العدد 3630 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ

الكشَّافةُ صانِعةُ الرِّجالِ وفخرو أمَرَ بتشكيلِ أوَّل فِرقةٍ موسيقيةٍ لها

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (19)

وزير التربية علي فخرو أول من امر بتكوين فرقة موسيقية خاصة بكشافة البحرين وكان ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي
وزير التربية علي فخرو أول من امر بتكوين فرقة موسيقية خاصة بكشافة البحرين وكان ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، إلى طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية، بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ منصب مدير لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.

الوسط - عباس العالي

يتحوَّل محدثنا في هذه الحلقة إلى قسم الكشافة التي كانت أحد أقسام الإدارة، وكانت تشع بالعطاء والعمل الدؤوب طوال العام، وقد انخرط في الحركة الكشفية بالقاهرة؛ لأنه وجد فيها متعة حقيقية، تعلم الإنسان الاعتماد على النفس ومواجهة مصاعب الحياة بجدية، وهي تناسبه كشخص عصامي اعتمد على نفسه في تحقيق رغباته وتحقيق أمنياته، ولا يحب الاتكال على الأشخاص الآخرين في تحقيق طموحاته.

إلا أنه حسب ما يقول لم ينخرط في الكشافة عند نشأتها في خمسينيات القرن الماضي لارتباطه وحبه لشيء اسمه لعبة كرة السلة، وجاء القدر ليكون مسئولاً عنها من خلال إدارة التربية الرياضية، «ولكنني أحببت وآمنت بها بصورة أكبر حينما كنت رئيساً للوفد الرياضي المشارك في دورة الألعاب المدرسية في بيروت العام 1973 فقد كان العرف الرياضي أن يسكن اللاعبون في بيوت المدارس، أو بعض المدارس التي تعدُّ كسكنٍ خاصٍ للدورة، وهناك وجدتُ تذمُّراً من جميع اللاعبين وعلامات عدم الرضا على وجوههم إلا من 2 من اللاعبين، كانا يضحكان في مرح وسرور، وحينما سألتهما عن سبب عدم تذمرهما قالا: «نحن من الكشافة، متعودون على خشونة الحياة، والاعتماد على النفس في مواجهة مثل هذه المواقف الصعبة!» وتمنيت لو أن الجميع يكونون كالكشافة لنصنع رجالاً يتقبلون الواقع ويعملون على خدمة مجتمعهم.

ومن بين الذكريات الجميلة التي احتفظ بها عن عمل الكشافة كنَّا نقيم المخيم السنوي الذي يقام كل عام في عطلة منتصف السنة، ويلقى اهتماماً طيباً من الوزارة، وقد جرت أعراف الحركة الكشفية أن يكون وزير التربية والتعليم هو رئيس الحركة الكشفية، وكان الوزراء يحرصون دائماً على رعاية الحفل الختامي للمخيم الكشفي، وفي إحدى المرات التي كان فيها وزير التربية والتعليم علي فخرو يرعى الحفل الختامي، كانت تتساقط زخاتٌ من المطر التي لم تكن على احتفالنا، وكنا نستعين بفرقة وزارة الداخلية لعزف النشيد الوطني وبقية مقطوعات الحفل، وبعد أنْ بدأ الحفل بعزف مقاطع موسيقية من الفرقة الموسيقية، التفت الوزير لي وقال: «لماذا لا يكون للحركة الكشفية فرقة موسيقية خاصة بها؟!، فأنا أريد أن أشاهد العام المقبل فرقة موسيقية خاصة بكشافة البحرين».

وحينما عدنا للإدارة بعد أيام، تناقشنا في مقترح تشكيل فرقة موسيقية، لأن أمر تكوين فرقة موسيقية ليس بالأمر الهين البسيط ولأنه بحاجة إلى إمكانيات مالية وبشرية مولعة بذلك، وقد تحمس الأخ حسن المناعي من القسم للفكرة وأخذ على عاتقه الاتصال بوزارة الداخلية والاتفاق مع احد الأشخاص على تدريب عدد من الكشافة مقابل مبالغ مالية.

وبالفعل لم تمر شهور قليلة حتى أصبحت للحركة الكشفية الفرقة الموسيقية الخاصة بها، والمتمكنة من أداء المقطوعات الموسيقية وأداء النشيد الوطني في حفل ختام معسكر الكشافة الذي أقيم بعدها برعاية وزير التربية على فخرو والذي أبدى سعادة كبيرة بنجاحنا في عمل فرقة موسيقية خلال عام واحد. وكما عرفت بعد ذلك بأن الطلاب الذين شاركوا في هذه الفرقة عملوا بعد ذلك في وزارة الدفاع أو الداخلية في الفرق الموسيقية وفتحت لهم الوزارة أبواب الرزق الحلال، ويؤسفني أن اسمع الآن بأنَّ هذه الفرقة تبعثرت ولم يعد لها كيانٌ مثل السابق!

العدد 3630 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً