العدد 3637 - الثلثاء 21 أغسطس 2012م الموافق 03 شوال 1433هـ

إن لم يكن الحوار يعجبكم...فقدموا البديل

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

للواقع البحريني الحالي، والمشهد السياسي القاتم، والأحداث التي جرت منذ فبراير/ شباط 2011 وما تبعها من مجريات حتى الساعة، لا توجد قراءة واحدة، ولا يوجد تحليل مرجعي ثابت -بما في ذلك تقرير اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق الذي أُعد من خلال فريق دولي من الخبراء برئاسة البروفيسور محمود شريف بسيوني- يمكن الاستناد عليه لفهم أصل التعقيد والمعضلة التي نحن فيها الآن منذ أكثر من عام ونصف.

حينما تم تكليف فريق بسيوني بإعداد تقرير يساعد كل الأطراف على فهم مسببات الأزمة وتداعياتها لتمهيد الطريق من أجل فتح آفاق جديدة للمصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي، أبدى الجميع (بما في ذلك الدولة والمعارضة وتجمع الوحدة الوطنية والجمعيات السياسية الأخرى) استعدادهم لتقبل النتائج التي سينتهي إليها التقرير، ولوحظ ذلك من خلال تعاونهم التام مع اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وتسليمهم كل ما تحتاجه من معلومات وأدلة وإثباتات موثقة لمساعدتها على فهم ما حصل والتوصل للأسباب الحقيقية للمشكلة.

ولكن بعد التقرير هاجمت أطراف نتائج التقرير لأنه لم يسعف رواياتها التي بدت هزيلة وغير مقنعة، فيما حشد البعض الآخر جماهيره في محاولة لمنع إرجاع المفصولين إلى أعمالهم وإطلاق سراح من تم حبسهم بسبب ممارستهم لحقهم في حرية الرأي والتعبير، بل ذهب آخرون إلى أبعد من ذلك حين طالبوا بعدم محاسبة من ارتكبوا مخالفات جسيمة تمثل انتهاكاً صريحاً لحقوق الإنسان، بحجة التشكيك في صحة الادعاءات التي جاءت على لسان الأفراد والجمعيات السياسية المعارضة.

من بين ذلك كله، يمكننا أن نفهم ما نحن فيه من تشابك وتعقيد، فكل جهة متمسكة بصحة موقفها وسلامة نهجها وأسلوبها والمنطق الذي استندت عليه في بناء رؤاها وحتى أفعالها. وبالتالي لا يمكن أن تقبل بأي اتهامات بالتقصير أو الخطأ، ولا تعترف بعض الجهات أبداً أنها في محطات مصيرية تسببت بأضرار جسيمة بوحدة هذا الوطن وسلامة نسيجه الاجتماعي.

وإذا جئنا للجمعيات السياسية المحسوبة على الموالاة، فإنها تتمسك بمبادئ وثيقة الفاتح، وترفض دخول الحوار في ظل التخريب والعنف، وتتحدث وكأنها تمثل الشارع الآخر، وأنها الناطق الرسمي باسمه أمام الدولة، ولكن إذا جئنا إلى مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات التي يشارك فيها كل أطياف المجتمع البحريني، سنلاحظ أن الوضع بالنسبة لهم أصبح خانقاً جداً، وأن الدقائق تمر كالأعوام في ظل استمرار المواجهات في القرى بين المتظاهرين ورجال الأمن وسقوط المزيد من الضحايا، فلا توجد نفس سوية تقبل بإراقة المزيد من الدماء، وصوت العقل ينحاز إلى البحث عن الحلول السلمية التي من بينها الحوار.

وفي مقال سابق، أشرت إلى أن المعارضة لا تمثل كل الطائفة الشيعية، إلا أنها لم ترفض الحوار ولم تحارب الدعوة إليه، ولم تحرض الناس على رفضه، وإن كانت تتقاطع في نهجها لمعالجة المشكلة مع الجمعيات الموالية، فإن ذلك يستلزم طرح الأمر للنقاش في حوار مفتوح يشمل كل المعنيين به، والاتفاق على ما يمكن الأخذ به للتخفيف من حدة الاحتقان والانفلات الأمني.

ما يجري من عنف، هو نتيجة لعوامل وظروف وأسباب، لا يمكن التوصل إليها والجميع في حالة من القطيعة والخصومة، فشأن هذا البلد وأهله لا بد أنه يعني الصغير والكبير، فهو ليس حكراً على جماعة أو فئة دون غيرها، وإذا لم يكن الحوار سبيلاً لإنقاذ البحرين وتجنيبها المزيد من الخسائر في الأرواح والأموال، فما هو السبيل إذاً؟

على الجمعيات الموالية أن تطرح البدائل للحوار الذي ترفضه، وأن لا تتحدث باسم عامة الناس، فهناك من لا يتوافق معها في رؤيتها السياسية -شأنها في ذلك شأن الجمعيات المعارضة- ولا يقبل بتمثيلها له، ولا يقبل بفرض وصايتها عليه. وإن لم يكن بمقدورها اقتراح البدائل فلتدع القافلة تسير بلا عراقيل، لتصل بنا إلى بلد آمن يفيض بالخير والعدل والاستقرار.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3637 - الثلثاء 21 أغسطس 2012م الموافق 03 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 19 | 12:03 م

      الحوار بوساطة دولية

      الحوار القادم يجب ان يكون بحضور ممثل دولي ليوثق ما سيتم الاتفاق عليه و يسمح للمعارضة للتوجه للقضاء في حين تم الإخلال في الاتفاق .

    • زائر 18 | 10:26 ص

      إرجع للتاريخ و لاتخلط الأوراق

      ما أعرف ليش بعض الكتاب يستشهدون بتقرير البروفيسور بسيوني و عندما يأتي على جرائم المعارضة يصمت و لا كأن في تقرير في الأساس هذا إن لم يهاجمه. ليس هذا هو هدف تعليقي و لكن أتمنى من الصحفي صاحب المقالة أن يراجع من أسماها معارضة سيجد أن المصالحة و الحوار كان يهدف إلى أن يحمل طرفين فقط لا غير الوفاق و الحكومة و لا يوجد للتجمع الوطني أي جانب. راجع نفسك عزيزي كاتب المقال و لا تتلاعبوا بالتاريخ أو تخلطوا الأوراق.

    • زائر 17 | 8:32 ص

      .

      كل يدعي جديته في الحوار وتملص الآخر.. الحل الوحيد والذي لا يتجرأ على قبوله الا الواثق من خطه هو استفتاء شعبي تشرف عليه الامم المتحدة وما عدا ذلك هرج ومرج..

    • زائر 16 | 7:48 ص

      كل يدعي الحوار وهو الطرف الجاد فيه ويصف الآخر بالتملص..
      لحسم الموضوع والقام الجميع حجرا لا ينطق بعدها ابدا..

    • زائر 15 | 7:48 ص

      رقم 9 لا تنهى عن خلق وتأتي مثله

      هل تستطيع ان تدين القتل الذي طال الناس عمدا واخرهم حسام اذا ادنت هذا القتل ستكون ذا مصداقية وسيسمعك الأخرون اما ان تتستر على اغراق القرى وضرب الناس وقتلهم وتريد من الضحية ان يدين يا سيد فاهم بيك .

    • زائر 14 | 6:30 ص

      الحوار

      لا يوجد عاقل يرفض الحوار ولكن من العقل ايضا ان يتوقف الارهاب وان يدان ايضا مع من يريدون الحوار لان ذلك شرط ولا نفهم سبب عدم ادانة هذا الارهاب ، يا اخى انظر لعلماء القطيف وتشبهوا بهم على الاقل وبعدين تعال وقول خلنا نتحاور

    • زائر 13 | 3:59 ص

      الحق واضح للجميع

      المعارضة جادة في السعي للحوار لأنها بسبب ضعفها على الأرض ليس لديها أما الحكومة بجد تتهرب من الحوار لأنها بسبب قوتها المادية والعسكرية لديها بدائل كثيرة(ويمكرون ويمكرالله والله خير الماكرين )يكفي انهم لايستطيعون إيقاف الزمن ولايتعظون

