العدد 3657 - الإثنين 10 سبتمبر 2012م الموافق 23 شوال 1433هـ

مخاطر الانزلاق نحو الطائفية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل أيام كتب السفير الأميركي السابق في العراق جيمس جيفري مقالاً في «واشنطن بوست» تحدث فيه عن مخاطر انزلاق الوضع في الشرق الأوسط نحو نزاع طائفي شبيه بالاقتتال الطائفي في أوروبا قبل توقيع «اتفاقية ويستفاليا» في العام 1648م. واختار السفير الأميركي مقارنة ما يجري حالياً في منطقتنا بما جرى في أوروبا التي خاضت شعوبها حروباً طاحنة بين أتباع المذاهب المسيحية لعقود طويلة، ولم تهدأ تلك الحروب إلا بتوقيع الاتفاقية المذكورة، والتي غلبت لأول مرة في التاريخ السياسي مبدأ الدولة القائمة على حدود جغرافية، تُجمع داخل تلك الحدود فئات مختلفة في المذهب ولكن جميع تلك الفئات تخضع لقانون واحد، وأنه لا يحق لدولة أخرى أن تتدخل في شئونها بذريعة مناصرة أتباع مذهب معين.

تحليل جيفري مهم لأنه يعمل حالياً كزميل زائر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وعمل سفيراً في العراق وتركيا في فترة رئاسة أوباما، وكان نائب مستشار الأمن القومي والسفير الأميركي في ألبانيا أثناء رئاسة جورج دبليو بوش، وكان كذلك نائب الممثل الخاص لتنفيذ اتفاقات دايتون لإحلال السلام في البوسنة. وقد أشار في مقاله إلى تحذير سمعه عندما كان سفيراً لأميركا في العراق من احتمال انفجار الوضع طائفياً في سورية، ما قد ينشر ذلك البلاء في المنطقة على أساس طائفي، وحذر بأن ذلك ليس فيه هلاك المنطقة فحسب وإنما مساس مباشر بالمصالح الحيوية الأميركية.

ولعلنا بحاجة إلى التذكير بأن ما نمر به من معضلات سياسية ليست طائفية بالأساس، وإنما تستخدم الطائفية كغطاء وكوسيلة لتحقيق مآرب سياسية، ونشهد حالياً في البحرين سياسة شبه علنية من أطراف فاعلة على الساحة تمارس استهدافاً طائفياً ممنهجاً، وفي وضح النهار، وصل إلى مقدسات وخطوط حمراء عديدة لم يكن يتوقعها أحد من قبل. ومع ذلك، فإن الحكماء من الذين يرفعون مطالب عادلة نأوا بأنفسهم عن ممارسة رد فعل طائفي وذلك لعلمهم بالأسباب الفعلية لمجريات الأحداث.

ولكن تحذير السفير الأميركي في مكانه، إذ إن أوروبا غرقت في دماء أبنائها بسبب الاقتتال الطائفي، ولم تستطع الخروج من عصورها المظلمة إلا عبر اعتماد مبدأ آخر للعلاقات السياسية يتخطى البعد الديني - الطائفي، وهذا المفهوم أفسح المجال لاحقاً لتأسيس الدولة الوطنية الحديثة. وحالياً نرى تهديداً لمفهوم الدولة الوطنية، وهناك من يختلق ملفات طائفية لا وجود لها من الأساس من أجل تأجيج مشاعر طائفة ما ضد أخرى، والواقع أن هؤلاء المرضى ليس لهم دين وليس لهم طائفة، وإنما هم جشعون يسعون لتغليب منطق الغاب على منطق الحضارة والإنسانية. وعليه، فإن واجبنا هو حرمان هؤلاء الجشعين عبر الامتناع عن الانزلاق في الاقتتالات الطائفية الوهمية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3657 - الإثنين 10 سبتمبر 2012م الموافق 23 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 2:28 م

      من فعل الشيطان الاكبر

      هذا من فعل الشيطان الاكبر بذر بذور الفتنة الطائفية بعد ان فشل في اسلوب الاحتلال
      فاحذروه احذروه ياعقلاء ياغيارى على الدين والوطن يامن تؤمنون بحرمة دم المسلم بل ومطلق الانسان

    • زائر 26 | 6:51 ص

      الطا ئفه

      يجب ان نعترف بان المنطقه تمر باسواء مراحلها في الزمن المعاصر وطوقت المنطقه با الفتنه الطائفيه والامور خارج السيطره الدينيه والاجتماعيه وقد نكون قريبين من القضاءعلى بعضنا البعض ولذلك يجب تدارك الوقت قبل فوات الاوان والجميع مسئولون عما الات اليه الاوضاع نسئل الله السلامه للجميع

    • زائر 25 | 5:25 ص

      ديموقراطيه هي ام ديكتاتوريه

      الرجاء توضيح المقدسات والخطوط الحمراء المقصوده لان لاشيء فوق القانون في المجتمع الديمقراطي ثم كيف و من يحدد المقدسات و الخطوط الحمراء هل هي اماكن ام اشخاص؟ وهل تسميتها بدلك يجعلها فوق القانون؟

    • زائر 24 | 5:07 ص

      من يتحمل المسئولية الطائفية في البحرين

      الطائفية في البحرين من قبل ابثمانينات والتي صنعتها الدولة من التمييز في التوظيف والخدمات والعطاءات فضربت بالدستور البلد بعرض الحائط ان المواطن متساوي في الحقوق ولكن حرم شباب طائفة بأكملها تمثل مكون رئيسي في الوطن بتوظيف في بعض الوزارات مثل الداخلية والجيش وغيرها فتفاجئنا باحلال شعب وتجنيسه وتوظيفه في تلك الوزارت اما شعب الطائفة أخرى فوزعوهم على المؤسسات الاهلية برواتب متدنية جدا ، فتتحمل هذه المسئولية الدوله الاول والاخير ، لذا الشعب خرج الى الشارع عندما فقد امل الاصلاح الوضع بل الاستمرار فيه

    • زائر 23 | 5:03 ص

      لقد اسمعت لو ناديت انسانا

      الشحن الطائفي والفرز على أساسه كما قال الدكتور للتغطية أي على واقع الاستبداد ولتبق السيادة التي لا تخضع لدين ولا قيم ولا ميثاق ولا قانون بيد المستبد ولينتقم التكفيريون من مخالفيهم.

    • زائر 22 | 4:53 ص

      ملاحضه لدكتور منصور الجمري

      سيدي, مافتئت وانت تنشر الوعي لقرائك وتلامس جروح المشكله في مقالاتك. هل استجاب احد لمقالاتك من صناع القرار؟ سيدي, لقد جافانا النوم ورحل الامل عن عقولنا بان يصير خلاص هذه المشكله قريب. ولاكن لا حياة لمن تنادي ما المطلوب اكثر من ماكان لحلحلة المشكله؟ هل هي المعارضه ام الحكومه, ام الاثنان معا؟ نريد تحليل منك, علمي وواقعي عن اسباب تعنت الطرفين وبدون مجاملات لنضع يدنا على السبب الرئيسي ونعرف من نلوم. شاكرا لك كتاباتك الهادفه لما لها مصلحة الجميع.

    • زائر 21 | 4:45 ص

      درر

      درر يا دكتور

    • زائر 19 | 4:35 ص

      استعمار داخلي

      مخطط يراد له النجاح
      كما هو الاستعمار لاستعباد الشعوب
      سياسة فرق تسد

    • زائر 18 | 4:24 ص

      حتى و سائل الاعلام الغربية طائفية و بامتياز:-

      "قال شهود عيان إن الشرطة البحرينية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين شيعة حاولوا الخروج في مظاهرة احتجاجية الجمعة للمطالبة بإطلاق سراح معارضين معتقلين."
      هذا الخبر منشور على صفحتهم قبل ثلاثة ايام فقط و يمكنك الرجوع إليه,,,,,,,,,

    • زائر 17 | 4:20 ص

      قل للجاهلين أفيقوا

      قل للذين تم تجهيلهم عن قصد افيقوا من جهلكم ، أرادوا تجهيلكم حتى يخدعوكم بالاعلام المضلل ويصورا لكم ان حرباً طائفية ستجتاحكم وستحرق الاخضر واليابس.

    • زائر 15 | 4:08 ص

      التحذير ألأمريكي0

      هم يضعون ويصنعون الفتنة وبعد خراب البصرة يحذرون كأنهم أبرياء من دم يعقوب الم يقل الخبير ألأمريكي نسيت اسمه قال امام الكونجرس لماذا ترسلون ابنائكم الى العراق ليموتوا لنضع خطة ليتقاتلوا بعضهم البعض وهكذا وضعت الخطة ببناء جيش وشرطة اغلبهم من ابناء الطائفة الشيعية وبدون خبرة تم زجهم ليحافضوا على ألأمن وحتى ألأن ذهب المئات والالوف من الطرفين والتفجيرات لازالت مستمرة والقتلى من ابناء العراق ولانستبعد من أن ننال قسطا من هذه الخطة الرهيبة0

    • زائر 13 | 3:29 ص

      خيال وهلوسة يرثى لها ..

      ان من يحب البحرين محبة حقيقية وله جذور متعمقة في هذه الارض الطيبة لا يمكن باي حال ان ينزلق الى هذا النفق الطائفي المظلم ، وما هؤلاء المنتشين والمتسلقين بحبال الطائفية الا مرضى بمعنى الكلمة ،وهم يصرحون بمناسبة أو غير مناسبة بسعادتهم بأيام السلامة الوطنية ويعتبرونها هي الأيام الذهبية التي عاشوها في البحرين ، ويتمنون إعادتها وبقائها وزيادة حدتها ،بل يصل البعض بأوهامه وخياله وهلوسته الى تصور البحرين خالية تماماً من سكانها الاصليين والمحبين لها لتتم سعادته ، ويتيح له التجول في اراضيها دون منغصات!

    • زائر 12 | 3:09 ص

      صراع سياسي

      كما ذكرت دكتور ، إنه صراع سياسي بأدوات طائفية ، لأن من يؤجج هذا الصراع أساسا ليس متدينا وسلوكه الشخصي والرسمي ليس في النقيض مع الآخر بل حتى مع أسسه الفكرية والمذهبية الذاتية.
      لكن هؤلاء أعراب

    • زائر 10 | 2:36 ص

      لا احب الطائفيه

      انا لا احب الطائفيه ولا احب ان احس بان مذهبي او طائفتي احسن من الاخري. انا اكره ان يسب احد او يهان في مذهبه. انا اعتقد باننا في بيت واحد ومركب واحد انا ومثلي الوف في هذا الوطن نستغرب اللعب على اوتار الطائفيه ليقيني بانه لايوجد ولم يوجد يوما في وطني هذا ممارسه تدل على التفرقه بين المذهبين. دعونا ننشر هذا الوعي لهذا الجيل ونجعله شعارا (أنا اكره الطائفيه) دعونا ننشره في المدارس والجامعات.

    • زائر 9 | 2:33 ص

      السياسة لعبة قذرة ملوثة!!!

      قذارة السياسة تكون في أقصاها لما تقترب من الديانة!!!!

    • زائر 8 | 2:08 ص

      شكرنا لك يا دكتور

      شكرنا لك يا دكتور
      فيه مثل عدنا يقول من امن العقاب اساء الادب
      لذلك ترى القانون متعجرف لايعرف طريق الحق
      عندنا للاسف الشديد
      لانه يطبق على فئة دون اخرى والله المستعان

    • زائر 7 | 2:03 ص

      أصبحت الطائفية الملاذ الاخير الذي تحتمي به .

      وستفشل بإذن الله.

    • زائر 6 | 2:01 ص

      عين الحقيقة

      فعلا ان ما نمر به في البحرين من معضلات سياسية ليست طائفية بالأساس، وإنما تستخدم الطائفية كغطاء وكوسيلة لتحقيق مآرب سياسية،

    • زائر 5 | 2:01 ص

      نعم :خطر قائم . غالبية الشعوب العربية غير مقتنعة بها . لكن الأنظمة الفاسدة تتمترس خلفها . فهي آخر الدروع التي تحميها

      ثقافة الشعب العربي تختلف اليوم عن ما كانت عليه ثقافة الشعب الأوربي بعد القرون الوسطى مباشرة.
      الحرب الطائفية في أوربا دعمها رجال الدين وكل الشعوب.
      اما الحرب الطائفية في الوطن العربي فهي سياسية تؤججها أنظمة دولية وإقليمية وبعض المتمصلحين من المقربين للأنظمة، وهي غير مدعومة من غالبية الشعب العربي.
      إضافة إلى استفادة الشعب العربي من آثار الحروب الأوربية الطائفية ونتائجها.
      لكن الخطر باقي، نظرا لحجم الدعم السياسي ونسبة الجهل والأمية في الوطن العربي وخباثة هذه الحروب.

    • زائر 4 | 12:32 ص

      العجب كل العجب

      ليس بمستغرب ان يقع العوام او الجهال في هذا المستنقع الاسن ولكن العجب كلالعجب ان ترى من كان مثقفا واكاديميا على اعلى المستويات او رجل دين مثقف ان يصاب يهذا الوباء .. احد الاكاديمين الخليجيين كانت اطروحته حول الشيعة في العراق وعايش العراقيين الشيعة وعرفهم والان ينحدر الى اعماق الطائفية ويتخلى عن كل عقله وثقافته بل ودينه وغيره الكثير

    • زائر 3 | 12:29 ص

      ماغيرها

      والله اذا وصلنا الى حرب طائفية فهذا كله من امريكا ،والغجر الاغبياء من الاعراب ،الذين لا يفقهون شئ مما يعملون

    • زائر 2 | 11:54 م

      قل للسفير الامريكي هذا ما تصنعه سياسة بلاده

      الكل يعرف خطر الاحتراب الطائفي ولكن الجميع يسعى اليه بمحض ارادته ووفق عمد واصرار. ونحن نعرف ان مصلحة الغرب والامريكان في ذلك لكننا نحقق لهم ما يريدون وبمحض ارادتنا ونعرف ونتيقن ان الاحتراب الطائفي سوف يأتي على الاخضر واليابس وسوف يهلك بلداننا ولكننا نذهب اليه مسرعين غير عابئين بعواقبه.
      وفي البحرين بالذات البعض يكرّس الأسباب التي فجرت الوضع بل ويعمل ليل نهار على تفاقمها من ممارسات عنصرية وتمييز واقصاء وفصل وتعسف.
      الانحدار الى الحل الامني وجعله الوحيد في الساحة سوف ينهك البلاد ومن عليها

    • زائر 1 | 11:25 م

      تجييش طائفي اشتغل عليه الاوربيون انفسهم و هم من يغذونه

      للاسف الشديد ان هناك طائف كبير من امتنا العربيه و الاسلاميه وقعت في هذا الفخ الذي وضعه و اشتغل عليه الاوربيون انفسهم وهاهي الدماء تنزف في العراق و سوريا و لبنان و البحرين و اليمن

اقرأ ايضاً