استعرض الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لطب الأطفال في واشنطن كورت نيومان، الشراكة المتنامية مع أبوظبي والرؤية المشتركة حول تحسين صحة الأطفال والتفكير في طرق جديدة لتحسين صحة الأطفال، حيث كانت نتيجة ذلك تأسيس معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال، مؤكداً ان هدفنا يتمثل في تحسين طب الأطفال في أبوظبي وواشنطن والعالم أجمع.
وأشار في محاضرة ألقاها بعنوان «تغيير مستقبل الصحة من خلال طب الأطفال»، إلى الشراكات الإبداعية الهادفة إلى تحسين صحة الأطفال ومنها تأسيس برنامج التطبيب عن بعد في الفجيرة والذي يسمح بإجراء الاستشارات المباشرة بين الاختصاصيين في واشنطن ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكداً ان المركز الوطني لطب الأطفال يوفر كل عام خدمات الرعاية للأطفال في أكثر من 20 دولة حول العالم بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة وتتيح تقنية التطبيب عن بعد المتطورة والخاصة بالأطفال للأطباء في واشنطن أن يتبادلوا المعلومات مع أكثر من 100 موقع شريك في 14 دولة.
وقارن المحاضر بين النظرة التقليدية للطب والنظرة الجديدة وذلك من خلال البدء في معالجة المشكلات الصحية للأطفال أولاً، متسائلا «كيف يمكن إحداث تغيير شامل في صحة الأطفال من خلال الاستفادة الصحيحة من الطب الوقائي والتكنولوجيا وعلم الوراثة خاصة أن هناك 830 ألف طفل في العالم يموتون بسبب المرض».
ونوه المحاضر إلى أن الطب الاستباقي هو أسلوب جديد في التفكير يقوم على الانطلاق من منظور صحة الطفل للوصول إلى إنسان بالغ يتمتع بصحة سليمة من خلال التفكير البعيد النظر في مجال الرعاية الصحية ورعاية الأطفال اليوم تؤدي إلى تحسين صحة الجميع في المستقبل والاستفادة من التقدم الذي تم إحرازه في المجال التكنولوجي وتقنيات الفحص.
واستعرض نيومان، العديد من الطرق لمعالجة المشكلات الصحية بل والقضاء عليها قبل ظهورها ومنها الفحص باستخدام عداد النبض أو مقياس التأكسج والذي تعتمده كل من هيئة الصحة - أبوظبي وشركة أبوظبي لتوفير الخدمات والرعاية الصحية (صحة) في أبوظبي للكشف عن العيوب الخلقية في القلب لدى الأطفال حديثي الولادة وهو ما ينقذ حياة الكثيرين.
وأوضح، أن طب الأمراض الوراثية سوف يسمح بالتدخل المبكر من أجل منع الاضطرابات التي تصيب البالغين مثل السمنة والنوع الثاني من مرض السكري والربو، مشيراً إلى أن طب الأمراض الوراثية سيساهم في تحديد المشكلات الصحية للبشر في المستقبل ومعالجتها بصورة استباقية.
وتحدث، عن علم التخلق وهو علم دراسة التغيرات الموروثة في تركيب ووظيفة الخلية أو العضو وفي وظيفة ومظهر الفرد ككل دون إحداث تغير في ترتيب لبنات المادة الجينية، وقال إن علم التخلق سوف يؤدي إلى تطوير أدوية أو وسائل علاجية جديدة تقضي على أمراض معينة وعن طب الأعصاب الجنيني الذي يسمح للأطباء بمعالجة المشكلات الصحية قبل الولادة.
ويعد المعهد أول مؤسسة متخصصة في طب الأطفال تطبق هذا النموذج للابتكار على مستوى العالم؛ ما جعل الإمارات أول دولة تطبق هذا النموذج، وأدت نتائج الأبحاث التي يقوم بها المعهد الى عدد من الاكتشافات الطبية الجديدة.
وقال نيومان، لقد دخل المعهد والمركز الوطني لطب الأطفال في شراكة مع هيئة صحة أبوظبي من أجل ايجاد طرق لتمكين المناطق الأخرى حول العالم من البدء في معالجة المشاكل الصحية لدى الأطفال والتي يتمتع المركز الوطني بخبرة واسعة في مجال معالجتها في واشنطن بما في ذلك ربو الأطفال وأمراض القلب الخلقية والسمنة والإعاقات التطورية ومرض السكري، وقد تم في فبراير/ شباط 2011 قيام المركز الوطني لطب الأطفال وهيئة صحة أبوظبي بإطلاق برنامج فحص لحديثي الولادة في أبوظبي للكشف عن أمراض القلب الخلقية المزرقة الخطيرة باستخدام مقياس التأكسج النبضي.
وأوضح، أن التقدم الذي تم إحرازه في معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال حول (مقياس الألم) وهو جهاز يقيس درجة الحساسية للألم الناجم عن الضغط من خلال وضعه على قدم الطفل، مضيفاً أن هدفنا يتمثل في جعل الجراحة أكثر دقة وأقل إيلاماً مع حصرها على مواضع معينة من الجسم.
وأكد، أن تأسيس معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في المركز الوطني لطب الأطفال في واشنطن جاء بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق رؤية مشتركة تتمثل في إحداث تقدم طبي ملحوظ وكبير من شأنه توفير نتائج جراحية أكثر أماناً وسلامة للأطفال في مختلف أنحاء العالم وقد تم فحص أكثر من 80 ألف طفل بجهاز (مقياس الألم) هذا.
وأوضح، أنه يوجد في الإمارات جهاز يكشف الأمراض المستقبلية التي قد تصيب الأطفال من أمراض للقلب والسكري وغيرها مما يتيح الفرصة على تشخيص الحالات المرضية ووضع العلاج المناسب لها.
وأكد كيرت نيومان، أن إنشاء معهد الشيخ زايد لجراحة الأطفال يمثل استثماراً رائعاً في المعرفة والأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى اختراعات طبية منقذة للحياة.
العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