العدد 3638 - الأربعاء 22 أغسطس 2012م الموافق 04 شوال 1433هـ

رئيس الوزراء: الوطن أحوج إلى إعلاء شأن الوحدة الوطنية وتقوية التلاحم

أكد رفضه أن يجور أي أحد على أهالي المحرق أو يتدخل في نسيجهم الاجتماعي

رئيس الوزراء لدى زيارته محافظة المحرق
رئيس الوزراء لدى زيارته محافظة المحرق

أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن «الوطن أحوج ما يكون في هذه المرحلة من تاريخه إلى تعزيز القيم البحرينية الأصيلة التي تُعلي من شأن الوحدة الوطنية وتقوي التلاحم بالشكل الذي يدعم قدرة الوطن على مواجهة محاولات نشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد».

وكان رئيس الوزراء قام بزيارة محافظة المحرق أمس الأربعاء (22 أغسطس/ آب 2012)، يرافقه وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، إذ كان في استقبال سموه كل من مستشار جلالة الملك للشئون الرياضية صالح عيسى بن هندي ومحافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي، وعدد من أعضاء مجلس بلدي المحرق ووجهاء ومواطني المحرق.

وقال سموه: «إن أهالي المحرق وشعب البحرين عمومًا هم الدرع لكل من يريد السوء للوطن، وإن ما يحدث من تصرفات هنا أو هناك لن يغير موقفنا الثابت وعزمنا على حفظ الأمن والاستقرار وترسيخ دعائم التنمية».

وأكد أنه سعيد بهذه اللقاءات مع أهالي المحرق والتي تتجدد بصفة دورية لما للمحرق وأهلها من مكانة كبيرة في نفسه، داعياً أهالي المحرق إلى أن يكونوا أكثر قوة وأقوى إرادة ضد كل من يحاول النيل من نسيجهم الاجتماعي ويعمل على شق صفوفهم.

وقال سموه: «إننا نرفض أن يجور أي أحد على أهالي المحرق أو يتدخل في نسيجهم الاجتماعي، فالمحرق ليست ميداناً للتجارب التي لن تنال إلا الفشل»، مشدداً على «ضرورة التحلي بالوعي في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة»، مطالباً بأن يعمل الجميع من أجل البناء والتنمية وحفظ الأمن، وقال: «إنه بدون الأمن والاستقرار لن يكتب النجاح لأي جهد تنموي».

وأثنى على أهالي مدينة المحرق العريقة وما تمثله هذه المدينة من تجسيد لقيم التعايش والتآخي المجتمعي، والتي أعطت المثال والنموذج لما يتسم به أبناء البحرين من أخلاقيات رفيعة تعكس أعلى قيم التسامح.

وقال: «إن زيارتي للمحرق هي عادة نمارسها بالود والتقاليد الموروثة أباً عن جد، ومناسبة لأهنئ أهل المحرق بعيد الفطر المبارك، ولكي أطمئن على أهلها وسلامتهم».

وأضاف سموه «جئت للمحرق لأسجل موقفاً لأهلها التي تفيض نفوسهم بالمحبة للجميع، فهم أوفياء للوطن وقيادته».

وأكد أن ما شهدته المحرق من محاولات لشق الصف هي دخيلة على العادات والتقاليد الأصيلة التي يتميز بها أبناء البحرين، ولقد أثبت أهل المحرق كعادتهم دائمًا أنهم حائط الصد المنيع الذي يحفظ أمن الوطن واستقراره، مشدداً على أن «لا أحد يستطيع أن يفرق بين أهالي المحرق، ومن يحاول ذلك لن ينجح».

وأشاد سموه بأهالي المحرق ورجالاتها، معربًا عن اعتزازه وتقديره لمواقفهم الوطنية المخلصة، مشدداً على أهمية التواصل المستمر والعمل بروح العائلة الواحدة التي جبل عليها شعب البحرين.

وأكد أن البلاد مرت بتجارب كثيرة وخرجت منها وهي أكثر عزماً ووعياً بعدم ترك المجال لأي كان أن يتدخل في شئونها، معرباً عن رفضه لاستغلال المناسبات أيّاً كانت في إشعال الفتن والإضرار باللحمة الوطنية، مؤكداً الوقوف بكل قوة ضد من تسول له نفسه تقويض الأمن والاستقرار والعبث بوحدة وترابط شعب البحرين.

