فجر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مفاجأة من العيار الثقيل عقب انتهاء مباراة فريقه ريال مدريد وغرناطة في ثالث جولات الدوري الإسباني، إذ ألمح إلى رحيله عن النادي الملكي لـ»شعوره بالحزن»، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقاد رونالدو الريال للفوز بثلاثية بيضاء على الفريق الأندلسي بسانتياغو برنابيو، إذ سجل هدفين بالمباراة، ولكن بدا وجهه حزينا ورفض الاحتفال بالهدفين.

وعقب انتهاء اللقاء خرج (صاروخ ماديرا) بتصريحات نارية وغير متوقعة، قال فيها: «إنني حزين بشأن موضوع احترافي، إدارة النادي تعرفه جيدا، لم احتفل بالهدفين لأنني لست سعيدا في ريال مدريد».

وشدد كريستيانو على أن سبب حزنه غير مرتبط بخسارته لجائزة أفضل لاعب أوروبي والتي ذهبت لنجم برشلونة أندريس إنييستا.

وفي هذا السياق علق قائد منتخب البرتغال: «إنييستا لا دخل له في القضية، لن أتحدث عن سبب حزني الآن، سأركز مع منتخب بلادي، فهو أهم من أي شيء آخر».

ولم يرضخ رونالدو لإلحاحات الصحافيين للتعرف على سبب هذه التصريحات المثيرة، وما إذا كان قد وقع خلاف جسيم بينه وبين إدارة النادي، ما جعل عشاق الكرة الإسبانية والعالمية ينتظرون على أحر من الجمر معرفة تفاصيل القصة التي قد تدفع أغلى لاعب في العالم لحزم حقائبه والرحيل عن قلعة الميرينغي إلى وجهة مستقبلية غير معلومة.

احتفال غريب لرونالدو

وجاء عدم احتفال المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالهدفين ليفتح الطريق أمام بعض التكهنات برغبة اللاعب في الرحيل عن النادي الملكي.

وذكرت تقارير إعلامية في اسبانيا أمس (الاثنين) أن رونالدو يرغب في ترك النادي الملكي لعدم شعوره بالسعادة في صفوف الفريق. وتكهنت صحف «آس» و»سبورت» و»موندو ديبورتيفو» وغيرها من وسائل الإعلام والصحف الاسبانية أمس (الاثنين) برغبة رونالدو في الرحيل بعد تصريحاته الغريبة التي أدلى بها عقب مباراة أمس الأول. ولم يحتفل رونالدو بأي من هدفيه في المباراة ثم قال عقب المباراة: «لا أحتفل بأهدافي عندما أكون حزينا. إنني حزين لأمور احترافية يعلمها النادي. ولذلك لم أحتفل». وأضاف «لست سعيدا. الناس هنا يعلمون السبب. لن أقول المزيد عن هذا. هناك العديد من الأمور المهمة».

ولجأ المدير الفني لريال مدريد المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو إلى استبدال رونالدو بعدما تعرض اللاعب لكدمة قوية في الركبة اليسرى ولكنه أكد أنه سيكون جاهزا لقيادة منتخب بلاده في المباراتين المقررتين أمام منتخبي لوكسمبورغ وأذربيجان في الأيام المقبلة، وذلك في بداية مسيرة المنتخب البرتغالي بالتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وقال رونالدو: «لست على ما يرام ولكنني أرغب في اللعب مع المنتخب البرتغالي. أرغب في اللعب لأن هناك مباريات مهمة بالنسبة لنا». وأوضحت الصحف الثلاث أن رونالدو أبلغ رئيس النادي فلورنتينو بيريز أمس (الاثنين) بأنه يرغب في الرحيل من النادي لأن الريال لا يساعده بالشكل الكافي على الفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) وهي الجائزة التي احتكرها الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة على مدار السنوات الثلاث الماضية.

أسباب غضب رونالدو

وذكرت التقارير أن ما أثار غضب رونالدو هو تصريحات زميله ظهير أيسر الريال البرازيلي مارسيلو في الأسبوع الماضي عندما قال إن الجائزة يجب أن تذهب لحارس مرمى الريال إيكر كاسياس. وحل رونالدو ثالثا في الاستفتاء على جائزة أفضل لاعب في أوروبا بموسم 2011/2012 وذلك خلف نجمي برشلونة أندريس إنييستا وميسي وبدا الوجوم عليه خلال حفل تسليم الجوائز في مونت كارلو. ولكن «آس» أوضحت أن ما أصاب رونالدو بالإحباط فعليا هو أن الريال لم يفاوضه حتى الآن بشأن تجديد التعاقد معه علما بأن عقده الحالي يمتد حتى 2015، ويتقاضى رونالدو راتبا سنويا يبلغ 10 ملايين يورو (12.6 مليون دولار) ما يجعله صاحب أعلى الرواتب بين اللاعبين في اسبانيا ولكنه ليس كذلك على مستوى العالم إذ يتخطاه كل من مهاجم باريس سان جيرمان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الفرنسي ومهاجم آنجي الروسي الكاميروني صامويل إيتو.

وأوضحت «آس» أن رونالدو يشعر بالضيق من الزيادات الهائلة في الضرائب باسبانيا وأنه طالب بيريز بزيادة راتبه لتعويضه عن الارتفاع في نسبة الضرائب التي يسددها. وفي المقابل، قدمت المجلات الاجتماعية تفسيرا مختلفا وأوضحت أن حالة رونالدو تنبع من حزنه لقطع علاقته بعارضة الأزياء الروسية الشهيرة إيرينا شايك.

وأدت تصريحات رونالدو أمس الأول إلى انتقادات حادة من مشجعي النادي تجاه اللاعب عبر وسائل الإعلام والمنتديات. وتساءل كثير من المشجعين عن السبب وراء حزن لاعب يتقاضى كل هذا المال بينما يعاني أكثر من 5 ملايين شخص في اسبانيا من البطالة. ولا يزال رونالدو مفتقدا للشعبية لدى العديد من المشجعين على رغم الكم الهائل من الأهداف التي أحرزها للريال وحسمه للعديد من مباريات الفريق. وذكرت إذاعة «ماركا» الاسبانية أمس (الاثنين) أن رونالدو «لا يستمتع بمشاعر جيدة مع العديد من المشجعين. وأنه لا يتمتع بحرارة كبيرة من المشجعين تجاهه».

وانضم رونالدو (27 عاما) إلى الريال قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي في العام 2009 مقابل 96 مليون يورو ليصبح صاحب الرقم القياسي العالمي في قيمة صفقة انتقال لاعب بين ناديين. وسجل رونالدو هدف الفوز للريال في مرمى برشلونة في نهائي كأس اسبانيا 2011 ليحرز للفريق أول لقب له منذ العام 2008 ثم قاده في الموسم الماضي إلى استعادة لقب الدوري الاسباني كما سجل للفريق 150 هدفا في 149 مباراة بجميع البطولات منذ أن انتقل إليه. وعلى رغم ذلك، يتعرض رونالدو بشكل متكرر لانتقادات من المشجعين لعدم حرصه على «اللعب الجماعي» وكذلك لحرصه على مجده الشخصي أكثر من مصلحة الفريق، ومن المؤكد أن تصريحاته الانفعالية أمس الأول لن تساعده على بناء علاقة أفضل مع المشجعين.