العدد 3653 - الخميس 06 سبتمبر 2012م الموافق 19 شوال 1433هـ

شمعةٌ في الظلام

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تحتفل «الوسط» اليوم بالذكرى العاشرة لانطلاقتها وسط أمواج الربيع العربي الذي هبّ بنسماته على المنطقة العربية، ولعبت فيه دور الشاهد والناقل الأمين.

كانت «الوسط» من أكثر الصحف تفاعلاً مع الربيع العربي، فأبرزت أحداثه الكبرى في عناوينها الرئيسية، واهتمت بتناولها في تغطياتها وتقاريرها ومقالاتها. ولم تكن في ذلك تمارس غير ما يفرضه عليها الدقة والمهنية.

عشر سنوات مضت من عمر «الوسط» وهي تعتبر نفسها مرآةً للمجتمع، وصوتاً لجميع البحرينيين. وقد ارتبط تاريخها بالعقد الأول من الألفية الثالثة، الذي شهد مدّاً عاتياً في ثورة المعلومات، وبروز مفاهيم جديدة في عالم الإعلام، مثل «الصحافي المواطن»، وتعدد وسائط الاتصال، وانتشارها جماهيرياً، بحيث أصبحت سلطة الرقابة على الأفكار، التي عرفتها البشرية خلال آلاف السنين، مهدّدة بالانهيار.

حين انطلقت «الوسط»، كان قسم الصف أكثر الأقسام عملاً، لأن كل المواد تصبّ فيه، وأكثرها كان يُكتب بخط اليد، والعملية تحتاج إلى صف، فتصحيحٌ أولي، ومراجعة لغوية للبروفات، وهي عمليةٌ تستهلك الكثير من المواد والأحبار والجهود والأوقات. وكانت بعض المواد تصل بالبريد الإلكتروني أو العادي (وهذه تحتاج إلى صف وتصحيح...)، هذه المرحلة اجتزناها بعد عام، بعد أن تحوّل العمل إلى الكتابة مباشرةً على جهاز الكمبيوتر، فتُحوّل إلى قسم التصحيح، ومنه إلى قسم الإخراج دون طباعة أوراق.

كان الطاقم العامل يغلب عليه الطابع الشبابي ولايزال، وهو ربما ما يفسّر إلى حدٍ كبيرٍ، اهتمامها بطلائع الربيع العربي، كما يفسّر أيضاً سهولة التأقلم والتعلم والتفاعل مع منتجات الإعلام الجديد والنوافذ الجديدة التي يطرحها باستمرار.

في الذكرى العاشرة، يستذكر المرء زملاء وزميلات، بدأنا معاً، يجمعنا حلمٌ أن يكون هناك صوتٌ جديدٌ يعبّر عن الوطن بصدق وأمانة. بعضهم خاض تجارب صحافيةً أخرى، وبعضهم انتقل لمواقع عملٍ مختلفة، وبعضهم طوّحته أمواج الربيع العربي إلى خارج الوطن... زميلاتٍ وزملاء.

على رأس السنة العاشرة، ونحن نحتفل بهذه الذكرى، ترتسم أمامي صورة أستاذ عربي كبير، بدأنا معه المشوار خطوةً خطوةً. تعلّمنا منه الكثير. كان دارساً وباحثاً في الفلسفة، وله عدة مؤلفات في الفكر والسياسة، وصاحب خبرة ميدانية واسعة تمتد منذ مطلع السبعينات.

كنا نتناقش معه كثيراً، وكان يسرد تجاربه مع أصنافٍ من الناس، بعضهم يعمل حصالةً لجمع النقود وليس رئيس تحرير أو صحافي صاحب رسالة في الحياة. وكان يساومه على كتابةِ ما لا يؤمن به. لِنْ قليلاً. أمامك مالٌ وفير، وفرصٌ لا تعوّض. غيرك ليسوا بأشطر منك وقد أصبحوا من أصحاب الملايين. وكان يقول له بين فترة وأخرى: «لقد عشت فقيراً وستبقى فقيراً».

تحيةً لـ «الوسط» في عيد ميلادها العاشر، تحيةً لمن أعطانا ثقته من القرّاء. وتحيةً للأستاذ المعلّم وليد نويهض.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3653 - الخميس 06 سبتمبر 2012م الموافق 19 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 10:08 ص

      صحيفة الشعب

      ألف مبروك للصحيفة الأبرز في البحرين
      مبروك لكل من ساهم في هذا المشروع وعلى رأسهم العلامة المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري
      نحي فيكم يا أبناء صحيفة الوسط الروح الوطنية
      تحية خاصة لملك القلم الاستاذ الدكتور منصور الجمري

    • زائر 13 | 8:17 ص

      "الذين آمنوا وعملوا الصالحات"

      من معدن الكلام وموضوعه للكاتب والإعلامي والسياسي والباحث والعميد والشيخ والنبيل وشباب العمر،يبرق ذلك السنان اللامع للوسط حتى بلغ ذُرى التسامي الرزين والممنهج بالإنفتاح والإخلاص للحقيقة والتفاني للحق وبعمق الرأي السديد،تضاف عليها بصيرة نافذة وتفكير ثاقب أزالت غموض من هنا وأماطت اللثام عن هناك؛بإستقصاء حصيف ودون مغالطة أو تظليل أوحتى انتقاص،رسالة وسطية أكملت وجه المصداقية وخلّفت بصمات خالدات أرصدتها العالمية.مبروك للوسط وكل الوسط ... نهوض

    • زائر 12 | 6:32 ص

      نبارك لكم جميعا

      الف مبروك لكم وللوطن الغالي!! ابووسام

    • زائر 11 | 5:57 ص

      الاعلام

      الاعلام هو الدي ينقل الواقع في المجتمع كما هو بدون تزوير اومجاملة حيث يكشف الحقيقة والانحياز للوطن وفي هدا السياق يمكن القول ان جريدة الوسط نمودج فعلي علي الرغم من ان جريدة الوسط حديثة الاصدار الاانها غزيرةالمحتوي حيث تطرج موضوعات جريئة تعكس هموم المواطنين وتطالعاتهم نحو غدا افضل كاشفة في نفس الوقت التجاوزات التي تحصل هنا وهناك في الحراك الاجتماعي من اجل اظهار الحقيقة حتي يعرف المواطن طبيعة العلاقة بين الاعلام الملتزم بقضايا مجتمعة والاخر ابومهند

    • زائر 10 | 3:58 ص

      انه القدر

      وكأن القدر اراد للوسط ان تكون مميزه في كل شي .. لتكون انت من كتابها
      ولد البدر

    • زائر 9 | 3:43 ص

      10 شمعات مضيئة

      ألف مبروك للوسط وكتابها أشرف الكتاب وطاقمها الشبابي المتميز جداً في عيدها العاشر ونسأل الله لها الديمومة والتألق ونيل الأوسمة كما هو ديدنها.. ولا عزاء للصحف الصفراء
      أبو صادق الدرازي

    • زائر 8 | 3:37 ص

      مبروك للوسط

      نبارك للوسط الوسطية والشفافية والموضوعية في طرح الشأن الداخلي ولكل كاتب فيها لهم مني كل التحية الاحترام الى الامام يا جريدة الوسط الى الامام لمسقبل الحرية والتعبير من دون قيد

    • زائر 7 | 3:16 ص

      مبروك للوسط الوسطيه ..!!

      ألف ألف مبروك الي صحيفه الوسط الأبيه علي مرور 10 شموع مضيئه في فضاء الصحافه ,, وعين الحسود فيها عوووود

    • زائر 6 | 12:53 ص

      انت شرف لنا

      والله يا سيدنا قلمك من ضمن الاقلام الضروريه في صحيفة الوسط انتم شرف لنا وبكم تنجح الصحيفه وينجح المجتمع

    • زائر 5 | 12:19 ص

      شجرة طيبة

      تحية للصحافة الجادة والرصينة والمسؤلة اصبحت الوسط كأحد افراد اسرتي نتصفحها كل صباح نتداول اخبارها ونناقش ماتكتب من إراء ومعلومات وتحية للقلم المميز استاذ وليد نويهض

    • زائر 4 | 12:17 ص

      تحيه للوسط

      منبر من لا منبر له

    • زائر 2 | 11:47 م

      شكرا للوسط.. صوت الوطن

      نتقدم بالتبريكات للصحيفة المحترمة والمتميزة التي حازت على ثقة القراء بمختلف التوجهات والأفكار.وشكر لمواقفها النبيلة المدافعة عن الوطن ومصالح المواطنين،10سنوات من العمل الجاد والمهني تشكرون عليه وعقبال 100سنة من المهنية والحرفية والخدمة الوطنية في خير وعافية في دنيانا وديننا. وكل عام وأنتم بخير من اريد اسكاتكم يوما ما ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره والسلام عليكم ورحمة منه وبركات.

    • زائر 1 | 11:06 م

      مواطن

      مبروك للوسط و للكلمة الحرة وان كانت تخرج من اسطرها مخنوقة

اقرأ ايضاً