العدد 3679 - الثلثاء 02 أكتوبر 2012م الموافق 16 ذي القعدة 1433هـ

رسالة بمناسبة اليوم الدولي لنبذ العنف

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

لقد حظيت في وقت سابق من هذه السنة بشرف الوقوف إجلالاً أمام النصب التذكاري المقام في راج غات في نيودلهي، إحياءً لذكرى المهاتما غاندي. وغاندي دليل على قدرة شخص واحد على تغيير العالم بفضل الرؤية التي بلورها وباتخاذ الناس منه قدوةً. وإحياءً لإرثه المتواصل، نحتفل باليوم الدولي لنبذ العنف كل سنة في الذكرى السنوية لميلاده.

وحري بنا، والعالم يمر اليوم بفترةٍ انتقاليةٍ تطبعها الاضطرابات، أن نتوقف برهة للتأمل في رسالة التفاهم والسلام التي أتى بها غاندي.

وإذ نجول بنظرنا في شتى أنحاء العالم اليوم، نلمس أن قيم التسامح توجد فعلاً على المحك. فأعمال القتال تخلف خسائر جسيمة انطلاقاً من أفغانستان فسورية، ثم منطقة الساحل. وتساهم الأزمة الاقتصادية في تأجيج كراهية الأجانب وغير ذلك من أشكال التمييز الخطيرة والقاتلة. وتهدّد آفات الإرهاب والاتجار بالبشر وانتهاك الحقوق والعنف ضد المرأة الملايين من البشر. وعلينا أن نبذل المزيد من الجهود من أجل إشاعة التفاهم فيما بين الأديان والمجتمعات والبلدان وداخلها.

ولقد جعلت من منع العنف إحدى الأولويات الرئيسية في برنامج عمل الأمم المتحدة الخماسي. ولكن منع العنف لا يقتصر مفهومه على الفصل بين الأطراف المتحاربة وتهدئة التوترات، إذ لكي نعالج الأسباب الجذرية للنزاعات والتعصب معالجةً جوهريةً يتعيّن إشاعة ثقافة اللاعنف والسلام.

وللحكومات في هذا الصدد دور قيادي يجب عليها أن تؤديه، ولكن في نهاية المطاف سيكون الناس من مدرسين وقادة دينيين وآباء وفاعلين اجتماعيين وأصحاب مشاريع تجارية وقيادات شعبية هم من سيضع الأسس التي ستقوم عليها قيم اللاعنف.

ولربما كان من الأيسر على المرء أن يحمل السلاح من أن يبسط شكواه وأن يلمس مكمن الخطأ من أن يجد إلى العفو عنه سبيلاً. ولكن ما أثر على مشاعري تأثيراً عميقاً هو ما شهدت لدى المجتمعات والشعوب في كل أنحاء المعمورة من استلهامٍ لمثال غاندي، ومن قدرة على تغيير الواقع تغييراً حقيقياً.

فلنجعل من كل هذه الجهود مصدراً نستمد منه قوتنا من أجل العمل سوياً في سبيل عالم ينبذ العنف وينعم بدوام السلام.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 3679 - الثلثاء 02 أكتوبر 2012م الموافق 16 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:53 ص

      مصدر العنف...

      نعم نعم...نبذ العنف جملة بسيط وبسيطة جداً في ترديدها على طرف اللسان لسبب بسيط!لدغدفة بعض القلوب وللإستهلاك الإعلامي يا بانك!لو جئنا وبسطنا خارطة العنف في العالم لوجدناها تخرج من تحت عبائتك ومن بين يديك
      بل ومن بيتك تلك (المنظمة والغير منظمة)والتي تسيطر عليها عصابات النفط والدولار الصهيوأمريكية!! وعلى العاقل أن يحكم وإلاّ ماذا يدل السكوت على على جرائم أنظمة وعوائل لها سوابق وجرائم وأنت تعتبرها على الخط الصحيح في(الإصلاح) ودول أخرى يجهز عليها بكل وسائل الذبح والخنق !!

اقرأ ايضاً