العدد 3636 - الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ

«السوق» يعترف بمن يملك الدولار واليورو... و«الآسيوي» كنز مفقود

أنديتنا لم تستفد من قاعدة «3+1» للتعاقد مع لاعبين آسيويين

جاء قرار اتحاد الكرة قبل موسمين بزيادة عدد اللاعبين المحترفين لكل ناد ورفعه ليكون 4 لاعبين وفق قاعدة «3 1» التي طبقها ونفذها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في بطولاته في إطار الاهتمام باللاعب الآسيوي ومحاولة استفادته على المستوى القاري.

اللاعب الآسيوي ربما يعتبر كنزا مفقودا في مسابقاتنا وأنديتنا وخصوصا مع لجوئها إلى واعتمادها على قاعدة «رخيص وقوي» في ظل العوائق المالية التي تعيشها الأندية وافتقادها إلى الموازنات والدعم الحقيقي الذي من خلاله الحصول على التمويل الذاتي.

وبنظرة أولية على المستوى الإقليمي في أنديتنا الشقيقة بالمنطقة سنرى مدى الفارق الذي يفصلنا على دول الأشقاء في كل من: الإمارات والسعودية وقطر، فالأندية القطرية تتجه للتعاقد مع لاعبين نجوم ومعروفين على المستوى العالمي ويملكون من الخبرة الشيء الكثير في ملاعب أوروبا وغيرها من الدول، فيما تتجه الأندية السعودية إلى الحصول على لاعبين محترفين يفوقون بقدراتهم ومستوياتهم لاعبيها المحليين، وأما الأندية الإماراتية فحدث ولا حرج ولا تختلف عن أشقائهم في قطر والسعودية.

أما على صعيد الأندية الكويتية فإنهم أيضا بدأوا ولو بصورة أقل بالتعاقد مع لاعبين محترفين معروفين على المستوى القاري أو الإقليمي أو على مستوى النطاق العربي بعد أن وضع القائمون والمسئولون عن الأندية ميزانيات جيدة تفوق ميزانية اي ناد لدينا، لتبقى أنديتنا إلى جانب الأندية العمانية الشقيقة وحدهم يصارعون في سوق لا يعترف إلا بالدولار واليورو.

صفقة عمر كشفت الفارق

ما حدث في الأيام الأخيرة وتحديدا في قضية تعاقد اللاعب الدولي عبدالله عمر وانتقاله لخوض تجربة احترافية مع النادي الأهلي القطري بعد أن كان قريبا من العودة لناديه الأم المحرق يكشف لنا القدرة الشرائية والمالية للأندية الخليجية في حين يكشف ذلك مدى الصعوبات التي تعترض الأندية البحرينية وخصوصا أن المحرق يعتبر واحدا من أفضل أندية الكرة البحرينية على الصعيد المالي، وبهذه القضية لا يمكن مقارنة أنديتنا بغيرها من الدول الخليجية في ظل الفوارق المالية الرهيبة التي تملكها.

مبالغ خيالية

المبالغ الخيالية التي تتعاقد بها الأندية الخليجية مع اللاعبين المعروفين عالميا وأوروبيا تعتبر بمثابة المبالغ الخيالية لأنديتنا بل انها تشكل ميزانيات خاصة لأي ناد يمكن على مدى سنوات، وعلى سبيل المثال لا الحصر جاء تعاقد الهلال السعودي مع اللاعب السويدي الدولي كريستيان ويلهامسون بمبلغ يصل إلى 9 ملايين يورو، وهناك صفقة السد القطري مع الاسباني العالمي «ملك مدريد» راؤول غونزاليس، في حين جاء تعاقد الريان القطري مع البرازيلي نيلمار من أفضل وأحسن الصفقات لما يحمله هذا اللاعب من قيمة فنية عالية.

واتجهت غالبية الدول الخليجية في تعاقداتها مع اللاعبين الآسيويين ناحية الشرق بالتعاقدات مع لاعبين كوريين أو يابانيين، وغزا لاعبو الشرق الدوري القطري وكذلك الإماراتي والسعودي، وعلى رغم الكلفة العالية لهؤلاء النجوم إلا أن الأندية الخليجية تبحث عن اللاعب القادر على وضع بصمته والاستفادة منه بصورة أفضل لمقارعة الأندية الآسيوية في البطولات القارية.

أنديتنا لم تستفد من تعاقداتها

منذ تطبيق قاعدة «3 1» للتعاقد مع اللاعب الآسيوي لم تتمكن أنديتنا من الاستفادة من هذا القرار إلا في حالات محدودة وبصورة قليلة، فالمحرق بقدرته المالية في الموسم الماضي تعاقد مع لاعبين دوليين أردنيين هما محمد مصطفى ومواطنه سليمان السلمان، والأخير لم يتمكن من فرض نفسه على التشكيلة المحرقاوية وبقي غالبية المباريات على دكة البدلاء في ظل تواجد لاعبين أفضل منه من وجهة نظر المدرب عيسى السعدون.

أما الرفاع فإنه استقطب لاعبا سورية هو مرديكيان وبحسب المعطيات فإن مسألة نجاحه والاستفادة منه كانت متأرجحة من مباراة إلى أخرى إلا أن المحصلة النهائية ربما كانت تتجه إلى السلبية وخصوصا أنه بصماته الفنية على أداء الفريق لم تكن واضحة، وربما يكون لعامل الخبرة والعمر الصغير لهذا اللاعب سبب في عدم ظهوره بالصورة المطلوبة.

ولم تختلف الصورة في صفوف البسيتين، إذ جاء التعاقد مع اللاعب السوري نضال الجنيدي ليكون علامة فارقة في مسيرة ومشوار الفريق وليشكل ثنائيا جيدا مع البرازيلي فابيو، إلا أن الجنيدي خيب الظن ولم يظهر بالشكل المطلوب، بالإضافة إلى الإصابات المتكررة التي تعرض لها ليحرم فريقه من الاستفادة من خدماته.

وجاء تعاقد نادي الحد مع المهاجم السوري ياسر نجم شاهين بصورة دراماتيكية بعد أن وجد الفريق نفسه أمام مأزق بهروب النيجيري عبدالحفيظ عبدالسلام وحزم حقائبه منتصف الموسم متجها لقطر، ولم يقدم شاهين الانطباع الجيد على رغم محاولاته المستمرة في المباريات التي خاضها ولكنه بقي بعيدا عن الأنظار.

وجاء تعاقد النجمة مع اليمني سالم موسى نظرا لمعرفته المسبقة بمستواه الفني في ظل حاجة الفريق لتدعيم صفوفه بلاعبين بعد مستويات ونتائج سيئة، بالإضافة إلى معرفة سالم بالأجواء البحرينية، وظهر سالم موسى بمستوى فني متباين ومتفاوت بين الجيد والمتوسط، وجاء تعاقد البحرين مع اللاعب اللبناني علي ناصر الدين كواحدة من الصفقات الخاسرة التي لم يستفد منها الفريق الأخضر وخصوصا أنه لم يكمل موسمه وغادر في صمت بعد إصابته «الغامضة».

أسوأ صفقة أهلاوية

ويمكن أن نطلق على صفقة انتقال اللاعب الأردني محمد عبدالحليم إلى صفوف النادي الأهلي أنها أسوأ صفقة انتقال وخصوصا مع المستوى الفني السيئ الذي ظهر عليه اللاعب ولم يتمكن من فرض نفسه على خريطة وتشكيلة الفريق، بل انه بقي على دكة بدلاء اللاعبين في أحلك وأسوأ الظروف التي كان يمر بها الأهلي، وربما حسنته الوحيدة هي تسجيله بضعة أهداف لم ترو ظمأ وعطش الأهلاويين، وكذا الحال مع الرفاع الشرقي الذي لم ينجح في اختباراته مع لاعبيه المحترفين ليكون مصيره الهبوط إلى دوري الظل للمرة الثانية في 3 مواسم.

ما هي أسس ومعايير الاختيار

تتعدد الأساليب التي تختارها الأندية المحلية في تعاقداتها مع اللاعبين المحترفين، فمنها ما هو يعتمد على معرفتها باللاعب عبر المعلومات الواردة عنه سواء عبر السيرة الذاتية أو مشاهد مقتطعة له عن طريق الفيديو وغيرها، أو من خلال مشاهدته في مباريات مباشرة، أو عن طريق التجربة المباشرة.

وبكل تأكيد فإن العامل الأبرز الذي يجب أن يكون على أساسه تم اختيار اللاعب هو الجانب الفني ورأي المدرب واحتياجه لقدرته وإمكاناته الذاتية والفردية، ولكن ما نشاهده في بعض تعاقدات الأندية المحلية هو تحديد اللاعب المحترف والتعاقد معه يأتي غالبا قبل التعاقد مع المدرب أو قبل البدء عمليا في فترة الإعداد، وهي نقطة ربما يكون لها عواقب ونتائج ترتد سلبا على الجوانب الفنية وبالتالي عدم استفادة الفريق فنيا من اللاعب.

وعلى هذا الأساس فمن الواجب على أنديتنا تحديد أسس ومعايير خاصة لتعاقداتها مع اللاعبين المحترفين، وهناك أكثر من طريقة لتحديدها سواء عن طريق الجهاز الفني ومدرب الفريق، أو عن طريق تشكيل لجنة فنية تضم في عضويتها أهل الخبرة والاختصاص، ومن مهامها تحديد النواقص والشواغر في صفوف الفريق، بالإضافة إلى تحديد القدرات والإمكانات التي يتمتع بها اللاعب من أجل توظيفها لخدمة الأسلوب الفني والطريقة التي سيعتمدها المدرب في إدارته للفريق وطريقته في استثمار ما يملكه هذا اللاعب أو ذاك وصولا للحصول على القيمة الفنية باستكمال النقص الذي يشكو منه الفريق.

العدد 3636 - الإثنين 20 أغسطس 2012م الموافق 02 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:35 ص

      محترفين دورينا مثل البطيخ

      الشئ الملفن للنظر في محترفي الدوري بأن أنت وحظك أحيانا يكونة أحمر وحلو وأحيانا يكون ابيض وماصخ ، فهل نطلق عليه دوري محترفين ؟؟؟ واذا ما ظهر محترف بمستوي جيد نوع ما تكابلت عليه الانديةوأغرته بالمال ، ونحن شاهدنا هذا منذ عدة مواسم ، فأين المحترفين المتميزين ، فمثلا جيسي جون وفتاي كان متميزان مع الاهلي ولكن لاحقته الاندية الاخرى وكذلك ريكو ، فزادو من سعرهما دون دراسة حتى وصل بهم الاستهتار دون مبالاة في ظل عدم المحاسبة والعقاب والخصم من رواتبهم ، مما اهدرت عليهم ميزانية دون فائدة .

اقرأ ايضاً