العدد 3630 - الثلثاء 14 أغسطس 2012م الموافق 26 رمضان 1433هـ

عبدالله بن خالد يدعو لتحقيق الوحدة ونبذ الخلافات والتخلص من العداوات والكراهية

نظمت وزارة العدل والشئون الإسلامية الاحتفال السنوي بليلة القدر المباركة، بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة وبحضور راعي الحفل، ووكيل الشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح وعدد من المسئولين والنواب وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ في مملكة البحرين.
وشهدت فقرات الحفل مجموعة من الكلمات لعدد من العلماء، إذ افتتح الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم بصوت القارئ ناصر البدري، ثم ألقى رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة كلمة أكد خلالها أننا نعيش أجواء رمضان الإيمانية ونفحاته القرآنية متنسمين رحمات الله تعالى في كل لحظة من لحظاته، متعرضين لبركاته في كل أوقاته، شاكرين الله تعالى على منِّه علينا بإدراك هذا الموسم العظيم من مواسم الخير والطاعات, إلا أننا في هذه الليلة المباركة وفي هذه الساعات الفريدة نعيش أجواء أعظم ليلة ونتعرض لنفحات أسمى الأزمنة وأشرفها ألا وهي ليلة القدر الشريفة المباركة.

وقال: حري بنا كأفراد وكأمة أن نتوقف وقفة طويلة أمام جلال وهيبة هذه الليلة المباركة التي كان رسول الله (ص) ينتظرها من العام إلى العام بل كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان تحرياً لها وهو نبي مرسل وقائد ملهم, بل إنه كان يحث ويوصي ويدعو ويحفز الناس لتحريها واغتنام بركتها محذراً من فواتها وتضييعها بالأقوال أو الأفعال قائلاً: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وتابع قائلاً: "إن ليلة القدر التي تعدل ألف شهر من عمر البشرية وتوزن الأعمال الصالحة فيها بميزان الله تعالى الكريم الجواد؛ منحة للبشرية كلها فهي ليلة الأمن والسلام, ليلة الرحمة العامة تنادي المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها أن هلموا إلى ربكم وحققوا وحدتكم وانبذوا خلافاتكم وتخلصوا من العداوات والأحقاد والكراهية وسائر المنغصات؛ فإن أجابوا النداء أفاضت عليهم البركات والرحمات وإن تولوا مدبرين رفعت الليلة ببركاتها ورحماتها وحرمت الأمة خيرها".
ودعا الأمة إلى الاستيقاظ واغتنام ليلة مباركة أهداها الله من فوق سبع سموات، والإخلاص لله وتحقيق عبوديته، والتوحد على الحق والعدل والسلام وتناسي الخلافات والنظر إلى المستقبل متفائلين بوعد الله, وقال: لا تختلفوا فتختلف قلوبكم: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" (46: الأنفال) كونوا عباد الله إخواناً وحققوا قول الله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة" (10: الحجرات) وقول نبيه ومصطفاه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" فليس في عمر الإنسان ولا في حياة الأمم وقت للنزاع والخصام.
بعد ذلك، ألقى وكيل محكمة الاستئناف العليا الشرعية السنية فضيلة الشيخ إبراهيم المريخي كلمته بهذه المناسبة، حيث أكد خلالها أن السعيد الذي يجب علينا تهنئته هو المقبول في هذه الليلة، وأن المطرود والغافل فنعزيه والعياذ بالله، فهنيئاً لمن قام هذه الليالي وتعرض لمرضاة الله سبحانه وتعالى، ويا حسرةً على من حرم أجرها ولم تحركه بركاتها، فيا من فرطت فيها، إلى متى وأنت غافل عن تلك الليالي، فبادر وسارع فلا تدري كم تعيش، ولا تدري هل تدرك قابل، فإن هذه الليلة الكريمة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى تكرمةً له، وبهذا الكرم لرسول الله (ص) أكرمت هذه الأمة، فقد جاءت ليلة القدر عوضاً عن أعمار أمة محمد (ع) القصيرة مقارنةً بالأمم السابقة، وهي خير من ألف شهر، فاغتنموا فرصة تطويل أعماركم بالحرص على إدراك ليلة القدر، فهنيئا للقلوب الصافية ومن سعى برجليه إلى سبيل الله.
وأضاف أن "كل تلك القلوب التي توجهت إلى الله عز وجل حق على الله أن يرضيها في تلك الليلة، فيا أمة رسول الله (ص) عليكم بقيام هذه الليلة إيماناً واحتساباً، فإنه من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقد أعطاكم ربكم يا أمة محمد في هذه الليلة ما لم يعطه أحداً من قبلكم، ففي مثل هذه الليلة تتنزل الملائكة وعلى رأسهم سيدنا جبريل (ع) يسلمون على كل المؤمنين، فاحرصوا يرعاكم الله على كل بر وخير وأكثروا من الدعاء.
ثم تفضل وكيل محكمة الاستئناف العليا الشرعية الجعفرية سماحة الشيخ ناصر العصفور بإلقاء كلمته، حيث أشار إلى معنى الآية الكريمة: "ليلةُ القدر وما أدراك ما ليلة القدر"، وبين أنه ليس هناك أروع تعبير ولا تسمية ولا أدلَّ على قيمة وعظمة هذه الليلة من هذه التسمية، وهذا التعبير "القدر" إما بمعنى المنزلة والخطر والشأن، أي سُمّيت ليلة القدر لأهمّيتها ومنزلتها، وشرفها، فهي ليلة النور والخير والبركة، وليلة العبادة والدعاء والطاعة والعمل الصالح، أو لأنها ليلة جليلة القدر، باعتبار أن الله تعالى قد أنزل فيها كتاباً عظيما ذا قدر، على نبي ذي قدر، لأجل أمة ذات قدر على يد مَلكٍ ذي قدر، ولأن الذي يُحييها أيضاً يكون عند الله ذا قدر عظيم.
أو لأنها ليلةٌ تَضيق فيها الأرض من كثَرة الملائكة التي تهبط إلى الدنيا تكتب وتسجل أعمال العباد وطاعاتهم كما قال الله "تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر" (4: القدر) فالقدر على هذا المعنى يكون من باب قَدرَ أي ضَيّق كما في قوله تعالى "قدَر عليه رزقَه" أي ضَيّق عليه رزقه.
وأوضح قائلاً: "طبيعي أننا لا ندرك كل أبعاد هذه الليلة المباركة نظرا إلى محدودية قدراتنا وإدراكاتنا لكننا نفهم عظمة هذه الليلة من خلال ما جاءنا من الوحي ومن السنة المطهرة في بيان شرفها ومقامها وخصائصها، وبالتالي يحرص المسلم على اغتنامها وإحيائها بالذكر والدعاء والصلاة والصدقة وقراءة القرآن, وكما قالت الزهراء البتول (ع) "محروم من حُرم خيرها".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:25 ص

