العدد 3631 - الأربعاء 15 أغسطس 2012م الموافق 27 رمضان 1433هـ

استمرار العنف في سوريا غداة تعليق عضويتها في منظمة التعاون الاسلامي

استمرت عمليات القصف والاشتباكات في سوريا اليوم الخميس (16 أغسطس / آب 2012) غداة تعليق عضوية دمشق في منظمة التعاون الاسلامي بينما حذرت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس من ان اكثر من مليون لاجئ سوري هم اليوم في حالة انسانية مزرية.
وفي الوقت نفسه يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا اليوم لينهي رسميا مهمة بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا وسط انقسامات حادة بين القوى الكبرى حول النزاع في هذا البلد.
ودعا وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي الخميس بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الاسد التي تزور الصين الى تطبيق وقف اطلاق نار والقبول بوساطة دولية لوقف العنف الذي تشهده البلاد.
ميدانيا، قتل 34 شخصا في سوريا بينهم 26 مدنيا الخميس غداة يوم دام شهد مقتل 172 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة بينهم 35 على الاقل في قصف جوي للجيش السوري على مدينة اعزاز في ريف حلب قرب الحدود التركية، كما افاد المرصد السوري.
وما زالت حلب تشهد قصفا واشتباكات تدور منذ اسابيع بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين للسيطرة على هذه المدينة الواقعة في شمال سوريا، بحسب المرصد.
وقال المرصد في بيان صباح الخميس ان ستة مواطنين بينهم طفلان وامرأة قتلوا في قصف في حي الشعار شرق المدينة، بينما قتل عشرة اشخاص على الاقل في قصف على حي قاضي عسكر شرق المدينة ايضا.
واشار الى ان عدد الضحايا "مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بعضهم بحالة خطرة".
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان القصف على حي قاضي عسكر اصاب "تجمع مواطنين امام فرن اثناء انتظارهم للحصول على الخبز" وبين القتلى "العديد من الاطفال والرجال المسنين".
وارفقت الهيئة خبرها بشريط فيديو عن القصف يظهر جثثا في الطريق تسبح في برك من الدماء، ويصعب تبين وجوه اصحابها.
وطال القصف فجر الخميس احياء الفردوس والصاخور والسكري والانصاري وطريق الباب، وكلها في شرق العاصمة.
ووقعت اشتباكات في محيط دوار الجندول القريب من وسط المدينة، اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد.
وفي الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات في حيي صلاح الدين (جنوب غرب) وسيف الدولة (غرب) اللذين دخلتهما القوات النظامية، ويشهدان معارك كر وفر وحرب شوارع بين الطرفين.
من جهة ثانية، تعرضت مدينة التل في ريف دمشق لقصف من القوات النظامية السورية التي دخلت مناطق فيها الخميس بعد ايام من القصف والاشتباكات، حسب المرصد.
وعثر على خمسة سائقين قتلوا فجرا على ايدي مجهولين في صحنايا في ريف دمشق حيث تعرض حيا العسالي والتضامن (جنوب) لقصف من القوات النظامية تسبب بسقوط جرحى.
كما سقطت قذائف على البساتين المحيطة بحي المزة (غرب) الذي شهد الاربعاء اشتباكات عنيفة تسببت بسقوط عشرة قتلى.
ورغم سيطرة القوات النظامية على مجمل احياء العاصمة، تتكرر المواجهات بينها وبين مجموعات مسلحة معارضة في بعض الازقة والشوارع.
وتحدث المرصد عن مقتل ثلاثة اشخاص في دير الزور شرق البلاد ايضا.
من جهة اخرى، حررت القوات السورية فجر الخميس فريق تلفزيون "الاخبارية السورية" الذي كان خطف على ايدي مسلحين قبل بضعة ايام في ريف دمشق، في "عملية نوعية"، بحسب ما اعلن الاعلام الرسمي السوري.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان القوات النظامية دخلت مناطق في مدينة التل، مشيرا الى "الافراج عن فريق الاخبارية السورية بعد اقتحام المكان الذي كانوا محتجزين فيه في المدينة".
ومع استمرار العنف، اعلنت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس في ختام زيارة لسوريا ان اكثر من مليون لاجئ سوري يعانون من "فقر مدقع" ويحتاجون الى مساعدات عاجلة.
وقالت آموس في مؤتمر صحافي في ختام زيارة الى دمشق انه "تم تهجير اكثر من مليون شخص من ديارهم وهم يواجهون فقرا مدقعا"، مشيرة الى احتمال وجود "اكثر من مليون شخص اضافي لديهم احتياجات انسانية عاجلة نظرا لاتساع تأثير الأزمة على الاقتصاد وعلى معيشة الناس".
واكدت انها "ستستمر بالضغط على الحكومة للسماح بزيادة عدد العاملين بالمساعدات والمنظمات".
وجاءت هذه التطورات بعيد اعلان الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي فجر الخميس تعليق عضوية سوريا من المنظمة في خطوة لها رمزية تهدف الى عزل النظام السوري لقمعه منذ 17 شهرا الاحتجاجات في البلاد.
وتبنت المنظمة القرار في قمة عقدتها في مكة المكرمة بدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله الذي يعتبر من ابرز داعمي الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ودانت القرار ايران الحليفة الاساسية للنظام السوري والدولة الوحيدة التي رفضته علنا بين الاعضاء ال57 في المنظمة التي تمثل مليارا ونصف مليار مسلم حول العالم.
واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ووزير الخارجية علي اكبر صالحي، ان القرار "يتعارض تماما مع ميثاق المنظمة".
وبعيد عودته الى طهران اثر مشاركته في القمة الاسلامية في مكة المكرمة، قال احمدي نجاد ان القرار "خطوة سياسية"
من جهة اخرى، يعقد مجلس الامن الدولي اليوم اجتماعا ليعلن رسميا انتهاء مهمة مراقبيه في سوريا بينما يسعى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لاقناع الجزائري الاخضر الابراهيمي بقبول تعيينه موفدا دوليا خاصا لسوريا.
وتنتهي مهمة المراقبين في سوريا منتصف ليل الاحد الاثنين. وقال دبلوماسيون ان الانقسام بين القوى الكبرى يعني انه ليس هناك اي امل في التمديد لعمل البعثة.
واوضح دبلوماسيون انه في احسن الاحوال، قد تتفق الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن على الابقاء على مكتب سياسي للاتصال في دمشق لدعم جهود الوسيط الدولي المقبل الذي سيخلف كوفي انان.
وذكر دبلوماسيون ان الابراهيمي، وزير الخارجية الجزائري الاسبق الذي عمل موفدا للامم المتحدة في مناطق عدة ابرزها العراق وافغانستان، يريد دعما من مجلس الامن، وخصوصا من الدول الكبرى للقبول بهذه المهمة.
واكد بان كي مون الاربعاء انه لا يعرف من سيحل محل انان. وقال "اقوم حاليا بالبحث عن خليفة له وعندما اصبح جاهزا ساعلن ذلك بالتأكيد في اسرع وقت ممكن".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 9:53 ص

      الى متى

      سوريا الى متى هذا العنف .

      لاحول و لاقوة الا با الله .

      يابشار قوم خلاص تنحى مايبونك .

      القلب يعتصر على سوريا .

      الله يفرج عنهم.

      اللهم صلي على محمد وال محمد

    • زائر 1 | 9:12 ص

      الله معهم

      الله معهم الشعب والجيش الحر وان تخلو عنهم العالم فأن الله يكون معهم

اقرأ ايضاً