العدد 3680 - الأربعاء 03 أكتوبر 2012م الموافق 17 ذي القعدة 1433هـ

أمٌّ مشهورة عالمياً تهّز مجال صنع السلام

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

عشية الذكرى الحادية عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، مازالت التساؤلات والنزاعات وسوء الفهم بين جماعات الإيمان مستمرة. إلا أن شيئاً مثيراً للاهتمام يحدث. اجتمعت في القدس أخيراً مجموعة جديّة المظهر من رجال الدين المسلمين والمسيحيين واليهود معاً لتكريم وتبجيل امرأة هي السيدة مريم أم السيد المسيح، وإيجاد معنى مشترك من خلالها.

تشكل هذه لحظة نادرة ومثيرة لدور امرأة يستخدم كجسر، في عالم من مبادرات صنع السلام والجهود التي يسيطر عليها الرجال.

تُعتبر السيدة مريم، التي كانت يهودية ووالدة السيد المسيح المسيحي كذلك واحدة من أكثر النساء تبجيلاً واحتراماً في التقاليد الدينية الإسلامية، وقد أطلق القرآن الكريم اسمها على إحدى سوره. ولكن إلى جانب هذا الوضع، فإن السيدة مريم إنسانة وبعمق.

وهل هناك من أسلوب أفضل للتواصل من أكثر الأمهات شهرة في التاريخ؟

مؤسِّسة المبادرة هي الصحافية السابقة إنغريد ستيلماخر، التي أرادت بعد 25 سنة من إنتاج الأفلام السينمائية والتلفزيونية أن «تتوقف عن التعليق على النزاع وأن تبدأ بعمل شيء لحله». أسّست منظمة «مبادرة مريم» ومركزها المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى جمع الناس معاً من خلال فهمهم المشترك، وتجربة السيدة مريم.

تقول ستيلماخر إن التركيز على الحوار حول الأهمية المشتركة التي تلعبها السيدة مريم يتغلب على حاجز «الحديث فقط» عن حوار الديانات. تأتي السيدة مريم بالناس إلى الطاولة من أجل الحوار، بسبب العاطفة والاحترام اللذين «يثيرهما» وبذلك تربط بين المتحاورين، رجالاً ونساءً، حتى قبل أن يبدأوا بالحديث.

على سبيل المثال، دُهِشَت مجموعة من النساء الصوماليات عندما علمن أن السيدة مريم كانت يهودية، وهو أمر تقول ستيلماخر إنه يحدث مع مجموعات مختلفة حول العالم. في هذه الحالة، أدى هذا الإدراك إلى ارتباط مبدئي مع النساء اليهوديات حول قضايا تتعلق بالنوع الاجتماعي، التي تؤثر على المجموعتين.

تعني جاذبية السيدة مريم العالمية أنه يمكن الوصول إليها عبر الثقافات والبلاد: من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة وتانزانيا وكينيا واليمن. المفهوم بسيط بشكل مدهش. يُطلب من مجموعات من ديانات مختلفة، ومعهم أحياناً زملاء غير متدينين، أن يبحثوا في السؤال: «ما الذي تعنيه لك السيدة مريم؟».

يتم تصوير الإجابات وطرح مقابلات إحدى المجموعات للنقاش أمام مجموعات مختلفة. عبّر السفير الفلسطيني إلى المملكة المتحدة، مانويل حساسيان كيف «تمثل السيدة مريم بالنسبة له الأمل والروحانية والحب»، وهي مكونات أساسية نفتقدها أحياناً عندما نتعامل مع القضايا اليائسة التي نواجهها في العالم.

ويصف اليهودي ميري روبن ببلاغة كيف أنه يستحيل أن تكون أوروبياً ولا تتأثر بالسيدة مريم من خلال الفن والعمارة والشعر، «وهي كل ما نعتبره جميلاً بشكل أصيل».

عبّرت مجموعة من الباكستانيين المسلمين عن رغبتها بوجود «مبادرة مريم» بين الهند والباكستان، لأن الانقسام كان بالنسبة لهم مثل الحادي عشر من سبتمبر. عند تلك اللحظة لم يكونوا قد شاهدوا مقطعاً من فيلم موهيني غيري، زوجة ابنة الرئيسة الرابعة للهند «في في غيري»، وهي هندوسية تشرح فيه أن السيدة مريم بالنسبة لها تعني الأم، وإذا استطعنا الحصول على السلام من خلال السيدة مريم فلِمَ لا؟

يشكل إبراز حوارات مستقبلية إيجابية عن السيدة مريم لمجموعات من الناس مازالوا ينظرون إلى الوراء إلى هجمات سبتمبر أسئلة مفاهيمية مهمة لصنع السلام. على سبيل المثال، كيف يجب موازنة القوة القاسية مع القوة الناعمة ومفاهيم التسوية.

في إحدى جلسات «مبادرة مريم» في جامعة فيرفيلد بالولايات المتحدة في فترة مبكرة من هذه السنة، قال الأب ريتشارد رايسكافيتش، مدير مركز الإيمان والحياة العامة، إنه يجب تدريس مبادرة مريم في المدرسة الدبلوماسية هنا في الولايات المتحدة، لأن هذا التوجه حول السيدة مريم، الذي يوفر مساحة أقل مواجهة وموجودة فعلاً نتيجة للطرح المشترك بين المسيحيين والمسلمين هو حوار جديد وقوي بالأرجل، يمكن أن يسلّح الدبلوماسيون بذراع ممتدة تضم شيئاً أصيلاً وليس مصنّعاً.

في نهاية جلسة استمرت ثلاث ساعات في سجن بالولايات المتحدة، اقترب رجلا دين من ستيلماخر ليشرحا كيف كان من المفترض منهما تقديم عرضين مشتركين مع نظرائهما المسلمين، ولكن التوتر بين رجال الدين المسيحيين والمسلمين كان عالياً لدرجة أنهما لم يتمكنا حتى من الكلام. ولكنهما يقترحان الآن العودة وإجراء حوار مختلف تماماً عما تم في الماضي: «حوار ناعم».

تستذكر ستيلماخر: «هناك مثل بوذي يقول: للقلب لغة صامتة سرية». التعريف بالسيدة مريم يعطي الإذن باستخدام هذه اللغة.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3680 - الأربعاء 03 أكتوبر 2012م الموافق 17 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:54 ص

      سلام الله على خير خلق الله

      سلام الله عليكِ يا مريم ابنة عمران و ام النبي عيسى عليه السلام روح الله.

اقرأ ايضاً