العدد 3684 - الأحد 07 أكتوبر 2012م الموافق 21 ذي القعدة 1433هـ

«تجمع الوحدة» وحكومة الإرادة الشعبية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أصدر تجمع الوحدة رؤيته السياسية، والتي تتفق في مضمونها مع وثيقته السياسية التي أحدثت ضجة كبيرة وانشقاقاً كبيراً في صفوفه، بشأن حقيقة هذه الوثيقة ومن وضعها والأهداف الخفية من ورائها.

الرؤية السياسية، جاءت مطابقة للوثيقة السياسية للتجمع، في الفهم السياسي الأقرب للرغبة في التصحيح الخجول مع الحفاظ على مكتسباتهم الشخصية، وعدم إغضاب السلطة.

فقد تركزت الرؤية السياسية على أمور ومسلمات، لا يمكن رفضها على رغم قصورها وعدم توضيحها في مناطق عدة، إذ اكتفت بعناوين مطاطة وفضفاضة بعيداً عن شرحها وتبيان كيفية تحقيقها والوصول إليها، فيما كانت الوثيقة قد كشفت عن حقائق تاريخية ورؤية واضحة في عدم القدرة على الاستقلالية في اتخاذ القرارات السياسية، عن السلطة التي «فعلت آليات الخوف والتخويف» ضد تجمع الوحدة على حد قولهم في وثيقتهم السياسية، وتستغلهم في ضرب المكوّن الآخر، كما اعترفوا بذلك حرفياً.

سأتناول في هذه الجزئية رؤية التجمع في مفهوم حكومة الإرادة الشعبية، ففي المبادئ والأسس التي استند عليها التجمع لوضع رؤيته السياسية، أكد مبدأ مهماً جداً وهو أن «المجتمع هو المالك الحقيقي لأجهزة الدولة ومن خلال كونه مصدر السلطات فإنه يعين له حكومة تدير مؤسسات الدولة وتكون مساءلة له، ويمكن أن يكون التعيين بالانتخاب المباشر أو من قبل جلالة الملك نيابة عن المجتمع على أن تمنح ثقة ممثلي الشعب ولمدة محددة لا تزيد عن فترتين برلمانيتين».

بالطبع هذه الرؤية السياسية لم تأتِ بجديد، فهي حافظت على البقاء بين الأمرين، بين التعيين والانتخاب، وبين ما تريده السلطة (تعيين) كما هو موجود حالياً مع لمسة خجولة بإضافة «منح الثقة»، وبين ما تطمح له المعارضة (انتخاب). وكما يقال «الوقوف على التل أسلم»، إذ جاءت هذه الرؤية لمن لم يملك رؤية أصلاً، والقدرة على الحسم واختيار طريق التصحيح.

ولو أخذنا رؤية «التجمع» في انتخاب الحكومة لوجدنا أنها تختلف قليلاً عن رؤية المعارضة لمفهوم حكومة الإرادة الشعبية، والتي تقوم على أساس أن الشعب وحده مصدر السلطات، وهو من ينتخب حكومته وسلطته التشريعية، ومع ذلك فإن الوصول إلى مفهوم حكومة الإرادة الشعبية من منظور «تجمع الوحدة» لن يتم إلا من خلال سلطة تشريعية كاملة الصلاحيات، من دون النظر إلى تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية الكاملة بلا تمييز أو تفريق، على أساس المواطنة الحقيقية التي تساوي بين الأصوات في مختلف المناطق، إذ لا يمكن أبداً أن تكون هناك «إرادة شعبية» من دون دوائر انتخابية عادلة.

في الرؤية السياسية لتجمع الوحدة بشأن السلطة التشريعية، أكد أن يكون البرلمان كامل الصلاحيات، إلا أنه تجاهل وبشكل واضح الحديث عن التوزيع العادل للدوائر الانتخابية، والمساواة بين المواطنين في الحقوق السياسية، رغم تطرقه إلى «مفهوم المواطنة المتساوية» عندما تحدّث عن «إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وحكومة تمثل الإرادة الشعبية مساءلة ومحدودة المدة وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاء مستقل يضمن الحقوق ويحقق العدل بين المتنازعين».

