العدد 3647 - الجمعة 31 أغسطس 2012م الموافق 13 شوال 1433هـ

العماني ميثم الموسوي: الفعالية البحرينية خطوة تدعم تطوير السينما الخليجية

عرض ثاني أفلامه «فرَّاخ» خلال فعالية «ليالي السينما الخليجية»

ضاحية السيف - منصورة عبدالأمير 

31 أغسطس 2012

المخرج العماني ميثم الموسوي هو أحد الشباب العمانيين القلائل الذين برزت أسماؤهم في السنوات الأخيرة كمخرج أفلام قصيرة. برز اسمه منذ عامين في مهرجان الخليج السينمائي حين عرض أول أفلامه التي يقول عنها الموسوي إنها تحمل بصمته الخاصة.

«رنين»،عرض في عدد من المهرجانات وحصل على خمس جوائز عالمية جعلت الموسوي يقدم بحماس على تقديم ثاني تجاربه الإخراجية «فرّاخ».

عرض هذا الفيلم في البحرين منتصف شهر أغسطس/آب الماضي خلال فعالية «ليالي السينما الخليجية» التي نظمتها وزارة الثقافة بالتعاون مع مهرجان الخليج السينمائي ضمن فعاليات «المنامة، عاصمة الثقافة العربية». «الوسط» حاورت الموسوي حول مشاركته، حول أحوال السينما العمانية ومحاولات الشباب العماني، فكان اللقاء التالي:

حدثنا عن التجربتين السينمائيتين في مجال الفيلم القصير اللتين قدمتهما وأبرزتا اسمك كواحد من مخرجي الفيلم القصير الشباب في الخليج؟

- أشارك في فعالية «ليالي السينما الخليجية» بثاني فيلم لي «فرّاخ» وهو فيلم قصير مدته عشر دقائق. تدور أحداثه حول قصة عائلة عمانية تحتفل بعيد ميلاد طفلها الأول. وهذه احتفالية تقليدية لدى العمانيين يطلق عليها «الحول حول». في الفيلم يختفى الطفل بعد الاحتفالية، وينتقل لعالم آخر حيث يذهب إلى مستقبله، ويمر بكل مراحل حياته. أردت أن أصور كيف يمر كل إنسان بالمراحل المختلفة في حياته من الشباب للشيخوخة. عرض الفلم في مهرجان الخليج السينمائي كما تم قبوله للمشاركة في مهرجان الأفلام العربية في سان فرانسيكسو .

فيلمي القصير الأول «رنين» يتحدث عن الأطفال اللقطاء الذين يعيشون في المستشفيات. عرض في كثير من المهرجانات، مهرجان الخليج، ومهرجان أبوظبي، ومهرجان مسقط وفي اليابان وهونغ كونع وأندونيسيا وحالياً في أميركا. فاز بخمس جوائز عالمية لحد الآن هي جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان أبوظبي السينمائي، ومسابقة أفلام من الإمارات للأفلام الخليجية القصيرة، وجائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم عماني قصير، وجائزة أفضل سيناريو لفيلم عماني قصير، وجائزة أفضل ممثل للطفل ليث اللواتي في فيلم عماني قصير من مهرجان مسقط السينمائي السابع، كما حصل على ذكر مشرِف في مهرجان السينما الدولية للسلام والإلهام والمساواة في أندونيسيا.

انتقلت من مناقشة قضية اجتماعية في «رنين» إلى قضية مختلفة تماماً في «فراخ» الذي يبدو وكأنه قد يأخذك إلى نوع من التجريب؟

- بالفعل، فيلم «فراخ» ذو نزعة شاعرية، وهو فيلم رمزي لا يقدم قصة مثل «رنين»، بل يأخذ المشاهد في رحلة إلى مناطق معينة في الحياة، وهي تجربة جديدة لي في هذا النوع من السينما التي قد لا يحبها أو يتقبلها الكثيرون.

أيهما أحببت أكثر النسق الطبيعي في السينما في «رنين» أم التجريب في «فراخ»؟

- حين دخلت مجال السينما لم أشأ تكرار تجارب الآخرين. أردت أن أقدم موضوعات مختلفة بطرق مختلفة، وهكذا من باب التجديد أحببت أن أجرب أمراً مختلفاً. الفيلم الأول كان درامياً قصيراً، هذه المرة فيلم تجريبي، أما فيلمي القادم فسوف يكون باللغة الأنبارية، وأنوي بدء التصوير في شهر ديسمبر.

انتقلت من مسابقات الطلبة إلى المسابقة الرسمية مع فيلم «فراخ»، كيف حدثت هذه النقلة السريعة، هل يرجع هذا لفوز فيلمك الأول بعدد من الجوائز، وهو ما أعطاك ثقة ودفعة إلى الأمام؟

- كلا، يرجع الأمر فقط لتخرجي من الكلية، ما يعني أن أتحول أوتوماتيكياً من قسم مسابقة الطلبة إلى المسابقة الرسمية، لكن حتى حين قدمت فيلمي في مسابقة أبوظبي نقلوني للمسابقة الرسمية. ربما لأن مستوى الفيلم كان بمستوى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية.

حدثني عن التجارب الشبابية العمانية في مجال السينما؟

- الحديث عن السينما في عمان صعب، إذ لا يمكننا القول بأن لدينا سينما في عمان، فهي ليست متطورة كالسينما في الإمارات، وكل المحاولات هي محاولات شخصية، والأفلام عبارة عن مشاريع الشباب الجامعية يصورونها وينتجونها بأنفسهم. لكن برغم صعوبة الأمور إلا أن العمانيين يحصلون على المراكز الأولى في كل عام سواء في مهرجان الخليج أو في المهرجانات الأخرى. نتمنى أن نحصل على دعم أكبر لكي نقدم أعمالاً تليق بمستوى الأفلام الأخرى في الخليج.

لكن عمان أسست مهرجان للسينما في الفترة الأخيرة، ألا يعتبر هذا نوعاً من الدعم للشباب العماني العامل في مجال السينما؟

- في الواقع عمان هي أول دولة بدأت مهرجاناً سينمائياً في الخليج منذ العام 2001 أو 2002 إن لم يخب ظني، لكن معظم الأفلام التي عرضت فيه كانت أفلاماً أجنبية، كما تمت العروض في دور سينما قديمة.عبر السنوات تطور المهرجان، لكن تطوره لا يواكب ما هو حاصل في المهرجانات الخليجية الأخرى، إذ إن عدد الأفلام التي تشارك وتعرض فيه قليل، كما إن مشاركة الأفلام العمانية قليلة جداً. لا يمكنني بالطبع إنكار الدور الحكومي في عمان فهناك مهرجان سينما تتولى مسئوليته جمعية السينما العمانية، ويتلقى دعماً من وزارة التراث، لكن من هم الأشخاص الذين تخدمهم هذه الجمعية وهذا المهرجان؟ المهرجان يقام في كل سنتين مرة، وفي خلال العامين لا يوجد أي نشاط سينمائي آخر.

لكن هل هناك عدد كبير من الشباب العماني ممن يعملون في هذا المجال ويفرضوا حضورهم على الوزارة والجمعية من أجل الإعتراف بهم ودعم أعمالهم؟

- أتصور أن هذه هي إحدى المشاكل التي تواجهنا في عمان، إذ لا يوجد لدينا مؤسسات تقدم دراسات متخصصة في مجال السينما. التخصص الوحيد الذي يمكن أن يقودك إلى السينما هو الإعلام، بحيث يدرس طلبة الإعلام بعض مقررات السينما. ربما تكون هذه هي المشكلة التي لا تجعل عدداً كبيراً من الشباب العمانيين يتوجهون لإخراج الأفلام السينمائية.

بالطبع لدينا مخرجون كبار مثل الدكتور عبدالله حبيب والأستاذ عبدالله بن خميس، وهؤلاء كانوا مشهورين في وقت ما، لكن الآن الدور أتى على الشباب الذين ينقصهم الدعم، ولا يمكنهم أن ينطلقوا وتتطور موهبتهم، ولذلك تجدي أن العماني الذي يأخذ جائزة في كل عام يختفي بعدها، ولا نجده مرة أخرى.

كيف حدث وأن اتجهت للسينما وأنت طالب الطب، ما الذي أخذك إليها، وكيف كانت بداياتك؟

- لم أدرس السينما، وهي بالنسبة لي هواية دخلتها بشغف، ولذا فأنا أستغل أوقات فراغي لأقوم بعمل أفلام.

