العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

هذه أسباب هبوط الأهلي ولست «راعي مشاكل» مع اللاعبين

«الوسط الرياضي» يستضيف المدرب الوطني جاسم محمد

مازلنا نعيش أجواء شهر رمضان المبارك والذي نطل من خلاله عليكم بسلسلة من الحوارات واللقاءات الرمضانية مع الرياضيين من شخصيات وإداريين ومدربين ونجوم في الرياضة البحرينية، ونسلط عبرها الضوء على جوانب مختلفة سواء في الجوانب الرياضية أو في حياتهم العامة وخصوصاً فيما يتعلق بشئون الشهر الكريم الذي يعتبر حالة خاصة في حياة كل إنسان.

سيكون ضيفنا في عدد اليوم المدرب الوطني جاسم محمد، إذ سنبحر معه في العديد من الأمور وخصوصاً المتعلقة بهبوط الفريق الأهلاوي لدوري الدرجة الثانية مع ختام الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخ النادي، وصحيح أن الهبوط مر عليه فترة ولكن ليس هنالك مانعٌ من الحديث عنه، بالذات كونه شيئا تاريخيا كما ذكرنا، ويحصل للمرة الأولى، وربما الحديث عنه بهدوء الآن سيؤتي بثماره في إعادة الفريق لوضعه الطبيعي، وإليكم الحوار كاملاً:

أسباب الهبوط

ما هو السبب الرئيسي وراء الهبوط التاريخي للفريق الأهلاوي؟

- ربما يكون الحديث متشعباً عن هذا الأمر، كون هنالك العديد والكثير من الأسباب التي أدت في النهاية لهذا الهبوط المرير، وليس سببا واحدا فقط، وفي طليعة هذه الأسباب الغياب الكبير لعدد لا يستهان به دفعة واحدة قبل وأثناء الموسم، إذ إن الفريق الأهلاوي خسر لاعبين كبارا وأي فريق بإمكانه أن يتأثر لذلك، إضافة إلى أن هنالك لاعبين لم نستفد منهم بشكل كامل لظروف الإصابات مثل ضياء سلمان وحسن إسحاق وعبدالله زليخ وهؤلاء لاعبون مؤثرون، وفي الدفاع مثلاً كان الفريق بالموسم قبل الماضي مستقراً بوجود قلبي الدفاع حبيب نصيف واللاعب المحترف، ثم تغير الوضع بالموسم الماضي، ولم يتوفر البديل المناسب والجاهز في الفريق وهو ما وضع الجهاز الفني في حيرة وربكة ولم يكن بمقدور أحد يقود الفريق أن يجعله في وضعية أفضل والدليل على ذلك أن الأهلي قاده في البداية المدرب فهد المخرق ثم عدنان إبراهيم لفترة وبعدها أنا، وبالنسبة للمحترفين أيضاً كانت مشكلة، وهي مشكلة خلفها البرازيلي دييغو، إذ انه كان لاعباً مميزاً للغاية وساهم في وصول الفريق لمراحل متقدمة الموسم قبل الماضي، وبالتالي فإن أي لاعب يأتي بعده سيسبب للفريق مشكلة إذا كان أقل من إمكانات ذلك البرازيلي، وبصراحة اللاعبين المحليين لم تكن لديهم ثقة في اللاعبين الأجانب الذين لم يتمكنوا من وضع الفريق على عاتقهم مثلما فعل دييغو، ومع كل هذه الظروف السيئة نحن وصلنا لمرحلة كنا قادرين فيها على البقاء بعد أن تغلبنا على المالكية ذهاباً في الملحق، ولكن مباراة الرد حملت مأساة الهبوط!.