وتوجه بالشكر إلى وزير الداخلية ورجال الأمن على ما قدموه ويقدمونه من تضحيات في سبيل الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره وحماية المواطنين وبث الطمأنينة في نفوسهم، من خلال الالتزام بتطبيق القانون، وقال سموه: «إن رجال الأمن هم العين الساهرة ليل نهار من أجل الوطن والمواطن، فلهم منا كل التأييد والتحية والتقدير».

وأشاد بما يتحلى به رجال الأمن من عمق الإحساس بالواجب وسعيهم الى إقامة ميزان الأمن الذي هو ركيزة أي مجتمع متحضر.

كما توجه بالشكر إلى رجال الصحافة والإعلام على تناولهم المتزن وطرحهم لمختلف القضايا التي تهم المواطن، معرباً سموه عن فخره واعتزازه بدورهم التنويري من خلال كتاباتهم التي تقدم للقراء قراءة واقعية للأحداث.

وأكد أن الحكومة ماضية في ظل التوجيهات السامية لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في استكمال ما بدأته في مسيرة التطوير والتحديث لجميع مناحي الحياة، واضعة نصب أعينها هدفًا رئيسيّاً هو تلبية احتياجات المواطن من خلال منظومة متكاملة للنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، وهذا لن يتأتى إلا من خلال مناخ يسوده الأمن والاستقرار.

ووجه سموه حديثه إلى أهالي المحرق قائلاً: «إن المواطن البحريني في قلبنا قبل عيوننا، وإن كان بيتي في الرفاع ولكن قلبي معكم يا أهل المحرق، ولن يقدر أحد على أن يفرق بينكم ومن يحاول ذلك لن ينجح أبداً».

وأشار إلى ضرورة تغليب الصالح العام، وتعزيز التعاون بين أبناء الوطن الواحد، وإعلاء قيم الولاء والعطاء، كلها أمور كفيلة بأن تحقق للبحرين الظروف التي تدفع إلى بناء مجتمع عصري متطور ينعم فيه الجميع بالرخاء، وأن تتجه طاقات التدمير والتخريب الى بناء مجتمع يعمه الخير والمحبة».

وحث سموه على أخذ العبرة مما يحدث في العالم والدول العربية خصوصاً والتفكر فيما آلت إليه الأمور والتركيز على ما يخدم التنمية ويقوي دعائم الاستقرار في الوطن.

ودعا الجميع إلى أن يكونوا على يد واحدة في مواجهة الأيادي التي تحاول التدخل في شئون البحرين، والتصدي بقطع كل يد آثمة تتدخل في شئون البحرين الداخلية.

وقال سموه: «إننا ماضون في استكمال ما بدأناه من مشروعات للتطوير والتحديث من أجل المحرق وأهلها وللبحرين عموماً، وأهم ما نتطلع إليه أن يكون ضمير المواطن مرتاحاً لما نقوم به من جهد».

وقد استمع سموه من الحضور إلى احتياجات المحافظة من المشروعات التنموية والتطويرية والخدمية، داعيًا سموه جميع الجهات المعنية إلى تذليل جميع الصعوبات أمام تنفيذ المشروعات القائمة والمستقبلية.

من جانبه، أشاد وزير الداخلية بزيارة رئيس الوزراء لمحافظة المحرق، وبحرص سموه على متابعة كل ما يحدث في البلاد وتواجده الدائم في مختلف المواقف والأحداث.

وأكد أن إشادة سموه برجال الأمن ودعمه المستمر لهم واعتزازه بدورهم هو وسام على صدورهم، وأن عطاء سموه المستمر ونصائحه السديدة هي دافع للجميع نحو بذل مزيد من الجهد.

من جهته، أكد محافظ المحرق أن زيارة رئيس الوزراء ليست بغريبة، فسموه دائماً متواجد في موقع الحدث، معربًا عن خالص الولاء والمحبة التي يكنها أهالي المحرق جميعاً لسموه، وقال إن الجميع تداعى لاستقبال سموه اليوم لما يكنونه من محبة وولاء لسموه.

من جهتهم، أكد أهالي المحرق خالص محبتهم وولائهم، مجددين العهد والولاء بأن يظلوا دائماً أوفياء للوطن داعمين له في مختلف المواقف.

العدد 3638 - الأربعاء 22 أغسطس 2012م الموافق 04 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً