اوضح وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي، بان مملكة البحرين تشارك اليوم الاسرة الدولية بما حققته من انجازات في هذا الصعيد , حيث ستعمل الوزارة على تنفيذ المخططات العمرانية المحققة للمخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني لمملكة البحرين بعد ان انتهت من اعداد واعتماد ما تزيد عن نسبته 90 في المئة من هذه المخططات في جميع مناطق مملكة البحرين.

جاء ذلك في كلمة لوزير شئون البلديات والتخطيط العمراني و التي القاها في الاحتفال الذي نظمته وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني صباح اليوم الاثنين (1 أكتوبر / تشرين الأول 2012) بمناسبة يوم الموئل العالمي – يوم الامم المتحدة للمستوطنات البشرية – وذلك في قاعة الرفاع بفندق الريجنسي كونتنتال. اذ بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.

وأضاف الوزير أن مملكة البحرين خطت خطوات رائدة في مجال الإسكان والتنمية الحضرية من خلال تبني سياسات ريادية في مجالات التنمية العمرانية والاقتصادية والاجتماعية وصياغة السياسات التي تهدف الى تحقيق الاداء الحضري المتميز وتسهيل المشاركة المجتمعية بإدماج منظمات المجتمع المدني في حركة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مملكة البحرين .

منوها بأن مملكة البحرين اولت ضمن برنامج عمل حكومتها برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة، التنمية الحضرية المستدامة وتوفير مقومات العيش الكريم للمواطنين والمقيمين جل اهتمامها ووضعتها في بداية اولوياتها , ولقد عملت الحكومة الموقرة من خلال برنامجها المتكامل على التخطيط العمراني الاستراتيجي الشامل وتوفير المساحات اللازمة للأنشطة التنموية المختلفة وبناء وانشاء المرافق العامة وخدمات البنية التحتية مع شبكة اجتماعية متكاملة لدعم الاسر من خلال منظومة من البرامج والمشاريع المحققة لهذه الرؤية.

واشار إلى أن مملكة البحرين قامت بتحقيق عدد من الاهداف الانمائية للألفية قبل موعدها العالمي المتفق عليه في العام 2015 انما يعكس ويترجم اهتمام المملكة والتزامها على الصعيد الدولي ضمن الجهود العالمية لتوفير متطلبات العيش الكريم للبشرية من صحة وتعليم واسكان وبنية تحتية وخدمات بلدية وغيرها من الخدمات التي تسهم في تلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين .

وقال الوزير :"يعقد احتفال هذا العام تحت شعار (تغير المدن ...بناء الفرص) , هذا الشعار يؤكد الحاجة الى تخطيط عصري وشامل للمدن بغرض نموها , وان النمو المستدام للمدن يسهم في توفير فرص مثالية حالية ومستقبلية لسكان المدن , وان يكون للجميع مساهمة في صنع وتنمية مدنهم بحيث تكون مكانا مثاليا للعيش ". مضيفا :"كما قامت الوزارة بوضع واعداد الادوات والانظمة اللازمة لتفعيل الاستراتيجيات التنموية المحققة للمخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني لمملكة البحرين حيث انهت الوزارة بالتعاون مع الشركة الاستشارية المكلفة بالمشروع وبالتعاون والتنسيق مع الجهات الخدمية من هذه المرحلة , ولقد تم بالفعل البدء في تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج المحققة لهذه الاستراتيجيات من قبل وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني والوزارات الخدمية كل فيما يخصه" .

واوضح الكعبي ان اهتمام مملكة البحرين ضمن برنامج عمل الحكومة وأفراد عدد من المبادرات الوطنية ضمن الرؤية الاقتصادية 2030 والاستراتيجية الوطنية بالتخطيط الاستراتيجي العمراني الشامل, انما يعزز ويؤكد اهتمام الدولة بتنظيم التنمية على أسس مستدامة، مشيرا إلى أن الوزارة عملت على تنفيذ مجموعة من مشاريع التنمية الحضرية المستدامة من خلال برنامج متكامل للتطوير الحضري المستدام للتنمية الشاملة بشراكة وتنسيق مع المجالس البلدية لضمان ان يكون هذا التطوير قائما على اسس المشاركة الشعبية ووفقا لأولويات واحتياجات المواطنين , وان الوزارة سوف تمضي قدما للبدء في المرحلة القادمة من مشروع التنمية الحضرية الشاملة الذي تم التأكيد عليه كأحد المبادرات الاساسية ضمن الاستراتيجية الوطنية للمملكة في تنفيذ مجموعة من البرامج الهادفة للارتقاء بالوضع الحضري للمناطق بالتعاون مع وزارات الدولة المعنية لتطوير عشر مناطق خلال العامين القادمين في جميع محافظات المملكة , مؤكدين تسخير امكانيات وموارد الوزارة لانجاح هذا المشروع الوطني المتميز.

منوها إلى ان ما تم تحقيقه من انجازات على صعيد التخطيط الاستراتيجي والتنمية الحضرية المستدامة جاء بفضل توجيهات حكيمة من الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر ، ودعم ومساندة من ولي العهد نائب القائد الاعلى, وبتعاون الوزارات الخدمية المعنية والمجالس البلدية , حيث كان لتكاتف الجميع دور في تحقيق هذه الانجازات، وما ادراج مدينة ( المحرق) ضمن سجل المدن المتطورة لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية الا نموذج لما تحقق وترجمة لما انجز في مجال توفير رفاهية المواطنين ومقومات العيش الكريم لكل مقيم على هذه الارض الطيبة.

وعلى صعيد متصل اكد الوزير على اهمية اتفاقية التعاون التي وقعتها مملكة البحرين مع برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية حيث من المؤمل ان يتم خلال الفترة القادمة افتتاح مكتب اقليمي للبرنامج في مملكة البحرين , وسيكون هذا المكتب باذن الله معززا لجهود المملكة في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة في المملكة , وداعما لجهود الاسرة الدولية في تحقيق الاهداف الانمائية للالفية , وان الوزارة تتطلع الى ان يحقق هذا المكتب قفزة نوعية في مجال تقديم الاستشارات والبرامج والدعم لجهود العديد من وزارات الدولة في مجال تحقيق التنمية الحضرية المستدامة.

وفي ختام كلمته وجهة الوزير خالص الشكر والتقدير لنائب سمو رئيس الوزراء على تفضله برعاية الحفل ودعمه المستمر لمسيرة التنمية الحضرية الشاملة ,كما توجه بالشكر لسعادة الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة واصحاب السعادة الوزراء ورؤساء واعضاءء المجالس البلدية ووسائل الاعلام والصحافة وكافة المساهمين في الاعداد والتحضير لهذه الفعالية.

وتخلل برنامج الحفل عرض فيلم عن جائزة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر تبعتها كلمة لرؤوساء المجالس البلدية القاها بالنيابهم عنهم رئيس المجلس البلدي لبلدية المحرق عبدالناصر المحميد اكد فيها على ارتقاء مملكة البحرين في سلم التنمية والحضارة لتتبوأ مرتبةً متقدمة على مستوى العالم في مجالات عديدة، فهاهي كافة المدن والقرى تتطور إلى الأمام، وهاهي المدينة الشمالية قد بدأت بشارات العمل فيها، شاهدةً على المستقبل الزاهر.

مشيرا الى ان هذه الخطوات ما كانت لتتم إلا نتيجةً للتخطيط السليم، وإشراك الشعب في اتخاذ القرارات وتحسين التشريعات، وذلك عن طريق كل من المجلس النيابي، والمجلس البلدي.

وقال المحميد:"منذ انطلاقة المشروع الإصلاحي المبارك، اضطلعت المجالس البلدية بدور هام في تمثيل الأهالي فيما يتعلق بتطوير الخدمات، والبنى التحتية، وتخطيط المدن والقرى، والمشاركة مع الجهات المختصة في رفع مستويات الصحة والتعليم، والاهتمام بالنظافة والتجميل والتشجير، والمشاركة في الفعاليات الثقافية والوطنية والرياضية، وغيرها الكثير.مضيفا "لقد ساهمت المجالس البلدية في مملكة البحرين، وفي إطار التنمية الحضرية المستدامة والتطوير العمراني في الدفع بخطط الدولة لإنشاء المساكن الكريمة وتوفير سبل الحياة الهانئة للمواطنين، وذلك عن مشروع المكرمة الملكية لإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، ومشروع الترميم".

واوضح بأن المجالس البلدية تهتم بالنسيج العمراني فيما يتعلق بإستراتيجيات بتحديد المواقع الملائمة، وتهيئتها بأفضل الخدمات،، مع الربط ما بين الأصالة والحضارة. وأما بشأن المساكن الموجودة حالياً فالمساعي متواصلة يوماً بيوم لتحسين مستوى الخدمات المقدمة إليها من كهرباء وماء ومصارف مياه ورصف وتشجير وتعديل لأنظمة الشوارع، والانتباه الجيد للشوارع التجارية والخدمات المقدمة لمختلف المجمعات السكنية.

وأكد رئيس المجلس بأن المجالس البلدية اخذت على عاتقها مسؤولية الارتقاء بالموئل طريقاً للارتقاء بالإنسان، وقد كوفئت البحرين في هذه المساعي من خلال العديد من الجوائز العالمية وكأن منها مؤخراً دخول اسم مملكة البحرين في السجل العالمي في تصنيف المدن المتطورة خلال العقد الأول من الألفية الثالثة وذلك عن طريق مدينة المحرق التي حققت معظم الأهداف الإنمائية الألفية للمدن المتقدمة المزدهرة. وإن المجالس البلدية، ودون أي مجاملة من قبلنا، تعمل على نحو حثيث ومطّرد نحو تحقيق هذه المكانة لجميع المدن في المملكة. هذه الجهود نلمسها في كافة الأعضاء الذين يتكاتفون لخدمة مملكة البحرين.

وعلى صعيد أخر القى المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بمملكة البحرين Peter Grohmann كلمة أشار فيها إلى أن هذا اليوم يهدف الى تسليط الضوء على قضايا التخطيط والتنمية الحضرية المستدامة مشيدا بمشاركة البحرين المستمرة في المحافل الدولية بالمستوطنات البشرية والتنمية الحضرية المستدامة.

كما القى مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (Habitat) Alioune Badiane كلمة يؤكد فيها على دور مملكة البحرين الرائد في مجال التنمية الحضرية.

وتم بعدها عرض فيلم قصير يبين إنجازات مملكة البحرين في مجال التخطيط والتطوير العمراني والتنمية الحضرية.

وقدم وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني هدية راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، كما قام بتكريم المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بمملكة البحرين.، و مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (Habitat). Alioune Badiane و المدير العام للإدارة العامة للتخطيط العمراني سابقاً الشيخ حمد بن محمد آل خليفة، و وكيل وزارة الأشغال نايف عمر الكلالي نائب رئيس هيئة التخطيط والتطوير العمراني سابقاً نظرا للجهود التي قامو ببذلها في مجال التنمية المستدامة. وفي الختام كانت هناك جولة في المعرض المصاحب.