إلا أن الحديث العام عن «المواطنة المتساوية» دون تفصيل، وفي ظلّ إشكالية حقيقية لعدم عدالة «الحقوق السياسية» وما ترتب عليها من تداعيات طوال السنوات العشر الماضية، يجعلنا أمام علامات استفهام كبيرة لهذا التجاهل، والسؤال: ما هو موقف التجمع من توزيع الدوائر الانتخابية؟

بالتأكيد فإن غياب العدالة والتمييز بين المواطنين في الحقوق السياسية، وعدم تساوي الأصوات، سيخلق لنا مجلساً نيابياً لا يمثل الإرادة الشعبية، كما هو الحاصل حالياً.

وإذا سلمنا نظرياً برؤية التجمع في أن «المجتمع هو المالك الحقيقي لأجهزة الدولة ومن خلال كونه مصدر السلطات فإنه يعين له حكومة تدير مؤسسات الدولة وتكون مساءلة له، ويمكن أن يكون التعيين بالانتخاب المباشر أو من قبل الملك نيابة عن المجتمع على أن تمنح ثقة ممثلي الشعب ولمدة محددة لا تزيد عن فترتين برلمانيتين».

فإنه في ظل غياب السلطة التشريعية التي تمثل الإرادة الشعبية بغياب الدوائر الانتخابية العادلة، فإننا لن نستطيع أن نوجد حكومة حقيقية تمثل الإرادة الشعبية، نتيجة قصور الرؤية السياسية المطروحة التي غضت البصر عن حقيقة تركيبة تلك الدوائر التي أسست على توزيعة طائفية جغرافية، بعيداً عن مبدأ المواطنة الحقيقية وتساوي الحقوق السياسية بين أفراد الوطن الواحد.

من وجهة نظري، أرى أن تجاهل الحديث عن «الدوائر الانتخابية» في الرؤية السياسية، هو من أجل «التحصن الطائفي» الذي أورده التجمع في وثيقته السياسية (الصفحة السابعة السطر الخامس قبل الأخير) «التحصن من طغيان طائفة إلى الصبر على طغيان (...)».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 3684 - الأحد 07 أكتوبر 2012م الموافق 21 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 5:53 م

      هكذا بتنور الشباب

      بهكذا أقلام وكتّاب يتنور الشباب والجيل القادم ويعرف ما عليه وما اليه وبهذا عقول مثل هاني الفردان نستطيع شق الطريق للمستقبل ، فشكراً لك ولا شكر على واجب خدمة الوطن .. لك التوفيق أتمنى دائماً ويحفظك من العيون الحاقدة .

    • زائر 20 | 4:24 م

      محرقية

      زائر رقم 19 مثل ما كانه نقول هو تجمع حكومي بحت "ثبت الحكم في البحرين" يعني ما يفهم شئ في السياسة الا الموالاه فقط والمدح في السلاطين ومن هذا المنطلق انفظوا من حولكم اللى تجمعوا حولكم وما بقي الا كم واحد يتكلم وانت تعرفون اشكثر استقالوا من جمعيتكم الفزعة

    • زائر 19 | 6:10 ص

      عضو تجمع الوحدة

      يكفي تجمع الوحدة فخرا أنه ثبت الحكم في البحرين

    • زائر 17 | 4:48 ص

      مادري

      اهم هدف للتجمع انه صحاكم من حلمكم

    • زائر 18 زائر 17 | 6:03 ص

      لا وانت الصادق

      التجمع اللي صحى من الحلم ، وشاف انه وحيد في منامه ولا في 450 الف لا ربعهم ، وصار مثل عبدالحسين عبد الرضا في مسرحية ( عيال بن صامت ) لف العالم وتالي كله حلم ، وهذا مو احنا يا بعد الحبايب اللي نقول ، قادة التجمع يقولون ويشكون الحال ، فالتجمع طلع حلم في حلم يالحبيب والأيام بيننا .

    • زائر 16 | 4:40 ص

      تجمع الفزعة

      التخبط واضح في تجمع الوحدة الوطنيه تدرون ليش؟ لان معارض للمعارضه و ليست لهم اهداف واضحة يتم تطبيقها و انقسوا الئ عدة تجمعات اخرى القلب مو واحد بل قاموا للفزعة فقط

    • زائر 15 | 3:37 ص

      التجمع

      انه صادق في كل ما يقول لو كان خطأ وأفضل من الي يطرح كلام وحلول ويبطن شيء أخر

    • زائر 14 | 3:08 ص

      thanks

      يفضل اضافة اسم حكومي على تسمية تجمعهم -- شكرا يامخضرم

    • زائر 13 | 2:49 ص

      فاقد الشيئ لايعطيه ياهاني

      الحرية والمبادي الديمقراطية لاتتجزأ ، ومحاولة تشكيلها من قبل بعض التجمعات المفتعلة لن يغير حقيقة عوارها.

    • زائر 12 | 2:39 ص

      سيبقون

      سيبقون كما هم

    • زائر 11 | 1:50 ص

      يبون يثبتون وجودهم مو عارفين

      يطسون ويطلعون يطسون ويطلعون مادري ليش

    • زائر 9 | 1:33 ص

      سياسة م لا سياسة له

      هذه سياسة من لا سياسة له وهي التخبط الذي يبحث عن المصالح الشخصية والطائفية وقد أدرك التجمع ان الضربة الأمنية التي كان هو المروج الرئيسي لها والتي كانت تهدف إلى انهاء وجود مكون رئيسي في المجتمع البحريني فشلت بامتياز لذلك نقرأ في بيانات التجمع البحث عن موقع له في ما هو قادم من استحقاقات بعد ان اهمله النظام وووضعه على الرف وتراكمت عليه كومات الغبار

    • زائر 8 | 1:28 ص

      هل يسمعون

      هل تسمعون وتتفكرون جمعا او فرادا

    • زائر 7 | 12:58 ص

      جلاوي 688

      450 الف ؟؟؟؟؟لالالالا قويه

    • زائر 6 | 12:57 ص

      أحلام العصافير

      أنت تحلم وتغرد... أنت في بلد الأسود فأحذر

    • زائر 5 | 12:46 ص

      مالك حل ياولد الفردان

      هذا تجمع معوق من ولادته الى الآن ولن يصلح حاله وما بني على باطل فهو باطل

    • زائر 10 زائر 5 | 1:34 ص

      شوفو التطاول والتحرش بالكلام

      نحو من تقولون انهم يظلمونكم...وبعدين بتصيحون وشكاويكم ونعاويكم علي مظلوميتكم ما بتوقف.... الي يتطنز لو صار اطنازة من فعله وكلامة لا يلوم الا نفسه!!!

    • زائر 4 | 12:10 ص

      ابوعبداللة

      حسب ما سمعت ان هذا يمثل المبادرة الكويتية التي تم رفضها اكثر من مرة من قبل النظام ..ببساطة هو الاسلوب المعمول بة في الكويت والتي يعين علي اثرها النظام الحكومة و يكون من حق البرلمان التصويت عليها ... وهو ما يعتقد النظام انة افضل الحلول في الوقت الحالي للمحافظة علي بعض حقائب الوزارة السيادية .. وهو ما سيقوم النظام يترتيب الية وطرحة وبما ان التجمع هو الناطق الغير رسمي للنظام فقد وصلت الرسالة غير مباشرة لحفظ ماء الوجة ... السؤال هل ذكر التجمع طرح الفكرة للتصويت من قبل الشعب .. وهل هذا ما نريد

    • زائر 3 | 11:42 م

      يوما بعد يوم ينكشف المستور

      وما يدريك لعل غدا يكشف ما هو مستور وما أراد التجمع ستره مثل
      كيف جاءت فكرة التجمع ؟ ومن صاحب الفكرة ؟ ومن المبادرين الى تأسيسه ؟
      ومن يكتب تقاريره ؟ وماذا يعني مباركة الجهات الرسمية للتجمع نعد التجمع الأول ( 450 الف ؟؟؟؟؟)

    • زائر 2 | 11:07 م

      رظيع لا يدري مايدور حوله

      رفهو كلوليد لا يعى شئ ألا ألحليب

    • زائر 1 | 10:42 م

      سلمت أناملك

      تنثرون الدرر أنتم ياأعزائي كتاب الوسط , سلمت منكم الأنامل وتوضحت لكم صافي المناهل ... موفقين أستاذ هاني

اقرأ ايضاً