      من يخلق العداوة ؟

      ذلك التابع للمنبر المعادي للإسلام والمسلمين والذي يقف عليه بعض أعداء الإسلام والعروبة ليقوموا بسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين والعجيب أنك تسمع الحاضرين في ذلك المحفل يهللون ويكبرون تشجيعا لذلك العدو لبث سمومه بينهم .ألم تجلسوا يوما مع النفس وتحاسبوها ؟ إجلسوا هدانا الله جميعا إلى الصراط المستقيم والسلام عليكم .

    • زائر 3 | 9:46 ص

      يا سلام ، هالكلام مقيول من سنيييييين

      بس الكل يعرف انه الدعوه لتحقيق الوحدة ونبذ الخلافات والتخلص من العداوات والكراهية ، سماحة آية الله عيسى احمد قاسم كان سباق بالحديث إليه ، ولم تكن هنالك آذان صاغيه من الطرف الاخر ، وكان يشيد له في معظم خطبه ، الحين الكلام صار بالبنط واللون الاحمر العريض ، عجييييييب هزمان

    • زائر 2 | 9:21 ص

      عيالنا عاطلين .......

      جل ما يطمجون له وظيفه يسترزقون منها و من خلالها يساهمون في خدمة وطنهم , فقد بداء اليأس يدخل في نفوسهم و ااصبحوا كا القنبله الموقوته و اخذت تصرفاتهم تميل للعنف .. فهل يصح ان يمل الاجنبي و يسرح و يمرح و يعربد و المواطن عاطل ؟؟ هذا ما نريد ...

    • زائر 1 | 9:15 ص

      عقب وا

      ?!!

اقرأ ايضاً