    • زائر 12 | 3:13 ص

      اقول لرافض الانتقائية رقم 1

      إننا لم نرفض الحوار ولكن الحوار يبنى على اسس سليمة واسس الحوار لم تكن سليمة بالمرّة ولعلمك لا يضحك علينا مرّة اخرى فبعد ان فقد الشعب الثقة في السلطة من الصعب ان يقبل بالضحك عليه مرّة اخرى
      انت تقول مباديء سبعة وانا اقول لك ولا مبدأ واحد كانت السلطة مستعد للتجاوب معه وانما كان طلب الحوار خدعة وكل الناس تعرف ذلك ولسنا بالشعب الذي ينضحك عليه واذا مستواك انت بهذه الطريقة فنحن لسنا كذلك.
      بعد انعدام الثقة لا بد من تقديم ضمانات ودخول اطراف دولية تضمن لنا ان لا تلعب علينا السلطة كما فعلت فعهد الضحك قريب

    • زائر 11 | 2:45 ص

      رغم التجارب قناعتهم بالحلّ الامني فماذا نصنع

      على ما اظن انك قرأت المقابلة مع عضو مجلس الشورى الذي يصر على تجربة المجرّب ويرى ان الحلّ الامني هو الافضل وهو السائد وهو وهو وهو
      مع من تتكلمون خل البلد يحترق والناس تضج ولا حلّ الا حلهم ولا رأي الا رأيهم ورأي خبراءهم
      على فكرة لا زلت اتذكر رأي احد الخبراء الامنيين الجدد اعترف في احد المقابلات بان الحل سياسي وليس امني ولكن ماذا نصنع

    • زائر 10 | 2:34 ص

      اجابك يا احمد نائب رئيس مجلس الشورى ( عن البديل )

      وقال ليس لكم الا الحل الأمني فهل تريد اكثر من ذلك وضوحا للصورة الدولة عاجبه الوضع بالحل الأمني.

    • زائر 9 | 2:18 ص

      صح لسانك

      الكل يريد حل و دائما تذهب الى الحوار و لكن غير فعال.

      المصالح من الموالاة و الى الموالاة لا يترتب اي شي على الفئة الاخري من المعارضة لا يؤخد يرائيها او حتى مقترحاتها مع انها تصب في مصلح الفئتين.

      لازم الحكومة تتنازل وتطبق وثيقة المنامة او على اقل تقدير تقرير بسيوني وهو مرخص من الملك ومتفق علية وتطبيق القانون على الحميع وشكرا

    • زائر 3 | 11:44 م

      حوار

      البديل عن حوار هو فشت الجارم واسأل وزير العمل السيد مجيد الله يحفظه الحوار من زمان اتنازلنا عنه عطيناهم اياه وش لنا بيه والابواب مفتوحة ومنصوبة ومكسورة هذا فهمنا للحوار ونشكؤك على تفضلك بطلب الحوار ومع السلامة صفار

    • زائر 2 | 11:33 م

      القصة محيرة ومدهشه

      كما يقول احد شيبتنا(شيابنا): ان قمت قتلتك وان قعدت -كعدت_قتلتك. ماكو حد وسط بين القيام والقعود؟؟؟؟؟ طرفين عبيد والثاني احرارهل هناك وسط نصف حر ونصف عبد اما ان نكون عبيد كلنا او احرار كلناوهل يرضى الاحرار ان يكونوا عبيد؟؟؟؟؟القضية حلها صعب لكن بحلها الله والاحرار

    • زائر 1 | 11:16 م

      أرفض الإنتقائية

      يا أخي - الأحداث عمرها 17 شهرا فليست بالتاريخ القديم ولا تزال ذكراها حاضرة في الأذهان. كيف تنسى دعوات الحوار المتكررة في شهر فبراير؟ وكيف تنسى مبادىء ولي العهد السبعة التي تطالب بها المعارضة اليوم؟ كيف تنسى 12 شرطا وضعتها المعارضة بمراهقة سياسية شنيعة؟ لم يرفض أحد تقرير بسيوني - فقط نرفض الإنتقائية مما جاء فيه. تأخذ الفقرة التي تعجبك وتهمل أخرى. أنصحك بقراءته ثانية كاملا على إفتراض إنك قرأته أولا.

اقرأ ايضاً