أوصى مؤتمر عاشوراء السابع في ختام فعالياته مساء أمس الأول (الإثنين) بمأتم السنابس، بتأسيس مركز معلومات، وتشكيل فريق عمل تشترك فيه المؤسسات الاجتماعية والسياسية، والعمل على تأسيس الهيئات والمراكز البحثية؛ لاستطلاع الرأي العام بصورة دورية في جميع القضايا.
وأكد المؤتمر في بيانه الختامي الذي ألقاه رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر عاشوراء رجل الدين الشيخ محمد خجسته، على «إعداد دراسة مقارنة بين الأطر القانونية والحقوقية العالمية للحراك السياسي، والشريعة الإسلامية، وإصدار كتيب تثقيفي يتضمن أهمية القيادة والانقياد، واستعمال وسائل التثقيف المختلفة».
ودعا إلى «العمل على تحديد الشعارات بدقة في الحراك السياسي، وتقييمها وترشيدها، وبذل الجهود؛ لإثراء حركة التنمية البشرية على ضوء ثورة عاشوراء، دعماً للعمل المؤسسي والاجتماعي، وأن يتم تكوين لجنة متخصصة؛ لترجمة البحوث القيمة لجميع مؤتمرات عاشوراء؛ لتكون مرجعاً يحتوي على قيم ومبادئ عاشوراء».
وقال خجسته في البيان الختامي: «إن الهدف المركزي لثورة عاشوراء هو إيقاف المشروع الجاهلي الذي خطط له الأمويون، وبرنامج الإمام الحسين (ع) ورؤيته هي رؤية ثاقبة وحركة مستمرة متواصلة في واقع الأمة، تنطلق نحو دولة الحق».
وذكر أن «من صميم أهداف ومسئوليات عاشوراء التعاطي مع قضايا وهموم الأمة، وإلا انفصلت عن حركة الواقع»، مشدداً بقوله: «إن الإصلاح السياسي ركن أساس في حركة الإصلاح الاجتماعي الشامل».
وأضاف «إن السياسة يجب أن ترتبط في كل حراكها بالدين وقيمه ومبادئه. ويعتبر توفر الأمة على القيادة الواعية المخلصة من أهم أسباب نجاح حركة الإصلاح السياسي».
ورأى أن «حضارية الأهداف والمطالب والإبداع في الحراك السياسي أمر مطلوب»، مؤكداً على «منهج السلمية في الإصلاح السياسي».
وأشار إلى أنه ينبغي للحراك السياسي الإصلاحي أن يستوعب مختلف أشكال التعدديات الدينية والمذهبية والثقافية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «المرأة كانت في الثورة الحسينية العنصر الفاعل إعلامياً وعملياً».
من جانبه، قال رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيدمجيد المشعل إن الإصلاح السياسي هدف الثورة الحسينية، معتبراً أن «الإصلاح مفهوم مقدس وشعار الأنبياء والأوصياء عبر التأريخ، وينبغي أن نمثله هدفاً ومنطلقاً في تحركاتنا على المستوى السياسي والاجتماعي.
ورأى المشعل، في كلمة ألقاها قبل بدء عرض أوراق عمل الجلسة الختامية في المؤتمر، أن «ممارسة مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بنفسها تمثل إصلاحاً، وهي وظيفة وتكليف وعملية إصلاحية في الأمة الإسلامية، وعند ممارسة هذه الوظيفة يعني أنك تمارس الإصلاح في الأمة، فهي تحريك لقيم المعروف وإبطال لمعاني المنكر، وهذا بلاشك إصلاح في الأمة».
وذكر «الإصلاح على مستوى تغيير الزعامة والقيادة في المجتمع، وقيام النظام والقيادة الإسلامية العادلة. والإمام الحسين (ع) عمل على تغيير القيادة الفاسدة والزعامة السياسية الفاسدة».
ونوه بضرورة التغيير والإصلاح على مستوى النفسي للأمة، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، «فكان من أهداف الإمام الحسين (ع) هو تغيير الواقع النفسي للأمة. وعملية الإصلاح في ضمير الأمة وروحية الأمة، يمثل أساساً وقاعدة لمستويات من الإصلاح السياسي والاجتماعي في الأمة».
وأكد المشعل أن «الثورة الحسينية مارست الإصلاح بصورة عملية، ونجحت في تحقيق بعض مستوياته بصورة مباشرة، ونجحت في تحقيق بعض آخر بصورة غير مباشرة. ومازال الزخم العاشورائي يواصل في تقديم مستويات الإصلاح في الأمة، ولولا الوجود العاشورائي في واقع الأمة، لكانت الأمة على صورة تختلف على هذه الصورة التي نراها، ولكانت تعيش التخلف والانكفاء عن خط الإسلام».
وفي مشاركة لجمعية الصم البحرينية، قال نائب رئيس جمعية الصم البحرينية رضي العلي، بلغة الإشارة، إن الأشخاص الصُّمّ ملمّون جداً بقضية الإمام الحسين (ع)، «حيث إننا نحرص على إحياء ذكرى عاشوراء، بكل ما للكلمة من معنى، وبدأنا بترجمة مجالس الإمام الحسين (ع)، بلغة الصم منذ ما يقارب 7 أعوام». وتطلع العلي إلى أن تؤسس حوزات علمية تستوعب كل الأشخاص الصُّم، مبدياً استعدادهم لتعليم رجال الدين لغة الإشارة.
إلى ذلك، استعرض رجل الدين الشيخ رضي ملا خليل ورقة عمل حملت عنوان «عاشوراء وإشكالات العنف»، مستعرضاً من خلال ورقته تعريف العنف وأبعاده في ثورة الإمام الحسين والإسلام. وشدد ملاخليل على عدم العنف وأن لا إكراه في الإسلام، وأن «ثورة الإمام الحسين (ع) لم تكن ثورة عنفية، بل ثورة إصلاحية كان الإصلاح رائدها وهدفها».
وأكد في توصيات ورقته «التركيز على أسلوب التوعيه والتوجيه في بعض الأساليب والممارسات الشديدة، في محاولة للتعبير عن الحزن والمواساة، وضرورة استثمار أساليب التواصل في التعريف بالإسلام، الذي ينتشر في العالم الغربي والشرقي بطريقة الدعوة إلى الله، والإعلام المقنِع والجدال بالتي هي أحسن، والممارسة الحسنة الواعية للدين التي تجعل غير المؤمنين بالرسالة ينجذبون تلقائياً له».
وفي ورقته التي عنونها بـ «عاشوراء من منظور سياسي معاصر»، تحدث الناشط الاجتماعي والثقافي السيدبدر الغريفي عن الغاية من السياسة، وعن الاستبداد ومعاناة البشرية، والبحث عن النظام الصالح، إلى جانب حديثه عن السياسة المعاصرة بين التنظير والممارسة».
كما تطرق الغريفي في ورقته إلى الإعلام بين الغرب وعاشوراء، وعاشوراء وحقوق الإنسان، إلى جانب البعد الأخلاقي والاجتماعي من ثورة عاشوراء.
وخلص الغريفي إلى أن «المساهمة في حركة التأريخ تعتبر من صميم العقيدة الإسلامية، ويحاسب الإنسان في آخرته بقدر المشاركة في هذا البناء، وبقدر نزاهة الدوافع التي تحركه للعطاء».
وأشار إلى أن «ثورة عاشوراء قامت على مبادئ ثابتة، تمثلت في عقيدة القائد والأتباع، وأصبح السلوك مصداقاً لتلك القيم والمبادئ».
ورأى أن «السياسة المعاصرة تميزت بازدواجية مفرطة في تعاملها مع قضايا العالم، حتى بات العمل بوجه مكشوف دون خجل ووجل، وتسوق المبررات لفعلها في وسائل الإعلام الضخمة التي تسيطر عليها».
وبيّن أن ما يحرك السياسة المعاصرة هو «المصلحة ومبدأ المكيافيلي»، بعيداً عن أهمية العدالة وقدسيتها، موضحاً الغريفي أنها «تتشكل وتتغير في تعاملها ونظراتها للشعوب الأخرى حسب المصلحة، وإن كانت تستهدف شعوبها سعياً لازدهارها».
وفي عرض مرئي، قدم رئيس مركز الإمام الحسين (ع)، للدراسات والبحوث محمد حميد السلمان، شرحاً مفصلاً عن انطلاق مشروع المركز، مبيناً أن من أهداف المشروع «الحفاظ على التراث الحسيني البحريني بجمعه، وتوثيقه تحت راية المركز، لفائدة العلماء والباحثين والجمهور».
العدد 3665 - الثلثاء 18 سبتمبر 2012م الموافق 02 ذي القعدة 1433هـ
مجرد سؤال
تبقى حبرا على ورق اين ذهبت توصيات المؤتمرات السابقة لماذا لانرى لها نتائج على ارض الواقع