سبقتني لذلك، ماذا حصل في أيام قليلة وخسرتم الإياب أمام المالكية بعد فوزكم ذهاباً؟

- الفريق في مباراة الرد كان في وضع غير طبيعي والكل استغرب من ذلك، فمن المفترض أن نكون أفضل لكن ما حصل هو العكس، الفريق دخل المباراة بارتباك شديد، ولذلك تلقى 3 أهداف في الشوط الأول فقط وبطريقة غريبة لا يمكن أن أصفها، فالتحضير كان جيداً، وحتى لو لم يكن ذلك موجوداً، فاللاعبين منتشين من الفوز الأول وكان يجب أن يكونوا في وضعية نفسية تسمح لهم بتقديم أفضل مستوى ولكن...!، والتشكيلة والطريقة التي لعبنا بهما كانتا الأفضل.

هل هناك أسباب نفسية وإدارية وراء الهبوط؟

- كما ذكرت في البداية، هنالك الكثير والعديد من الأسباب والموضوع ربما يتشعب، الكل اجتهد وأخطأ، وحتى جاسم محمد أيضاً أخطأ، وهذا يعيدنا للمربع الأول، أخطاء متشابكة وأسباب كثيرة وفي النهاية السبب الهبوط، ولكن أنا أشير إلى نقطة وهي في أي فريق في العالم، فاللاعبون بوسط الملعب هم بيدهم تحريك أو فعل أي شيء، حتى لو كانت هنالك أحياناً أخطاء من الخارج، فاللاعب يجب ألا يلتفت لها، ومثلاً أحياناً تكون التهيئة من الخارج متميزة جداً واللاعب في الملعب لا يؤدي ما عليه وهذا يحصل كثيراً.

التعامل مع اللاعبين

البعض يتهمك بأنك أحد الأسباب الرئيسية بسبب تعاملك مع اللاعبين أحياناً والذي لم يلق ترحيبهم، ما هو ردك؟

- لا أرى ان طريقة التعامل من قبلي سبباً في الهبوط، فأنا أتعامل مع جميع اللاعبين سواسية ومن دون أي تفرقة بين أي منهم، ولكل لاعب حقوق وعليه واجبات، وحتى المدرب كذلك له حقوق وعليه واجبات، وأنا لا أرى أنني قد فرقت بين اللاعبين، أو ظلمت أي لاعب، وما أراه صحيحاً أطبقه من دون تفرقة، وأي لاعب سيقصر في مهامه سأتحدث معه بالتأكيد، ونحن مررنا سابقاً عندما كنا لاعبين بتجارب مع مدربين أجانب كانوا يصلون معنا لحد الشتم من دون أن يتكلم أحد، لا بل بعض الجماهير والقريبين يقولون (نعم ما يصلح ليهم إلا جذي)!، ولم نكن نتذمر أو نفعل شيئا، والآن نحن لم نصل لهذا المستوى مع لاعبينا إطلاقاً!.

ولكن حصلت مشاكل مع لاعبين مهمين، نطرح مثالاً المشكلة في منتصف الموسم بينك وبين اللاعب محمود عباس، ما هو تعليقك؟

- لم تكن هنالك مشكلة بيني وبين محمود عباس، وربما انتشر بعض الحديث وكذلك كانت هنالك اتهامات لي شخصياً وهي غير صحيحة، وأنا لم أرد التحدث عن هذا الموضوع الذي مرت عليه فترة طويلة، ولكن التوضيح أمر هام، وما حصل مع اللاعب لا يصل لأن يُسمى مشكلة، ولا يصل أبداً لأن يبتعد اللاعب عن الفريق، والموضوع كان يجب حله في حينها، وأنا هنا لا أقصد أن أضع أحداً في موقف الخطأ ولكن أكرر أن الموضوع كان يجب أن يُحل، وهو لا يتعدى فقط استفساراً عن سبب الانتظام في التدريبات، وحتى لو المدرب طلب من اللاعب الراحة قليلاً من دون أن يتدرب، فلا يجب أن تصل الأمور لهذا الحد، واللاعب كان منتظماً مع الفريق في البداية ونحن كجهاز فني وقفنا معه ووصل لتقلد (شارة القيادة) في منتصف الدوري، وكنا نشجعه دائماً وهو بمثابة الأخ لي، ولا توجد بيني وبينه أي مشكلة.

