة.

ولكن من وجهة نظري التركيز المبالغ على عدم اعادة تقييم الاسواق يفوت الكثير من الخطوات التي قامت بها الجهات التنظيمية المحلية لتعزيز وتعميق دور هذه الأسواق. فبينما لايزال هناك الكثير من العمل للقيام به بهذا الصدد، إلا أن الجهات التنظيمية المحلية قامت بتعزيز الأسواق المحلية منذ البداية وقامت بتطويرها إلى درجات متقدمة وبتسارع اكبر في الفترة الأخيرة.

والأسباب التي أدت إلى عدم ارتقاء هذه الأسواق لدرجة الأسواق الناشئة كانت واضحة ومحددة. فبالنسبة لقطر، تركزت المسألة حول مستويات الملكية المسموح بها للأجانب - وهي عدد الأسهم التي يمكن لغير القطريين امتلاكها. ولقد كان ذلك مؤشراً للعديد من المستثمرين بأن السوق كانت منغلقة أكثر من كونها منفتحة. أما أسباب عدم ارتقاء سوق الإمارات العربية المتحدة فقد كانت مختلفة تماماً وتقنية بشكل أكبر، حيث اعتمدت هذه السوق على مبدأ التسليم مقابل الدفع- أو ما يعرف بنظام DVP- منذ عام تقريباً، مما يعني عدم وجود أي فارق زمني بين تبادل الأسهم والنقد. ولقد كان الهاجس الرئيسي لدى المستثمرين هو إمكانية التحكم بالأصول في حال عدم تطابق تعليمات التسوية، وهو الأمر الذي لم يتم معالجته من قبل النظام الذي تم إدراجه في العام الماضي، حيث لم تطرأ أية تغييرات إضافية منذ ديسمبر/ كانون الأول 2011.

ولكن الأكثر أهمية بالنسبة لهذه النقاط هو أنها لا تبين القصة الكاملة أو تلتقط وتيرة التحسن، حيث إنه من الناحية النسبية، فإن كلاً من أسواق الإمارات وقطر قد اتخذت في بدايتها خطوات متسارعة في غضون سنوات قليلة. وفي حين إن الارتقاء إلى درجة الأسواق الناشئة يتطلب تقديم رؤية عامة واضحة للتقدم الذي تم إحرازه، فإن عدم تحقيق هذه الدرجة لا يعتبر نتيجة نهائية بأي شكل من الأشكال بالنسبة لهذه الأسواق.

نبيل عبدالرحيم

من ادارة خدمات الاسواق العالمية لمنطقة الشرق الأوسط

العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً