على مدى ثلاثة أيام متواصلة، كانت جمعية السينما العربية - الأوروبية على موعد مع متابعي أنشطتها السينمائية في باريس في الدورة الثانية من تظاهرة «ربيع السينما العربية» التي نظمت فعالياتها في سينما «لاكلي» بين مساء الخميس 27 أيلول/ سبتمبر2012، ومساء الأحد في الـ 30 منه.

قدمت التظاهرة في أيامها الثلاثة أكثر من ثلاثين عملاً، تتراوح بين الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، إضافة لبعض أفلام التحريك القصيرة التي فرضت وجودها لقوة دلالاتها ومعناها، وما تؤشر عليه من إبداعات صغيرة مهمة تظل أحياناً رهينة الهامش.

وضم البرنامج أشرطة من الجزائر، الإمارات، العراق، الأردن، لبنان، المغرب، فلسطين، سورية، اليمن ومصر، فضلاً عن أعمال من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، جاءت كلها لتثري تظاهرتنا التي نريد لها أن تكون تعبيراً عن نبض الحاضر في الصورة العربية، التي تتحول إلى مرايا تعكس تعدد وجوه هذا الواقع.

وقدم فيلم اليمنية خديجة السلامي «صرخة» في عرض عالمي أول، فيما قدمت عدداً من الأعمال المختارة في عرض فرنسي أول، كما أشرطة المغربي فوزي بن سعيدي، والجزائري مرزاق علواش، والسورية ياسمين فناري.

واختار المهرجان في هذه الدورة التوقف عند وثائقي، عبارة عن أوتوبورتريه قديم- جديد لسيمون فتال، يحمل في صورته القديمة حداثة بادية. كما اختار تقديم شريط وثائقي - روائي في تجربة لبنانية تعتبر الأولى، تعيد تركيب المرحلة التي سبقت الحرب، وما كان يعتمل على الساحة الطلابية فيها، مع ما يوحي به ذلك من صلة بتطورات الساعة عربياً.

كما تضمن البرنامج سهرة خاصة بمنظمة الفرنكوفونية، تم خلالها عرض شريطين شاركت المنظمة في إنتاجهما، إضافة لتقديم عرض خاص لورشة «فاران»، التي تنظم في القاهرة مع شباب يستهويهم العمل السينمائي والوثائقي بعد أن تم تقديم جزء من عمل الورشة في دورة العام الماضي.

وفضلاً عن النقاشات اليومية التي أعقبت عروض الأفلام مع من حضر من صانعيها فإن الطاولة المستديرة التي نظمتها التظاهرة هذا العام كانت بعنوان «سينما الربيع العربي: واقع جديد... تحديات جديدة» وأقيمت بمشاركة مخرجين ومختصين من العالم العربي. وفي إطلالة على تطور صناعة السينما في الخليج العربي، خاصة في مجال القصير، قدم في القاعة المتعددة الاستعمالات برنامج «كرز كياروستامي» الذي يضم أعمال 15 مخرجاً خليجياً تطرقوا تحت إشراف كياروستامي لموضوع العزلة والوحدة.