لخمسة أعوام كنت أقوم بتصوير أفلام فيديو، وكلها كانت أعمالاً بسيطة وضعتها على موقع اليوتيوب. منذ عامين فقط شجعني الأستاذ محمد عمر الرواس وهو من المخرجين الرواد في عمان على المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي، وذلك بعد أن شاهد أفلامي القصيرة. والرواس هو أحد الفنانين القلائل الذين يدعمون الشباب في عمان، وقد درس الإخراج في الإمارات، ويعمل حالياً في تلفزيون عمان، وهو يقوم بتنظيم ورش للشباب، ويشجعهم على تقديم أفلام في نهاية هذه الورش، ودائماً ما تفوز أفلام الشباب الذين يدعمهم بجوائز في مختلف المهرجانات.

ما الذي يمكن أن يصقل موهبتك وأنت لا تتلقى أي دعم، ولم تدرس السينما، وتمارس العمل السينمائي كهواية؟

- السينما مثل الشعر، فأنت تتعلم الشعر كما تتعلم صناعة الأفلام عن طريق القراءة ومشاهدة المزيد من الأفلام، كذلك فإن أكبر مدرسة بالنسبة لي هي مهرجانات الأفلام، ولو لاحظتي الفرق بين فيلميّ، ستجدي تغييراً كبيراً، لأنني ما بين الفيملين زرت عدداً من أفلام السينما وشاهدت الكثير من الأفلام، أكثر من 200 فيلم، خصوصاً الأفلام القصيرة، وقد أعطتني هذه الأفلام نظرة ثانية، ففي البداية لم تكن أفلامي تحمل أية رسالة أو معنى عميق، لكنني الآن اكتشفت أن العملية يجب أن تكون أعمق من ذلك، وهو ما غير أسلوبي في السينما.

مهرجان مثل مهرجان الخليج السينمائي بكل الفرص التي يمنحها للشباب، ما الذي قدمه إليك إلى جانب الفرصة لمشاهدة الكثير من الأفلام؟

- الاحتكاك بمخرجين هو من أهم الأشياء التي قدمها لي المهرجان، فحين أدخل أجواء المهرجان ألتقي بكثير من المخرجين الذين يفهمون العملية السينمائية، ويعيشون الجو الذي أعيشه. تدور بيننا نقاشات كثيرة نستفيد منها جميعاً.

ماذا عن زيارتك للبحرين وعرض فيلمك في فعالية «ليالي السينما الخليجية»، ما الذي تعتقد أنها ستعود عليك به؟

- بالطبع سعدت كثيراً لاختيار فيلمي من قبل مهرجان الخليج السينمائي، لكنني صدمت أيضاً لاختياري للمشاركة إلى جانب مخرجين متمكنين ويعتبرون رواداً للسينما الخليجية الشبابية مثل مقداد الكوت وخالد المحمود ومحمد بوعلي. شرف كبير لي أن أشارك في هذه الفعالية، كما إن هذه فرصة جميلة أن أزور البحرين ويعرض فيلمي فيها، خصوصاً بعد تعرفي على مخرجين كثر من البحرين في مختلف المهرجانات.

هذه الفعالية تمثل خطوة كبيرة جداً. هذا فعلاً ما نحتاجه في الخليج أن يبدأ أحدهم بخطوة تبرز المخرجين الخليجيين، وتقدم أعمالهم، وتخبر الآخرين أن هناك سينما خليجية. هذه إضاءة هامة لتطور السينما الخليجية.

كيف ترى مستقبلكم كصانعي أفلام خليجيين؟

- أتوقع أننا نسير على الطريق الصحيح، خصوصاً في الإمارات مع وجود مهرجانات الأفلام ومحاولاتها لتطوير المواهب الخليجية. لكني أتصور أننا بحاجة للاطلاع على الثقافة السينمائية في خارج الخليج، والتعرف على المزيد من التجارب الأوروبية والآسيوية والأميركية وغيرها. الدعم ليس كل شيء. نحتاج أولاً لأن نثقف أنفسنا سينمائياً.

العدد 3647 - الجمعة 31 أغسطس 2012م الموافق 13 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً