العدد 3669 - السبت 22 سبتمبر 2012م الموافق 06 ذي القعدة 1433هـ

صالونة أبومطرقة من أجل تحفيز الاقتصاد

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

يحكى أن أبومطرقة دخل قرية يشتكي فيها المزارعون من ضعف الطلب على منتجاتهم في السوق، لأن هذه القرية لا تعرف إلا طبخة المشوي والمقلي، وهذه الطبخات قد لا تحتاج إلى الخضراوات إلا قليلاً منها.

وكثير من المزارعين تركوا مهنتهم، ومنهم من يوشك على إعلان إفلاسه. لمعت فكرة في رأس أبومطرقة لتحفيز الطلب على الخضراوات، فاخترع الصالونة.

فالصالونة تحتاج إلى طماطم وجزر وبصل وبطاطس وفلفل أحمر وأخضر، وكوسة، وتابل وسبنت، وضامية، وقرع... إلخ.

فكانت الصالونة أكبر ابتكار في ذلك الوقت لزيادة الطلب على الخضراوات، ما أدى إلى انتعاش المزارعين وزيادة مداخيلهم وتحريك عجلة النمو في القطاع.

الوضع الاقتصادي في البحرين قد يحتاج إلى تطوير صالونة أبومطرقة، واستحداثها بصالونة جديدة تناسب متطلبات المرحلة الحالية، وهي صالونة الإسكان.

فبناء منازل للمواطن، سيحرك قطاع البناء والتشييد وتنشيط قطاعات اقتصادية أخرى مرتبطة مثل: أدوات البناء، الخرسانة، الألمنيوم، الأدوات الكهربائية، الديكور والجبس والصباغة، مواد الأرضيات والدهانات والسجاد والمفروشات، النجارة، والصناعات الهندسية الأخرى مثل المكيفات إلى جانب الكثير من الصناعات المرتبطة بالعمران كقطاع النقل والخدمات اللوجستية.

وعندما ينتعش قطاع الإنشاءات (ببناء آلاف الوحدات السكنية) ستزدهر معه الصناعات الأخرى كسلسلة مترابطة مع بعضها بعضاً، وبالتالي خلق مزيد من وظائف العمل التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة. وهو ما يحقق للدولة أهدافها الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب إنجاح سياستها الاقتصادية المتبعة، وكذلك رفع معنويات السوق.

لكن صالونة الإسكان التي يحتاجها الاقتصاد البحريني في وضعه الحالي، لها سر، إذا تم فهمه فإن النجاح والانتعاش الاقتصادي سيتذوقه الجميع.

السر هو توزيع عقود ومناقصات بناء الوحدات السكنية على جميع المقاولين في البلد وفق آلية النسبة والتناسب، بحيث يعطى كل مقاول صغير مناقصة لبناء 10 منازل، وعندما ينتهي منها يعطى 10 منازل أخرى، أما المقاول المتوسط يعطى مناقصة لبناء 50 منزلاً، وإذا انتهى منها تعطى له مناقصة أخرى، والمقاول الكبير يعطى عقداً لبناء 120 وحدة، وإذا انتهى يعطى مناقصة أخرى.

وهذا سيجعل آلاف الشركات والمؤسسات في السوق تستفيد من المناقصات والعقود، ما يؤدي إلى جريان ودوران النقود في عروق وشرايين الاقتصاد، وبالتالي تنتعش كل القطاعات من خلال إعادة التوازن بين العرض الكلي والطلب الكلي.

أما أكبر مسببات الفشل لصالونة الإسكان، هو منح مقاول واحد أو اثنين إنشاء جميع الوحدات السكنية، وهؤلاء سيتعاملون مع شركات محددة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، وبالتالي الأموال تنحصر في زاوية ضيقة، وتحرم آلاف الشركات والمؤسسات من الاستفادة، ومن ثم عدم حدوث انتعاش اقتصادي.

فإذا أعطيت مناقصة بناء 10 آلاف وحدة إلى مقاول واحد، فإنك حرمت باقي المقاولين والشركات من الاستفادة من الإنفاق الحكومي، وبالتالي عدم توزع الأموال في عروق السوق، وبالتالي يصاب الاقتصاد بأزمة في القلب.

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 3669 - السبت 22 سبتمبر 2012م الموافق 06 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 10:09 ص

      افتقدنك

      وايد احب اقرا مقالاتك ياعباس افتقدناك بكثرة ماقمنا نشوف مقالاتك

    • زائر 3 | 5:38 ص

      هذه السياسة هي المعتمدة عندنا

      هذه سياسة تجيير كل المنافع التى تصدر من الدولة لشخص واحد او لمتنفذ واحد هي نفسها التى قال عنها الله في كتابه الكريم "كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ " ففساد الاقتصاد والذي بني عليه عصب الحياة في يد ثلة بسيطة تسوم العباد بأشد أنواع البلاء ويعم الفساد في الارض من هذه .
      ونلوم الغرب على فساد حالنا ، ويصدر كل رأي فاسد من كبراءنا وهم علة وأس كل فساد . وما هذا الا نبذنا لكلام الله وراء ظهورنا .

    • زائر 2 | 2:30 ص

      دائما نظرتهم قصيرة وللمصلحة الشخصية فقط

      مقال أكثر من رائع .. ياريت اللي فوق يقرونه ويطبقونه

    • زائر 1 | 1:06 ص

      ام حسن

      خلاص اني رشحتك وزير اسكان

اقرأ ايضاً