كيف يعود الأهلي؟

الآن الكُل سلَّم بالأمر، والفريق هبط للدرجة الثانية، ومن خلال معايشتك له، كيف يمكن أن يعود لدوري الكبار؟

- الفريق يجب أن يتم تدعيمه بأي طريقة، ومن خلال مجموعة متميزة من اللاعبين، وهو يُعاني كثيراً من نقص الإمكانات البشرية، ونحن نشاهد حتى الفُرق الكبيرة الأخرى كالرفاع والمحرق، على الرغم من أنها تُحقق بطولات إلا أنها مازالت تُدعم صفوفها بأفضل اللاعبين، فما بالكم بالأهلي الذي هبط للدرجة الثانية، ولذلك فهذا الأمر الأهم الذي يجب العمل عليه الآن كي يعود الفريق، وكذلك لابد من تصحيح كل الأخطاء التي حصلت بالموسم الماضي كي لا تتكرر الأمور نفسها، وأنا أيضاً ضد من يقول إن الفريق لو لم يصعد الموسم المقبل فإنه سيبقى كثيراً في الدرجة الثانية بسبب الضغوط والأمور النفسية، فالأهلي كبير ومكانه بين الكبار إن شاء الله.

شهر الرحمة

لننتقل للمحور الثاني، ماذا يعني لك شهر رمضان المبارك؟

- بالتأكيد هو شهر زيادة العبادة والمغفرة والرحمة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأنا هذا العام الوضع مختلف عندي، كوني غير مرتبط بأي نادٍ، وبالتالي فإن التفرغ يكون أكبر.

بما أنك رياضي، فهل تُفضل ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان؟

- الرياضة يجب ألا تنقطع لأي سبب من الأسباب، ونحن في المسابقات الرسمية نسير وفق تاريخ ميلادي وليس وفق الهجري، ويجب أن نتعايش مع هذا الوضع، فهذه السنة مثلاً في رمضان الفرق بدأت الفرق في الإعداد، ومن الممكن السنة القادمة لا يكون أي ارتباط، وبعدها بسنوات سيكون رمضان في (عز المنافسة)، ولذلك يجب أن نتعايش مع هذا الواقع.

هل تتذكر بعض المواقف الرياضية التي حصلت لك في هذا الشهر الكريم؟

- ضحك ثم قال، حصل لي موقف لن أنساه في العام 95 تقريباً، إذ كنا نلعب مباراة في رمضان ضد المنامة وانتهى الشوط الأول سلبياً، وبين الشوطين احتجت لدورة المياه، وعندما انتهيت كان اللاعبون قد عادوا للملعب وأردت الخروج لكن وجدت غرفة التبديل مقفلة وأنا بالداخل، وبقيت أصرخ من دون أن يسمعني أحد، وسمعت صوت صافرة الحكم، أي أن الشوط الثاني بدأ، وبعد انتظار جاء أحد العمال مسرعاً وفتح الباب، وركضت للملعب، ومن أول لمسة سجلت الهدف الأول، وبعدها بقليل أحرزت الهدف الثاني، وفزنا على ما أعتقد في تلك المباراة 4/1!، وأيضاً أتذكر خسارتنا من الوحدة (النجمة حالياً) في نهائي كأس الأمير بهدف علي بوشقر، ومن دون التقليل من شأن الخصم، إلا أنا دخلنا المباراة باستهتار على اعتبار أفضليتنا فخسرنا، على رغم أن الوحدة أكمل المباراة بتسعة لاعبين فقط!.

جاسم محمد هل من كلمة أخيرة؟

- أتمنى أن يكون الجميع قد استفاد من بركة هذا الشهر الفضيل، وأتمنى أن يعود علينا شهر رمضان القادم بحالٍ أفضل من هذا الحال، وشكراً لكم في «الوسط الرياضي» على هذا اللقاء.

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً